دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – قرابة 28 مليون طفل أمريكي، تترواح أعمارهم بين 5 و11 سنة، مؤهلين للحصول على لقاح "كوفيد-19" قريبًا، أما الخطط الموضوعة لتشجيعهم للإقدام على ذلك فهي قيد التنفيذ.
وتجتمع اللجنة الاستشارية المستقلة لشؤون اللقاح التابعة لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية الثلاثاء، بهدف مناقشة ما إذا يُفترض السماح بإعطاء الأطفال الأصغر سنًّا لقاح "فايزر/ بيو إن تك". وقد سبق وحصل هذا اللقاح على إذن الاستخدام الطارئ للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا، وهو معتمد للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 16 عامًا أو أكبر.
وفي حال صوّت أعضاء اللجنة الاستشارية التابعة لإدارة الغذاء والدواء لصالح السماح بإعطاء اللقاح لهذه الشريحة العمرية، يعود عندها القرار الأخير للوكالة في إعطاء إذن الاستخدام أم لا.
وبعد ذلك تلتقي اللجنة الاستشارية المستقلة التابعة للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها في 2 و3 تشرين الثاني/نوفمبر، لتصوّت لصالح إعطاء الضوء الأخضر للقاح أم ضدّه. وأخيرًا، تقرّر مديرة المراكز الأمريكية الدكتورة روشيل والينسكي، إذا كانت ستقبل بتوصيات اللجنة أم سترفضها. وعندما توقع والينسكي على إذن السماح بالاستخدام الطارئ للقاح، يمكن للأطفال الأصغر سنًّا تلقيه على الفور.
كيف يعمل اللقاح وهل هو آمن؟
وتحتاج إدارة الغذاء والدواء إلى مراجعة بيانات التجارب الخاصة بالأطفال، لأن هذه الفئة لا تقع ضمن خانة البالغين الصغار، وفقًا لتوصيف أطباء الأطفال لهم.
ولا تزال أجسام الأطفال تتطور وتتفاعل مع اللقاح على نحو مختلف عن البالغين. لذا، يختبر العلماء جرعات مختلفة من أيّ لقاح مخصّص للأطفال، من أجل تحديد ما يمكن أن يتحمّله جسم الطفل، وما مستوى الجرعة التي قد تحميه. وقد طلبت شركة "فايزر" الموافقة على إعطاء جرعة مؤلفة من 10 ميكروغرامات للأطفال الأصغر سنًّا. بينما تحتوي الجرعات المستخدمة للأطفال بدءًا من سن 12 عامًا وما فوق، على 30 ميكروغرامًا. ويتم تلقي اللقاح على جرعتين مع فارق زمني مدته ثلاثة أسابيع.
وأظهرت البيانات الخاصة بمرحلتي التجارب الثانية والثالثة التي تقدّمت بها "فايزر" في أيلول/سبتمبر أنّ لقاحها المضاد لـ"كوفيد-19" أنتج إستجابة "قوية"للأجسام المضادة لدى الأطفال بين 5 و11 عامًا. وفي ملف جديد قدمّته قبل اجتماع إدارة الغذاء والدواء، قالت "فايزر" إنه تبيّن أنّ لقاحها آمن وفعّال بنسبة 90،7% ضد عوارض "كوفيد-19"، لدى الأطفال بين 5 و11 عامًا.
وقد شملت هذه التجربة نحو 2000 طفل، بينهم ثلاثة أطفال مصابين بـ"كوفيد-19" في المجموعة التي تلقت أفرادها اللقاح، و16 إصابة في المجموعة التي تلقى الأطفال المشاركين فيها اللقاح الوهمي. وقد حصل الأطفال في المجموعتين على جرعتين من اللقاح أو اللقاح الوهمي.
وأشارت "فايزر" إلى أنه لم يُسجّل أي عوارض جانبية جدية مثل التهاب شغاف القلب، أو التهاب عضلة القلب، خلال فترة الثلاثة أشهر التي كان يخضع فيها الأطفال للمراقبة. فيما سُجلت هذه العوارض الجانبية النادرة لدى بعض البالغين والمراهقين الأكبر سنًّا الذين تلقوا اللقاح. ورأى العلماء أن ذلك يعود إلى أنّ عدد الأطفال المتطوعين المشاركين في الدراسة قليل.
ويُفيد تقويم لإدارة الغذاء والدواء نُشر مساء الجمعة الفائت، أنّ فوائد لقاح "فايزر/بيو إن تك" المضاد لـ"كوفيد-19، تفوق المخاطر التي قد يتعرض لها الأطفال بين 5 و11 عامًا في حال الإصابة بالفيروس. وأضافت الوكالة أنّ اللقاح يحتوي نظريًّا على خطر الإصابة بالتهاب شغاف القلب، وعضلة القلب، التي تتطلّب علاجًا، وحتى الدخول إلى المستشفى. لكن الخطر الناجم عن الإصابة بـ"كوفيد-19" أعلى في حال كان هناك انتشار للفيروس.
وعلّق الدكتور أشيش جها، عميد كلية الصحة العامة في جامعة "براون" (Brown University) أنّ اللقاح يتمتع بمستوى عال من الفعالية، مضيفًا: "هذا ما شهدناه مع بداية استخدام فايزر، قبل أن ينتشر متحور دلتا ومتحورات أخرى تثير القلق، لذا اعتقد أنه مقنع جدًا".
لمَ يحتاج الأطفال إلى اللقاح؟
ومنذ بدء الجائحة، أُصيب نحو 6،2 مليون طفل بـ"كوفيد-19". ورغم تراجع عدد الإصابات بين الأطفال في الآونة الأخيرة، إلا أن الأسبوع الماضي فقط سجّلت إصابة 131 ألف طفل بالفيروس، وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.
ويندر أن يُصاب الأطفال بالمرض الشديد، حيث أن نسبة 5% فقط أُدخلوا إلى المستشفى، وفارق 0.025% الحياة. لكن هذا يعني أنّ 637 طفلًا قضوا بفعل الإصابة بـ"كوفيد-19"، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها. وأُدرج "كوفيد-19" بين الأسباب العشرة الأولى التي تسبّبت بوفاة الأطفال بين 5 و14 عامًا، في النصف الأول من هذا العام.
وقال الطبيب الجراح الجنرال فيفك مورثي لـCNN إنّ "كوفيد لم يكن مرضًا حميدًا بين الأطفال حتى لو أنهم أبلوا أفضل مقارنة بمن يكبرونهم سنًا، إذ خسر المئات منهم أرواحهم، وأُدخل الآلاف إلى المستشفى، وتأثرت حياتهم بسبب "كوفيد-19". وتابع: "نريد حماية أطفالنا. نريدهم أن يستعيدوا حياتهم".
هل سيجلب الأهل أطفالهم لتلقي اللقاح؟
ليس واضحًا إلى الآن إن كان سيقدم الأهل على ذلك. فقط أظهر استطلاع حديث أجرته مؤسسة عائلة قيصر "Kaiser Family Foundation" في أيلول/سبتمبر، أن ثلث الأهل الذين لديهم أطفال ضمن الفئة العمرية المستهدفة يفضّلون الانتظار ومراقبة النتائج قبل أن يلقحوا أطفالهم. ونحو ثلث آخرين، سيطعّمون أطفالهم فورًا. وإذا اعتُمد عدد تلقيح المراهقين كمؤشر، فإن تلقيح الأطفال الأصغر سنًا قد يكون بطيئًا.
وقال الدكتور أنتوني فاوتشي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الأربعاء لـCNN: "آمل أن يدرك غالبية الأهل الفائدة الحقيقية من تلقيح الأطفال".