كيف يمكن للآباء الحد من مستويات التوتر خلال موسم الأعياد؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يمكن أن تكون أكثر الأوقات روعة في العام هو أكثرها إرهاقًا، فقد اعترف واحد من كل خمسة آباء وأمهات بأنه من المحتمل أن تؤثر مستويات التوتر لديهم سلبًا على استمتاع أطفالهم بموسم الأعياد، وفقًا لاستطلاع وطني أجراه مستشفى C.S. Mott للأطفال حول صحة الأطفال في جامعة ميشيغان الطبية.
وأوضحت منفذة الاستطلاع، سارة كلارك، وهي عالمة البحث لدى قسم طب الأطفال في جامعة ميشيغان في مدينة آن آربر، أن الأهل قد يضعوا توقعات غير واقعية عن الكيفية التي يجب أن يكون عليها موسم الأعياد.
وعلى حد قول كلارك، غالبًا ما يحاول البالغون التكيف مع العديد من تقاليد الأعياد مثل ارتداء ملابس متطابقة من أجل بطاقة التهنئة بعيد الميلاد أو حضور الحفلات السنوية، لدرجة أنه يمكن في بعض الأحيان أن يسبب توترًا ملموسًا في المنزل.
وقالت كلارك: "هناك أمر يجب على الأهل مراعاته وهو أن التمسك بالتقاليد لا يعد الأكثر أهمية دائمًا بالنسبة للأطفال، وهو بالتأكيد يزيد من ضغوط العطلة".
وأوصت كلارك الأهل بالجلوس مع أطفالهم لمعرفة توقعاتهم بدلاً من افتراض أي شيء.
وأضافت أنه يجب على الآباء طرح أسئلة مفتوحة على أطفالهم مثل "ما النشاط الذي تفضل القيام به؟" أو "ماذا تتذكر من مواسم الأعياد الأخرى؟"
وأشارت كلارك إلى أن هذا سيساعد الأهل على تحديد أولويات ما هو مهم بالنسبة للعائلة، مما يقلل بدوره من قوائم المهام الطويلة التي تمتلكها العديد من العائلات في هذا الوقت من العام.
وهناك استراتيجية أخرى لمعالجة هذه القوائم الطويلة، وهي تخصيص وقت أطول مما تعتقد أنك بحاجة إليه والبدء في إكمال المهام في وقت أبكر، حسبما ذكره جون دافي، عالم النفس الإكلينيكي في شيكاغو.
ولفت دافي إلى أن ذلك "يسمح للأهل بالاستمتاع بروح العطلة في وقت مبكر من الموسم، مضيفًا أنه من خلال أخذ وقتهم، فإنهم أيضًا ينظمون مستويات التوتر لديهم بشكل أفضل بكثير مما كانوا سيفعلون."
الأهل يشعرون بالضغط أيضًا
واعترف واحد من كل أربعة آباء بأنهم وضعوا توقعات عالية لأنفسهم خلال العطلات، مما ينتقص من استمتاعهم بالموسم أيضًا.
فمن بين 2020 من الآباء الذين شملهم الاستطلاع في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال واحد من كل ستة أن لديهم مستويات عالية من التوتر خلال العطلات، مع تسجيل شعور نحو ضعف عدد الأمهات بالتوتر مقارنة بالآباء.
وقالت كلارك إنه من المحتمل أن تساهم الأدوار التقليدية بين الجنسين في هذه الحالة، إذ تقوم الأمهات بالعديد من الأعمال المنزلية ومهام التسوق لهذا الموسم.
وعلى سبيل المثال، قد لا يهتم أفراد العائلة الآخرين بصنع بطاقات التهنئة بالعطلات، ولكن إذا كان الأمر مهمًا بالنسبة للأم، فستقع المهمة على عاتقها وسيكون أكثر إرهاقًا بالنسبة لها".
ووجد الاستطلاع أن تقديم أفراد العائلة الآخرين للمساعدة يساهم في تخفيف مستويات التوتر لدى الأمهات مقارنًة بالآباء.
ومع ذلك، قد يكون من الصعب على بعض الأمهات قبول المساعدة، إذ أن لديهن رؤية محددة لكيفية قضاء العطلات، على حد قول كلارك.
وأشارت كلارك إلى أن الحل هو قبول المساعدة كما هي والتخلي عن بعض التوقعات.
من ناحية أخرى، من المرجح أن يلقي الآباء بأنفسهم في العمل للتعامل مع التوتر، وفقًا للاستطلاع.
واوضح دافي أن "هذا الخيار يحمي الرجال بالتأكيد من العديد من الضغوطات التي يمكن أن تجلبها الأعياد، ولكن في كثير من الأحيان، غالبًا ما يفوتون بعضًا من بهجة تلك المهام".
ممارسة النظافة النفسية الجيدة
وقالت كلارك إن العطلات تعد فرصة عظيمة، غالبًا ما يتم تجاهلها، من أجل تقديم مثال يحتذى به لممارسة الصحة النفسية الإيجابية.
ووجهت الآباء إلى مصارحة أطفالهم عند شعورهم بالتوتر والتحدث إليهم عن الإجراء الذي سيتخذونه للتخفيف من حدة التوتر.
كما أوصى دافي الأهل بأخذ فترات راحة متكررة لمشاهدة حلقة من برنامجهم التلفزيوني المفضل، أو الذهاب في نزهة على الأقدام أو التوقف قليلًا وممارسة تمرينات التنفس من وقت لآخر.
ولتجنب الإرهاق أثناء العطلة، اقترح أيضًا على الأهل أخذ يوم أو يومين إجازة من العمل للراحة وتجديد الطاقة إن أمكن.
وقال دافي إنه يجب على الآباء أيضًا أن يكونوا على دراية كيف تؤدي بعض أنشطة العطلات إلى إجهادهم، إذ أنه من المحتمل أن يؤثر ذلك على العائلة بأكملها.