هذا ما يريد الأشخاص المصابون باضطرابات الأكل من الآخرين معرفته
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- شُخّصت إميلي بورينغ صدفة بمعاناتها من الأكل المضطرب. وبعدما قصدت مكتب الصحة النفسية في جامعتها للتحدث عن مشاعر القلق التي تنتابها، علمت من خلال الحوارات العديدة، أنّ سلوكها مع الطعام يصنّف على أنه اضطراب في الأكل.
وإميلي التي تبلغ من العمر 27 عامًا، وطالبة دراسات عليا في مدرسة ييل ديفينتي في نيو هافن، كونيتيكت، قالت إنّ مسار التعافي والانتكاسة علمها الكثير عن كيفية الاعتناء بنفسها والآخرين.
وتحدثت بورينغ إلى CNN، حول سوء الفهم، والإحراج، والوصمة المتصلة باضطرابات الأكل.
CNN: ماذا تريدين أن يعرف الناس عن الأكل المضطرب واضطرابات الأكل؟
إميلي بورينغ: أتمنى أن يعرف الناس أن ذلك شائع في كل مكان. ستختبر غالبية الناس نوعًا من العلاقة المضطربة مع الطعام وأجسامهم، ومرد ذلك ببساطة إلى بيئتنا الثقافية.
ما أود قوله أولاً وقبل كل شيء، أنّ الأكل المضطرب، وينسحب ذلك أيضًا على اضطرابات الأكل، يؤثر على الجميع مهما كان الجنس، والعرق، والإثنية، والعمر، أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي. ولا تترافق اضطرابات الأكل والأكل المضطرب مع "النحافة" أو نقص الوزن.
CNN: كيف تُعرّفين اضطرابات الأكل وعلاجها؟
بورينغ: تصنّف اضطرابات الأكل حاليًا على أنها أمراض نفسية استقلابية، أي تمثيل غذائي يشير إلى الطريقة التي يعالج بها الجسم الطاقة، ثم الجزء النفسي المرتبط بالدماغ والسلوك.
وقد أكدت على ذلك تجربة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل. ولقد لاحظنا على مدى عقود، أن اضطرابات الأكل تتفعّل عندما يعاني شخص ما من نقص في الطاقة، أو لا يأخذ سعرات حرارية كافية لدعم جسمه.
واضطرابات الأكل ليست مخزية. إنها ليست خيارًا، وليست فشلًا. ولا تزال هناك وصمة عار ملازمة لفكرة أن اضطرابات الأكل أمر نختاره. وأود أن أقول: إذا كان شخص ما على وشك إدراك أنه يعاني من اضطراب في الأكل أو تلقى هذا التشخيص من شخص آخر، فإنني أشدد على أهمية التدخل المبكر. وأود القول إن الخطوة الأولى للشفاء تكمن بإيجاد فريق جيد مختص باضطراب الأكل يتألف من معالج نفسي، واختصاصي تغذية، وطبيب.
CNN: كيف يفترض بالمقرّبين التحدّث إلى الأشخاص في فترة التعافي من اضطرابات الأكل؟
بورينغ: أتحدث في الغالب انطلاقًا من تجربتي الخاصة، لكنني وجّهت أيضًا عددًا ليس بقليل من المراهقين خلال هذا المسار. لقد تعلّمت بالطريقة الصعبة ما ليس من المفيد قوله لهم، كما أنني كنت المتلقية لتعليقات غير مساعدة.
ويجب تجنّب قدر المستطاع التعليقات والتصرفات المرتبطة بثقافة النظام الغذائي. وفي هذا البلد تحديدًا، الطريقة التي نقدّر فيها اللياقة البدنية بالثقافة الشعبية تتعارض مع التعافي. وتتخفّى ثقافة النظام الغذائي في كثير من الأحيان بشعار الصحة، وهذا الاعتقاد الأساسي بأن هناك معيارًا للياقة البدنية والجسم القوي والصحي، وأن الجميع يمكنهم تحقيق ذلك إن عملوا بجد فقط.
وهناك مجموعة كاملة من المؤلفات، مؤلفات علمية توضح أن الصحة والوزن ليسا مرتبطين سببيًا. لذا فإن الوزن الزائد لا يعني بالضرورة معاناة الشخص من مشاكل صحية.
CNN: ماذا تقصدين بقولك عدم استخدام "صوت اضطراب الأكل" للردّ على الصوت ذاته؟
بورينغ: لنفترض أنني قصدت عيادة طبيب، وأنا أشعر بالخوف مما يحدث لجسمي، وأنني سأكتسب وزنًا. وقد يقول الطبيب: "ليس هناك من داع للقلق، لن يتغير جسمك كثيرًا".
ومهما كان حقيقيًا هذا البيان، فإنه يؤثر بشكل مباشر على اعتقاد اضطراب الأكل. ومن السهل جدًا محاولة طمأنة (أحبائك) باستخدام اللغة الخاصة باضطراب الأكل، ووجدت أن هذا لا يعمل حقًا على المدى الطويل.
CNN: ما هي طرق التحدث إلى الناس من دون استخدام صوت اضطراب الأكل؟
بورينغ: بعض الأسئلة التي أشجع الناس على طرحها على أنفسهم هي: "هل ما سأقوله يعني ضمنيًا أن بعض الأجسام أفضل من أخرى"؟ أو أنّ "بعض الأطعمة لها قيمة أخلاقية أكبر أو أقل؟".
وحاول أيضًا تجنب ذكر أي أمر متصل بالأرقام، أكان في معرض الحديث عن الوزن أو السعرات الحرارية أو عدد ساعات التمرين أسبوعيًا.
ولا تفترض الحالة الداخلية لشخص انطلاقًا من مظهره الخارجي. ويُستحسن أن يتمكن الناس من التريث وطرح الأسئلة عوضًا عن الافتراض.
CNN: ما الذي يحتاج الناس إلى معرفته حول الانتكاسة؟
بورينغ: الانتكاسة ليست فشلًا، ولا يجب أن تعيدك إلى أسوأ حالة مرض عانيت منها. ويمكنك استدراك الأمر باكرًا، وتغيير الواقع.
ما كنت أتمنى معرفته عن الانتكاسة أنها تحدث بسرعة أكبر، وبشكل مفاجئ، وتستهلك الشخص أكثر مما كنت أعتقد.
وإذا كنت شخصًا يعاني من جينات اضطراب الأكل، أكان ذلك فقدان الشهية، أو الشره المرضي، أو اضطراب الأكل بنهم، أو أي مرض في هذا الإطار، فربما يتعين عليك دومًا توخي الحذر واليقظة بشأن الحفاظ على التغذية، وتناول كميات وفيرة ومتنوعة من الأطعمة، وعزل نفسك عن ثقافة النظام الغذائي. لأنه يمكن أن يحدث ذلك بسرعة، مثل: بضعة أيام من التقييد، وفقدان بضعة كيلوغرامات، ثم فجأة، تعود بالكامل إلى اضطراب الأكل.
وأود أن أقول أيضًا أن الانتكاسة فرصة للتعلم. وفي كل مرة انتكست فيها، نظرت إلى الخلف وأدركت أنني اكتشفت أمرًا جديدًا بشأن ما يعنيه التعافي بالنسبة لي.
وأعتقد أن هذه مجرد طريقة للقول إنه يجب على الشخص أن يكون لطيفًا مع نفسه ومنفتحًا لأن الانتكاسة أزمة، وبذل قصارى الجهد للخروج منها. لكن أيضًا، هذا ليس فشلًا وليس مؤشرًا أنك ستعاني مدى الحياة.
CNN: ما الذي تعلمته عن التعافي؟
بورينغ: في الواقع، التعافي يتمحور حول الحاضر. إنها القدرة على أن تكون حاضرًا لتكوين علاقات مع محيطك والقيام بما يثير اهتمامك. إنه أيضًا وجود مادي للوعي بجسمك، والقدرة على إدراك الأحاسيس، والإصغاء لإشارات الجوع في جسمك، والشعور بالشبع.