كيف يساعد الأهل أطفالهم على تخطي 5 مصاعب سيواجهونها بالصداقات؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رأى عالم النفس ريان ديلاب، أنّ الأهل غالبًا ما تحيّرهم الديناميكيات الاجتماعية للأطفال، وهو أمر منطقي لأن هذه العلاقات معقدة. وأوضح أنه ليس في الإمكان اختيار أصدقاء أطفالك، لكن إليك كيفية مساعدتهم على إدارة خمس صعوبات محبطة يواجهونها في علاقات الصداقة.
المشكلة رقم 1: لا يريد طفلك "مشاركة" صديقه
كيف يمكنك المساعدة؟ ابدأ من موقع التعاطف، وبحسب عالمة النفس إيلين كينيدي مور، المؤلفة المشاركة بكتاب "تزايد الصداقات والمشاعر المتنامية"، قل لهم: "مفهوم أنك تريد صديقك لنفسك"، ثم اشرح لطفلك أنه إذا كنت صديقًا للأخطبوط فستكون نتائج هذه الصداقة عكسية. فإذا ضغطت عليه بشدة، فقد يرغب بالابتعاد عنك".
ونصحت بتشجيع طفلك على إقامة علاقات صداقة مع صديق صديقه. وإذا قاوم الفكرة، قم بلفت نظره إلى أنّ صديقه يحب هذا الشخص، لذا يحتمل أن يكون صديقه يتمتّع ببعض الصفات الجيدة.
ويمكن بحسب كينيدي مور، التوجه إليه بالقول: "توقف عن لعبة شدّ الحبل ووسع أفقك، فعندما تحضر صديقًا رابعًا أو خامسًا إلى المجموعة، فإنك تخفض التوتر".
المشكلة رقم 2: الصداقة مربكة أو مؤلمة
كيف يمكنك المساعدة؟ رأى ديلاب أن عليك توجيه السؤال لطفلك عن "ما هي صفات الصديق بنظره، ومن يعتبره من المعارف والغرباء"؟ وبمجرد أن تفهم ما يتوقّعه من الصديق، أوضح له كيفية تصنيف هذه الصداقة.
وقد يدرك طفلك أن الصديق ليس إلا أحد معارفه. فإذا كان هذا الواقع محبطًا، ساعد طفلك للتعبير عن مشاعره، من خلال سؤاله: "ما شعورك لدى قولك إن ما تريده من صديقك وما هو عليه في الواقع لا يتطابقان؟ وتابع ديلاب: "ماذا عليه أن يفعل كي يثبت لك أنك صديقه؟". وبذلك "تساعده على فهم أنّ الصداقات (الحقيقية) ثنائية الاتجاه".
وأشارت عالمة النفس ليزا دامور، مؤلفة كتاب "الحياة العاطفية للمراهقين"، إلى أنه إذا كانت الصداقة غير صحية حقًا، فمن الضروري مساعدة طفلك على التفكير أنه "من الواضح أنّ جزءًا منك يريد التسكّع مع زميل الدراسة هذا، لكن جزءًا آخر منك يعلم أنه في كل مرة تفعل ذلك، فإنك تشعر بالسوء".
وأضافت أنه في الوقت عينه، "تعرّف على مدى نمو الأطفال وتغيّرهم، وأنّ الطفل الذي قد يكون فظاً في وقت ما، ومن ثم يمكن أن يتحوّل إلى شخص حنون ولائق".
المشكلة رقم 3: طفلك يرغب بأن يكون ضمن مجموعة ترفضه
كيف يمكن للوالدين المساعدة؟ أخبرت فتاة في الصف السابع دامور أنها لا تستطيع فهم لماذا أقرانها الفتيات يلعبن معها بشكل فردي، لكنّهن لا يدعونها للجلوس معهن على الغداء. وأوضحت دامور أن صداقات الأطفال أشبه بالمركّبات الكيميائية، حيث يكون كل طفل ذرة تصنع روابط مع ذرات أخرى.
وتابعت أنه "بمجرد أن يتواجد الأطفال في مجموعات، يكونون سعداء ولن يخاطروا بزعزعة استقرار هذا المركّب". وأخبرت الدامور الفتاة أنه يتواجد خياران أمامها، إما "البحث عن ذرات أخرى حرة، أو البحث عن مركّب منفتح على ذرات جديدة".
وقالت جينيفر فينك، مؤلفة كتاب "بناء الأولاد: تربية الرجال العظماء في عالم يسيء فهم الذكور"، إنه لا يمكنك التحدث مع طفلك حول رغبته بأن يكون جزءًا من مجموعة، لكن يمكنك محاولة فهم دوافعه، موضحة أن العالم الاجتماعي للأطفال يميل إلى أن يكون هرميًا، وأن الأطفال يسعون للحصول على بعض من هذه القوة والحماية التي تأتي من كونهم جزءًا من تلك الدائرة.
وأضافت فينك: "أصعب شيء على الأهل إدراك أنهم لا يستطيعون حل هذه المشكلة لأطفالهم أو جعلهم يتوقفون عن الاهتمام، لكن يمكنهم تقديم ملاحظات مثل،"(هؤلاء الأولاد) لم يبد عليهم الاهتمام عندما كنت تتحدث".
المأزق رقم 4: لا يمكن لطفلك أن ينسى ضغينة
كيف يمكن للوالدين المساعدة؟ جاءت فتاتان من الصف الخامس إلى مكتب الاستشارة الخاص بكينيدي مور لطلب المساعدة على حل نزاع بينهما. وسألتهما "متى بدأ؟". وأجابت إحداهما "قبل خمس سنوات".
وتُعتبر خمس سنوات فترة طويلة لحمل ضغينة.
وأشارت كينيدي مور إلى أنّنا "لا نريد أن يجمّع الأطفال الضغائن مثلما نجمع الخرز على خيط"، موضحة أنه علينا "تعليمهم كيفية تجاوز المحطات الصعبة في الصداقة، لأنه أمر بالغ الأهمية لتعلّم كيفية تكوين علاقات قوية".
وأضافت أنه إذا كان طفلك يركز على أمر تافه، قم باللعب معه "ربما اللعبة عينها". كأن تسأله: "ما هي بعض الأسباب المحتملة وراء إقدام صديقك على ذلك، غير إيذائك المتعمّد"؟
ونصحت بمشاركة إرشادات التسامح مع الأطفال: "إذا حدث ذلك مرة واحدة فقط، ومن غير المرجّح أن يحدث مجددًا، انسَ الأمر. وإذا كان أحد الأصدقاء متأسفًا حقًا، فانسَ ذلك. زإذا كان حادثًا أو سوء فهم، فانسَ الأمر. وإذا حدث ذلك منذ أكثر من شهر، فانسَ الأمر".
المشكلة رقم 5: كثيرًا ما يتشاجر طفلك مع الأصدقاء
كيف يمكن للوالدين المساعدة؟ إذا تم استفزاز طفلك، اسأله عن معنى ما جرى ولماذا حدث ذلك. وأوضحت كينيدي مور أنه "قد يكون غير مرتاح في الديناميكية الموجودة، لكن هذا لا يعني أنّ هناك من يسيء معاملته".
وأشارت كينيدي مور إلى أنّ الحل الأفضل يكمن ببساطة من خلال إعطاء مساحة أخرى بين الأطفال، لافتة إلى أنّ الأبحاث تشير إلى أنّ الأطفال أكثر عرضة لحل الخلافات من خلال الابتعاد قليلاً ثم العودة معًا والتعامل بلطف مع بعضهم.
ونصخ بيتر غراي، أستاذ علم النفس في كلية بوسطن بـ"منح الأطفال وقتًا للعب الموجّه ذاتيًا حتى يتمكّنوا من التدّرب على حل النزاعات. وأضاف أنّ هذه هي الطريقة التي "يتعلم بها الأطفال التعامل مع النزاعات من جميع الأنواع، والاضطرابات، والخلافات، والتنمر البسيط".
ولفت إلى "أننا نقضي الكثير من الوقت في حماية الأطفال من الصراع، ولا نمنحهم وقتًا كافيًا للسماح لهم باللعب بحرية مع الأطفال الآخرين، وهذه هي الطريقة التي يتعلمون بها كيفية حل مشاكلهم الخاصة".
وتُعتبر الصداقة أحد المجالات القليلة التي يتمتع فيها الأطفال بالاستقلالية، لذا ما لم يكن طفلك في خطر، امنحه مساحة كبيرة لاختيار أصدقائه ومعاركه. وقالت كينيدي مور إننا نندفع ونحن نفكر بـ" أنني بحاجة لحماية طفلي من ذلك الطفل الفظيع، لكن الطفل الآخر هو طفل أيضًا".
وأوضحت دامور أنّ على الأهل "التعاطي مع انزعاج أطفالهم على أنه بمثابة أمر ظاهري، وليس مؤشرًا على وجود خطب ما". وأضافت أنّ "عواطفنا هي نظامنا الملاحي، والتوافق مع ما نشعر به عندما نكون مع أشخاص مختلفين في حياتنا يعطينا ملاحظات مهمة حول من قد نرغب بقضاء وقت أكثر أو أقل معه".