كيف تخفّف من شعورك بالقلق في اللقاءات الاجتماعية من دون كحول؟

نشر
5 دقائق قراءة
Credit: Noam Galai/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد يكون استهلاك الكحول باعتدال مفيدًا لصحتك ومحفظة أموالك.

محتوى إعلاني

وبالنسبة لبعض الأشخاص، فإنّ التوقف عن تناول الكحول يعتبر حلًّا حين يتسبب استهلاكه بإلحاق الضرر بصحتهم. لكن الإقدام على ذلك قد يشكّل مأزقًا في حال كنت ترغب بقضاء المزيد من الوقت في الحانات، أو النوادي الليلية، حيث يُعتبر استهلاك الكحول القاعدة، والعنصر الرئيسي الذي يساعدك على الشعور بالراحة وسط تلك البيئات.

محتوى إعلاني

وقالت الدكتورة إلين هندريكسن، طبيبة نفسية سريرية، ومؤلفة كتاب يحمل عنوان: "كيف تكون على طبيعتك: قم بتهدئة المنتقد داخلك وتجاوز القلق الاجتماعي"، إن "البشر ككائنات اجتماعية يحتاجون للانتماء إلى قبيلة أو مجتمع"، مضيفة: "نشعر بالقلق في المواقف الاجتماعية،  ويترافق شعور مع القلق الاجتماعي مفاده بأن الناس سوف يحكمون علينا أو يرفضوننا".

وأضافت هندريكسن، وهي أستاذة مساعدة سريرية بمركز القلق والاضطرابات ذات الصلة في جامعة بوسطن: "لذلك نحن نعمل بجد لمحاولة إخفاء الأمور التي نعتقد أنها قد تجعلنا عرضة للخطر، وتلك التي قد يعتقد الناس أنها عيب فينا". وتابعت: "نحن نشعر بالقلق من أنّ تلك العيوب ستتم رؤيتها والإشارة إليها، وسوف نتحمّل عواقب اجتماعية سلبية بسببها".

من جهتها، قالت الدكتورة جودي غيلمان، الأستاذة المساعدة في علم النفس بكلية الطب في جامعة هارفارد ببوسطن، إن "الكحول قد تساعد في تهدئة مشاعر عدم الأمان التي من شأنها منعنا من إطلاق العنان لمتعتنا، من خلال كبت أنفسنا وتجريد حواسنا من الحساسية".

وأشارت غيلمان إلى دراسة أجريت في عام 2008، شاركت في تأليفها، توصّلت إلى أنه عندما كان المشاركون في حالة سُكر، أظهر تصوير أدمغتهم بالرنين المغناطيسي أنهم لا يميّزون في استجاباتهم بين الوجوه المحايدة أو الخائفة لأشخاص آخرين كما يفعلون عندما يكونون في حالة يقظة. أي أنّ المواقف التي عادة ما تُشعرهم بالتهديد تنتفي بحالة السكر.

لكن، يقدم الخبراء والأشخاص من ذوي الخبرة الشخصية نصائح حول كيفية تحقيق النتيجة عينها من دون تناول الكحول.

الشعور بالارتياح من دون الشجاعة السائلة

قال الخبراء إنّ المخاوف من أن الناس سيحكمون عليك أو يرفضونك قد تكون مبنية على مخاوف وأفكار قد تؤدي إلى الشعور بعدم الكفاءة والعجز.

وأضافت هندريكسن أن اللجوء إلى الكحول كي تستمد منه ثقة مصطنعة "متأصل في ثقافتنا، وهو شكل مقبول اجتماعيا، بل متوقع، للحدّ من الموانع".

ولفتت إلى أنّ تطوير الثقة الحقيقية بالنفس يبدأ بالتعرّف إلى الأضاليل التي تغذي هذه العادة: أولاً، أن كل ما نحاول تجنبه يشكل خطورة أو سيؤذينا، وثانيًا، أننا لا نستطيع التعامل مع أي تقلبات في الحياة الاجتماعية، قد نواجهها.

وينبع كلاهما من عقلية مفادها أنّ السيناريو الأسوأ هو السيناريو الأكثر احتمالا.

وبالتالي، فإن الشعور بالثقة في هذه البيئات يعتمد على معرفة أنه يمكنك التعامل مع كل ما يأتي، وأنه بخلاف ما تم تكييف عقلك للتفكير به، يمكنك أن تثق بنفسك. ومع ذلك، بحسب الخبراء، هذا درس تتعلّمه بمرور الوقت، ويمكن أن تبدأ بالتعامل مع مخاوفك عوض تجنبها.

ورأى الخبراء أن العمل على معالجة حالات عدم الأمان مع معالج قد يكون مفيدًا أيضًا، خصوصًا من خلال العلاج السلوكي المعرفي، الذي يساعد على إعادة صياغة الأفكار، أو العلاج بالقبول والالتزام، وهو نهج يركز على قبول الأفكار والمشاعر من دون إصدار أحكام.

كيف تسهّل المشاركة بلقاء جماعي؟ 

بالإضافة إلى القيام بالعمل على المستوى النفسي، يمكنك استخدام استراتيجيات أكثر فورية للشعور بالثقة خلال اللقاءات.

فيما يلي بعض النصائح والحيل للمشاركة في التجمعات بسلاسة أكبر:

  • احمل مشروبًا غير كحولي في يدك: أحد الأمور اللطيفة المتصلة بالشرب في المناسبات الاجتماعية يتمثل بالإمساك بالمشروب باستمرار، ما يمنحك مرساة جسدية، وهو أمر تفعله بيديك.
  • التركيز على الإيجابيات: بغض النظر عن سبب عدم شربك الكحول، فإن تذكير نفسك بما صمّمت عليه قد يعزز ثقتك بقرارك وتحدّي نفسك.
  • أخبر الناس بأنّك غير مرتاح: هذا الأمر يساعد على أن يغض الأشخاص الذين يحيطون بك الطرف في حال تصرّفت بغرابة.
  • إذهب برفقة صديق لا يتناول الكحول أيضًا: يمكن أن يخفف ذلك من شعورك بالوحدة جراء قرارك.
  • لا تبالغ بالاستعداد: يقول الخبراء إن التفكير في بعض المواضيع لمناقشتها مع الناس أمر جيد، لكن الإفراط في الاستعداد قد يجعلك تبدو متصلبًا ويمنع عقلك من تعلّم كيفية التكيّف مع الموقف الديناميكي.
نشر
محتوى إعلاني