أداة تقييم مخاطر سرطان الثدي ساعدت ممثلة شهيرة على اكتشاف اصابتها بالمرض

نشر
7 دقائق قراءة
Credit: Jason Merritt/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لعبت إحدى الأدوات المتاحة كآلة حاسبة عبر الإنترنت دورًا رئيسيًا في اكتشاف الممثلة أوليفيا مون إصابتها بسرطان الثدي،  حتى بعد إجراء "تصوير الثدي بالأشعة السينية الروتيني"، وفق ما جاء في منشور لها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكتبت نجمة "X-Men: Apocalypse"، البالغة من العمر 43 عامًا، في منشور لها على تطبيق "إنستغرام" الأربعاء، أنه تم تشخيص إصابتها بسرطان الثدي العام الماضي، ولم تكن لتكتشف ذلك لو لم يحسب طبيبها، الدكتور ثايس علي آبادي، درجة خطر الإصابة بسرطان الثدي.

وبواسطة أداة التقييم هذه، اكتشف علي آبادي أن خطر إصابة مون بسرطان الثدي طوال حياتها كانت نسبته 37%. وبسبب هذه النتيجة، خضعت مون لفحوصات إضافية، ما أدى إلى تشخيص حالتها، وفق ما جاء في منشور لها.

محتوى إعلاني

وبحسب المعهد الوطني للسرطان، تستخدم أداة تقييم مخاطر سرطان الثدي نموذجًا إحصائيًا لتقدير نسبة خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي على مدى السنوات الخمس المقبلة، وكذلك مدى حياتها، أو حتى سن الـ90 عامًا تقريبًا.

تتضمن الأداة عادةً أسئلة عدة حول التاريخ الطبي للشخص، وتاريخه الإنجابي، والعائلي. رغم  أنها تُستخدم عادةً من قبل المتخصصين في مجال الصحة، إلا أنه يمكن للمرضى أيضًا إكمال التقييم عبر الإنترنت.

يتم استخدام نموذجين بشكل شائع كأدوات لتقييم مخاطر الإصابة بسرطان الثدي: نموذج غيل (The Gail Model) وحاسبة تقييم المخاطر Tyrer-Cuzick (Tyrer-Cuzick Risk Assessment Calculator). تتوفر نسخة عبر الإنترنت من أداة تقييم مخاطر سرطان الثدي، باستخدام نموذج غيل، لأي شخص يرغب بذلك، على موقع "bcrisktool.cancer.gov". وتكشف هذه الأداة عن نسبة الخطر المقدر لإصابة المريضة بسرطان الثدي لمدة خمس سنوات ومدى الحياة، إلى جانب متوسط الخطر بالنسبة للنساء في الولايات المتحدة في عمرها وعرقها.

وبحسب موقع المعهد الوطني للسرطان، فإنه "رغم إمكانية تقدير المخاطر التي تتعرض لها المرأة بدقة، إلا أن هذه التوقعات لا تسمح لأحد بأن يحدد بدقة أي امرأة ستُصاب بسرطان الثدي. في الواقع، بعض النساء اللواتي لا يصبن بسرطان الثدي لديهن تقديرات مخاطر أعلى من بعض النساء اللواتي يُصبن بهذا المرض".

"على كل امرأة معرفة" نسبة احتمال إصابتها

قالت الدكتورة جنيفر بليشتا، مديرة عيادة تقييم مخاطر الثدي في مركز ديوك للسرطان في دورهام بولاية نورث كارولينا، إن التاريخ العائلي للإصابة بسرطان الثدي أو أنواع السرطان الأخرى، عادة ما يدفع الطبيب إلى إجراء تقييم لمخاطر الإصابة بسرطان الثدي لمريضته، وهذا أمر شائع جدًا يقدم عليه الطبيب. 

وتابعت: "أعتقد أن على كل امرأة معرفة نسبة خطر إصابتها بسرطان الثدي. لا يهمني إذا كنت تعتقدين أنك تعانين من مخاطر منخفضة أو عالية. أعتقد أن الأمر يستحق مناقشة واحدة بالحد الأدنى. عمومًا، هذه المحادثات يجب أن تبدأ عند سن الـ25 عامًا تقريبًا".

وأوضحت بليشتا: "عندما يسألك طبيبك مجموعة من الأسئلة، ويبدو أنه فضولي، فيحتمل أنه في الواقع يقوم بنوع من التقييم غير الرسمي للمخاطر في رأسه. بعد ذلك، يمكنك اتخاذ الخطوة التالية للقيام بما نسميه التقييم الرسمي للمخاطر، والبدء باستخدام نموذج رياضي تم تطويره لتحديد المخاطر التي ستكون المرأة عرضة لها".

ولفتت بليشتا إلى أن "على أي شخص يقوم بأحد تقييمات المخاطر هذه عبر الإنترنت أن يتابعها بعد ذلك بمحادثة مع مقدم الخدمة، فقط للتأكد من فهم معنى ما اكتشفه، وأنهم قاموا به بشكل صحيح". 

وقال الدكتور أوتيس براولي، أستاذ علم الأورام والأوبئة في جامعة جونز هوبكنز، لـCNN، أنه عادةً ما تسأل أداة تقييم مخاطر سرطان الثدي عن عمر المريضة، وتاريخ أول دورة شهرية لها، وما إذا كانت قد خضعت لخزعة الثدي، والعمر الذي قد تكون فيه قد مرت بفترة حمل كاملة، وتاريخ عائلتها لجهة الإصابة بسرطان الثدي، بالإضافة إلى عوامل أخرى.

يتم إدخال كل هذه العوامل في خوارزمية تحسب درجة المخاطر. قد يسجل بعض الأشخاص درجات عالية حتى لو لم يكن لديهم طفرات جينية معروفة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.

قد تتم التوصية بالشخص الذي حصل على درجات عالية في تقييم خطر الإصابة بسرطان الثدي لإجراء تقييمات إضافية للثدي إلى جانب تصوير الثدي بالأشعة السينية النموذجي (X-RAY).

في حالة مون، تم إرسالها لإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، ما أدى إلى إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية، ثم إجراء خزعة، كما كتبت في منشورها على "إنستغرام". 

قال الدكتور لاري نورتون، طبيب أورام الثدي والمدير الطبي لمركز "إيفلين إتش لودر للثدي"  في مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان إن "السبب وراء إمكانية إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي لأي شخص أنه يُحسب أنه أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي على أساس النموذج الرياضي". 

وأوضح أن تصوير الثدي بالأشعة السينية يقوم بتقييم أمرين: كثافة أنسجة الثدي والتكلسات في الثدي، وهي رواسب الكالسيوم داخل أنسجة الثدي.

ومع ذلك، أشار نورتون إلى أن "التصوير بالرنين المغناطيسي يبحث عن الأوعية الدموية، لأن أحد الأمور التي تفعلها السرطانات عندما تصبح سرطانية هي أنها تطور أوعية دموية غير طبيعية".

وتابع: "لذا، فإن التصوير بالرنين المغناطيسي يكمل تصوير الثدي بالأشعة السينية"، لافتًا إلى "أنه لا يحل محل تصوير الثدي بالأشعة السينية لدى غالبية الناس. نقوم بإجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية وبالتصوير بالرنين المغناطيسي".

وقال روبرت سميث، نائب الرئيس الأول لعلوم الكشف المبكر عن السرطان في جمعية السرطان الأمريكية، لـCNN الأربعاء، إنه بالنسبة لبعض النساء، قد لا تكون أداة تقييم مخاطر الثدي دقيقة أو مناسبة.

وأوضح: "إذا كان لدى المرأة تاريخ مع هذا المرض وإصابة العديد من أقاربها من الدرجة الأولى أو الثانية بسرطان الثدي، فإن هذه الأداة ليست مناسبة لها".

وأضاف: "بالنسبة للمرأة الأكثر عرضة للخطر بسبب تاريخ عائلتها، هناك أدوات مصممة خصيصا لظروفها. تقع غالبية النساء ضمن نطاق متوسط من المخاطر، ولا تقترح الأداة أنه ينبغي خضوعهم لفحص بشكل مختلف عما هو موصى به حاليًا". 

نشر
محتوى إعلاني