ليس مستحيلاً.. كيف تحظى بليلة هنيئة مع شخص يتحدث أثناء النوم؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- التحدث أثناء النوم مشكلة شائعة جدًا.
ويتحدث حوالي 50% من الأطفال أثناء نومهم، وغالبًا ما تتلاشى هذه العادة مع الوقت، بينما يتحدث 5% فقط من البالغين أثناء النوم، بحسب الأكاديمية الأمريكية لطب النوم.
ومع ذلك، سيختبر حوالي 60% إلى 65% من البالغين هذه الحالة من الكلام الليلي أثناء النوم مرة واحدة خلال حياتهم على الأقل.
ويقول الخبراء إنّ التحدث أثناء النوم قد يحدث في أي من مراحل النوم، وليس فقط أثناء مرحلة حركة العين السريعة (REM) التي تحدث فيها الأحلام.
وعادةً ما تكون هذه المحادثات أحادية الجانب، قد تتضمن همسات مكتومة وآهات وكلمات لا معنى لها، بالإضافة إلى الكلمات البذيئة، والصراخ.
وعند بلوغ هذا الحد، سيتوقف شريك السرير عن النظر إلى هذه الثرثرة أثناء النوم على أنّها مسلية، ليبدأ في البحث عن طرق لحماية نومه، وفقًا لما أوضحه اختصاصي اضطرابات النوم، والأستاذ، وكبير الأطباء النفسيين في مركز مقاطعة هينيبين الطبي في جامعة مينيسوتا، الدكتور كارلوس شينك.
وتابع شينك: "هناك بعض الأمور التي يمكنك القيام بها كشريك سرير لحماية نومك، ولكن تأكد أولاً من عدم وجود مشاكل صحية مخفية قد تسبب المشكلة".
ما الأسباب المحتملة المتصلة بالصحة التي تحفز الحديث أثناء النوم؟
- مشاكل الصحة العقلية مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، والاكتئاب، والقلق
- وأدوية علاج الاكتئاب، واضطرابات الصحة العقلية الأخرى، وارتفاع ضغط الدم، والنوبات المرضية، والربو
- يمكن لاضطرابات النوم الأخرى أيضًا التسبب بالحديث أثناء النوم، وفقًا لعيادة "كليفلاند"
- قد تكون الحالة أول مؤشر للإصابة باضطراب تنكس عصبي، مثل مرض باركنسون
وقال شينك: "إذا لم يكن شريكك يتحدث أثناء النوم مطلقًا وبدأ فجأة بذلك بعد سن الخمسين، وأصبح صوته أعلى وأكثر تكرارًا، فيجب عليك حقًا التواصل مع طبيبك لإجراء تقييم عصبي".
- انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم. اضطراب خطير في النوم يتوقف فيه الأشخاص عن التنفس لمدة تتراوح بين 10 ثوانٍ إلى دقيقتين 30 مرة وما فوق في الساعة، قد يتسبب أيضًا باستيقاظ الدماغ جزئيًا والبدء بالثرثرة. غالبًا ما يكون شركاء السرير أول من يلاحظون انقطاع التنفس أثناء النوم، حيث يكون هناك توقف تام للتنفس، يتبعه تنفس كمية كبيرة من الهواء
- الارتجاع الحمضي أو مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) الأكثر خطورة، يمكن أن يخلق أيضًا إثارة جزئية قد تحفز الدماغ على الكلام
نصائح للتعامل مع شخص يتحدث أثناء النوم
وقالت الأستاذة المساعدة في طب النوم، والطب النفسي، والعلوم السلوكية بكلية "فاينبرج" للطب في جامعة "نورث وسترن" بشيكاغو، جينيفر موندت، إنّ وجود مولِّد للضوضاء البيضاء أو وجود مروحة صاخبة قد يفيدك.
وأشارت إلى أنّ "سدادات الأذن أو سماعات الرأس المريحة التي تعمل على إلغاء الضوضاء قد تساعد أيضًا".
ونصحت بالنوم قبل أن يتكلم النائم "حتى لا تستيقظ بسهولة".
وبحسب الخبراء، يجب العمل على نحو جدّي مع شريكك في السرير لاكتشاف محفزات الحديث أثناء النوم، مثل التوتر، أو استهلاك الكحول، أو الحرمان من النوم، أو عدم الالتزام بجدول نوم عادي، أو حتى النوم في بيئة جديدة.
وقالت موندت إنّه بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يسبب تغيير عادي، مثل قضاء إجازة، أو النوم في مكانٍ جديد، بنوبة حديث أثناء النوم، "لأنّ دماغك يكون أكثر يقظة قليلًا لكونك في بيئة جديدة، وهذا يعني أنّه من المرجح أن يكون هناك استيقاظ جزئي، حيث يكون جزء من الدماغ مستيقظًا، والجزء الآخر نائمًا".
ورأى شينك أنّه "يتوجب على الشخص الذي يتحدث أثناء النوم أن يراعي شريكه بشدة. إذا كان النوم على ظهرك يزيد الأمر سوءًا، فاستخدم قميص نوم يسع لوضع كرة تنس في الجزء الخلفي منه كي لا تنام على ظهرك".
وتابع أنّه إذا كان شرب الكحول محفزًا لذلك، فيجب إيقافه أو التقليل منه أيضًا.
ما الذي يسبب التحدث أثناء النوم؟
التحدث أثناء النوم هو نوع من أنواع الباراسومنيا (الخطل النومي)، وهو مدرج في الفئة ذاتها للهلع أثناء النوم، والأكل أثناء النوم، وشلل النوم، وممارسة الجنس أثناء النوم.
غالبًا ما تنتشر حالات الباراسومنيا في العائلات، ويرجح أن تصاب بها إذا كنت قد أصبت بها عندما كنت طفلاً.
وقال شينك إنّه إذا كان هناك أكثر من قريب من الدرجة الأولى يعاني من الباراسومنيا، فمن المرجح أن تستمر سلوكيات النوم في مرحلة الطفولة أو تتكرر عند البلوغ.
ووفقًا له، "لا توجد طريقة للتنبؤ بأنّك ستصاب بالخطل النومي. بعض الأشخاص الذين كانوا يتحدثون أو يمشون أثناء النوم وهم أطفال يعودون إلى هذا السلوك كبالغين، لكن كثيرين آخرين لا يفعلون ذلك".
ولفت شينك إلى أنّ الحديث أثناء النوم غالبًا ما يحدث بشكلٍ عفوي و"بطريقةٍ لا يمكن التنبؤ بها إلى حدٍ ما"، رُغم أنّه يمكن أن يحدث في بعض الأحيان بعد الإصابة بالحمى، أو الإجهاد العاطفي.
ومع ذلك، "يجب التمييز بين الحديث أثناء النوم وبين حالة تُدعى "كاتاثرينيا"، وهي اضطراب في التنفس مرتبط بالنوم "يتّسم عادةً بالأنين أثناء النوم".
الكثير من الأشخاص الذين يتحدثون أثناء نومهم لا يحتاجون إلى علاج طبي، ولكن إذا كان الاضطراب شديدًا، فهناك علاجات مثل العلاج السلوكي المعرفي، المصمم للمساعدة في تحديد وتقليل مسببات التوتر والأفكار السلبية حول النوم.
يمكن أيضًا أن تساعد عادات النوم الجيدة، مثل الذهاب إلى السرير والاستيقاظ في الوقت ذاته يوميًا، وتجنب الكافيين بعد الساعة 3 ظهرًا، والتخلص من الضوء من غرفة النوم، ومنها شاشات الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وأجهزة التلفزيون.