تدخين السجائر الالكترونية السلبي يعرض الأطفال لنيكوتين أقل.. فهل ينتفي الخطر؟

نشر
6 دقائق قراءة
Credit: JOEL SAGET/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل تعرّض الأطفال السلبي للنيكوتين جراء تدخين البالغين للسجائر العادية أو الإلكترونية مماثل؟ كشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة JAMA Network Open الخميس، أنّ تدخين السجائر الإلكترونية يعرّض الأطفال لكمية أدنى بكثير من النيكوتين عبر الهباء الجوي مقارنة بالسجائر التقليدية. 

لكن.. لا يزال التدخين الإلكتروني يعرّض الأطفال للنيكوتين، ما قد يُسبّب مخاطر أخرى أيضًا. 

محتوى إعلاني

وبحسب الباحثين، على البالغين الامتناع عن تدخين السجائر الالكترونية في محيط الأطفال لإبقائهم خاليين تمامًا من النيكوتين. 

وقال الباحثون إن أحد الأسباب التي دفعتهم لإجراء هذه الدراسة، الاعتقاد بأنّ السجائر الإلكترونية أكثر أمانًا من السجائر التقليدية، ولأن الناس يستخدمونها أكثر داخل المنزل. 

تم الترويج للفيب (السجائر الإلكترونية) بين البالغين كبديل صحي للسجائر التقليدية، وكجهاز محتمل للإقلاع عن التدخين، رغم أن الخبراء يرَوْن أنّ ثمة حاجة إلى إجراء مزيد من البحث.

وبين الأسباب التي تدفع الأطباء لتفضيل استخدام مرضاهم السجائر الإلكترونية، أنها تعرضهم لعدد أقل من المواد الكيميائية السامة، مثل التبغ وعشرات المواد المسرطنة الأخرى الموجودة في السجائر، بينها N-nitrosamines والألدهيدات اللتين يمكن أن تسببان السرطان ومشاكل صحية خطيرة أخرى. 

لكن ما تظهره الدراسة الجديدة، أن ّ تقليل الضرر بالنسبة للمستخدم لا ينسحب بالضرورة على كل من حوله، وقد يشكل خطرًا كبيرًا على الأطفال الذين لا تزال رئتاهم طور النمو.

خطر النيكوتين

شملت الدراسة 1777 طفلاً كانوا جزءًا من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية، وهي دراسة حكومية متنوعة عرقيًا هدفها التقييم المستمر لصحة وتغذية الأطفال والبالغين في الولايات المتحدة. تم الإبلاغ عن تعاطي التبغ في المنزل من قبل الأهل أو الأوصياء. وتعرّض أكثر من 270 طفلًا لدخان التبغ السلبي في المنزل، و45 طفلًا لبخار السجائر الإلكترونية المستعملة فقط، و1476 طفلًا  لم يتنشقوا سلبا أي نوع من السجائر في منزلهم.

وضمّ الباحثون الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و11 سنة لأنهم أقل استخدامًا لمنتجات النيكوتين من الأطفال الأكبر سنا. وحدد الباحثون مستويات النيكوتين لدى الأطفال بواسطة عينات الدم المأخوذة بين عامي 2017 و2020.

رغم أنه تم إدخال أجهزة vaping جديدة إلى الولايات المتحدة منذ ذلك الوقت، قد تختلف مستويات التعرّض اعتمادًا على الجهاز، إلا أن المؤلفين يرون أنّ دراستهم قد توفّر فهمًا عامًا جيدًا لخطر التعرّض للنيكوتين في المنزل. وقالوا إن مستويات التعرّض في الدراسة تعتبر بشكل عام أدنى من اللازم.

الأطفال في الدراسة الذين تعرّضوا لأكبر قدر من للنيكوتين إلى حد بعيد هم من يعيشون مع أشخاص يدخنون منتجات التبغ التقليدية مثل السجائر. في هذه الحالة يتعرض الأطفال مرتين للنيكوتين: عندما يزفر المستخدم بين النفخات، وحين توضع سيجارة أو سيغار مشتعل في منفضة سجائر.

يُعتقد أن مستخدمي السجائر الإلكترونية يمتصون 99% من النيكوتين الذي يستنشقونه، لكن يتم إطلاق بعضًا منه عند الزفير بعد سحبه من أجهزتهم.

  • الأطفال الذين تعرّضوا لأدنى مستويات النيكوتين هم من لم يتعرضوا للرذاذ السلبي في المنزل. 
  • الأطفال الذين تعرضوا للسجائر الإلكترونية كان لديهم بعض النيكوتين في أجسادهم، لكنهم امتصوها بنسبة 84% أدنى من الذين يعيشون في منازل مع أشخاص يدخنون التبغ فقط.

وقال الباحثون إن النتيجة التي توصلنا إليها من البحث هي أن الناس بحاجة إلى التوقف عن أي نوع من التدخين في المنزل.

وكانت دراسات سابقة توصلت إلى تعرض مماثل للنيكوتين بين الأطفال في المنازل التي يدخّن فيها البالغون السجائر  التقليدية وتلك الإلكترونية. وتفاجأ الدكتور تيري غوردون، الأستاذ في قسم الطب بكلية لانغون هيلث في جامعة نيويورك، الذي أجرى أبحاثًا حول التعرض للنيكوتين، بأن مستويات النيكوتين لم تكن أعلى في الأسر التي لديها مستخدمي السجائر الإلكترونية.

وقد أظهرت بعض أبحاثه مستويات أعلى بكثير من النيكوتين في المنازل حيث تستخدم السجائر الإلكترونية مقارنة بالدراسة الجديدة. وفي الحالتين، قال إنّ كل هذه الدراسات يجب أن تكون بمثابة تذكير جيد لمستخدمي الـفيب بأنهم بحاجة إلى توخي الحذر مع الآخرين، لا سيما الأطفال.

ولفت غوردون، غير المشارك بالدراسة الأخيرة إلى "أن معظمنا نحن علماء السموم، نعتقد أن السجائر الإلكترونية أكثر أمانًا، لكن لا أحد مستعد للقول إنها آمنة بالنسبة للمستخدمين الأساسيين ولمن يتعرضون للهباء الجوي الثانوي على حد سواء".

لا يزال العلماء يحاولون معرفة مدى الضرر الذي يمكن أن تسببه رذاذات السجائر الإلكترونية الضارة. وقال الدكتور اناغيس غالياتساتوس، طبيب أمراض الرئة والمتحدث الطبي المتطوع لدى جمعية الرئة الأمريكيةـ إن الأمر استغرق سنوات لفهم ذلك مع السجائر. 

وأوضح أن التدخين السلبي الناتح عن السجائر أحدث ضررًا حقيقيًا. فهو عالج جيلاً كاملاً من الأشخاص الذين أصيبوا بالسرطان ومشاكل رئوية أخرى ليس نتيجة التدخين بل لأنهم نشأوا حول بالغين يدخنون.

وشدد على أنه لا ينبغي للبالغين المخاطرة بصحة الأطفال من خلال تدخين السجائر الإلكترونية حولهم. فالأطفال الذين هم في طور النمو تكون رئتاهم ضعيفة للغاية. 

نشر
محتوى إعلاني