ما هو "الذهب السائل" ولِمَ يثير جدلاً واسعاً؟

نشر
6 دقائق قراءة
يقول الخبراء إن مكملات اللبأ قد تعود بفوائد صحية على بعض الأشخاص، لكنها تحتاج إلى مزيد من الأبحاث. Credit: Kristina Shlimovich/iStockphoto/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اللبأ، هو أول حليب ينتجه الإنسان والثدييات الأخرى في الأيام الأولى التي تلي الولادة، ويُعرف باسم "الذهب السائل"، بحسب الدكتورة جنيفر سميلوويتز.

وقالت سميلوويتز، الأستاذة المساعدة بقسم التغذية في جامعة كاليفورنيا بديفيس، التي تتمتّع بخلفية بحثية في مجال الرضاعة الطبيعية، والتغذية والرضاعة، والميكروبيوم: "إنه غنيّ بالعناصر المغذية، وبجزيئات غير مغذية بالضرورة. وهو مماثل للمركبات النشطة بيولوجيًا التي تكون وقائية بالفعل". 

وبحسب الخبراء، تشمل هذه العناصر الغذائية والمركبات الغلوبولين المناعي (أو الأجسام المضادة)، وخلايا الدم البيضاء، وفيتامين أ، والمغنيسيوم، والنحاس، والزنك، وعوامل النمو، ومجموعة متنوعة من المكونات الأخرى الضرورية لبدء الحياة، ضمنًا قوة وبنية الجهاز المناعي والأمعاء.

محتوى إعلاني

وأوضحت سميلوويتز أنّ هذه الأجسام المضادة تقوّي الأمعاء النفاذة والمتسرّبة، وتغلق الأمعاء، وتمنع البكتيريا السيئة أو مسببات الأمراض من التدفق إلى مجرى الدم على نحو غير منتظم. كما يحمي اللبأ الرضيع خلال مرحلة الضعف.

وقالت كارولين توماسون، اختصاصية التغذية واختصاصية التوعية لمرض السكري، مقرّها فرجينيا، لـCNN: "لقد شهدنا اليوم ارتفاعًا كبيرًا في استهلاك مكمّلات اللبأ بين البالغين، مرفقة ببعض الادعاءات الصحية الكبيرة الصحيحة ربما".

ولفتت الدكتورة ليزا يونغ، اختصاصية تغذية مسجلة وأستاذة مساعدة بالتغذية في جامعة نيويورك بمدينة نيويورك، لـCNN، إلى أنّ مكمّلات اللبأ المشتقة غالبًا من الأبقار، تحظى بشعبية، لقدرتها على تعزيز المناعة وتحسين صحة الأمعاء وتعزيز الأداء الرياضي.

يتم جمع اللبأ البقري من الأبقار الحلوب خلال الأيام القليلة الأولى بعد الولادة، ومعالجته وبسترته كي يكون آمنًا للاستهلاك البشري. يتوفّر اللبأ البقري بأشكال مختلفة مثل المساحيق، والحبوب، والسوائل، وكحقنة شرجية.

وقالت توماسون: "إنها عملية دقيقة لأنه يجب الحفاظ خلالها على المركبات النشطة بيولوجيا مع ضمان أنّ المنتج آمن للاستهلاك".

وأضافت: "يبدو أن تزايد عدد المؤثرين والمشاهير الذين يتحدثون عن مكمّلات اللبأ ساهم في الطفرة (الاستهلاك) العام الماضي".

ولفتت توماسون إلى أنه "مع ذلك، من المهم ملاحظة أنه رغم أنّ هذه الفوائد تبدو مثيرة، إلا أن الأبحاث حول اللبأ لا تزال جديدة نسبيًا وغير حاسمة تمامًا".

كيف يؤثر اللبأ على صحة الإنسان؟

وقالت سميلوويتز إنّ أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل بعض الناس يلجأون إلى اللبأ للحصول على فوائد صحية، المعاناة من التهاب الأمعاء الذي يجعل وظائفهم الفسيولوجية تشبه تلك الخاصة بالرضيع الضعيف.

وأضافت أن هذا الالتهاب قد ينجم عن التهاب القولون التقرحي، أو مرض كرون، أو الالتهابات المزمنة، أو الإسهال المزمن، أو فيروس نقص المناعة البشرية، أو آثار العلاج الكيميائي أو الإشعاع.

ورأت توماسون أنّ "هناك بعض الأدلة الأولية على أنّ اللبأ يمكن أن يدعم المناعة وصحة الأمعاء، لا سيما لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، أو لديهم مشاكل في نفاذية الأمعاء". 

وكانت بعض الدراسات الصغيرة وجدت أنّ اللبأ قد يعزّز نمو الخلايا المعوية، ويقوي جدران الأمعاء.

وتوصلت أبحاث أخرى إلى أن لديه فوائد خاصة بالتهابات الجهاز التنفسي. فقد وجدت دراسة استمرت 12 أسبوعًا، شملت 35 عداءًا للمسافات الطويلة أن تناول مكملات اللبأ يوميًا زاد من كمية بعض الأجسام المضادة في لعابهم بنسبة 79%، ويعتقد المؤلفون أنه يمكن أن يعزز قدرة المشاركين على مكافحة العدوى. 

وكانت هناك نتائج مماثلة في دراسة منفصلة أجريت على 29 من راكبي الدراجات الذكور، حيث ارتبطت جرعة يومية قدرها 10 غرامات على مدى خمسة أسابيع، بانخفاض أقل في الخلايا المناعية بعد التمرين، وانخفاض أكبر في خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي.

غير أن جولي ستيفانسكي، أخصائية التغذية المسجلة ومقرها بنسلفانيا، والمتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية، لفتت إلى أهمية ملاحظة أنّ نتائج هذه الدراسات أشارت فقط إلى تغيرات في المؤشرات الحيوية المناعية، لكن ليس بالضرورة على مستوى النتائج أو تحسينات في مشاكل الجهاز المناعي، مثل الإصابة بالمرض. 

 وأضافت ستيفانسكي: "في بعض الأحيان تكون الجرعة المستخدمة في الدراسة أعلى بكثير مما يباع في المكملات الغذائية".

وقالت توماسون إن هناك أيضًا تقارير غير رسمية عن تحسن صحة الجلد والتعافي من التمارين الرياضية، لكن البحث العلمي في هذين المجالين لم يُجر بعد. ولا يوجد أيضًا دليل قوي يدعم ادعاءات فقدان الوزن أو عكس التغييرات المرتبطة بالعمر.

قبل الشراء

كما هي الحال مع أي مكمل، فإن استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل البدء بتناولها، واتباع تعليمات الشركة المصنعة أمر بالغ الأهمية، بحسب توماسون، خصوصًا إذا كنت تعاني من حالة في الجهاز الهضمي.

تعتبر مكملات اللبأ آمنة بشكل عام بالنسبة لمعظم الناس، لكن هناك مخاطر، خصوصًا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حساسية الحليب. 

ولفتت توماسون إلى أن الجرعات الكبيرة يمكن أن تؤدي إلى اضطراب في الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ أو الإسهال. 

يجب أيضًا على الأطفال والأشخاص الحوامل أو المرضعات تجنب تناول اللبأ.

نشر
محتوى إعلاني