أرادت جعل تجربتها نموذجًا لنساء أخريات.. أردنية تنشر الوعي حول سرطان الثدي
عمان، الأردن (CNN) -- شكّلت رحلة الإصابة بمرض سرطان الثدي والشفاء منه قبل سنوات، للأردنية ريم وليد العجلوني، دافعا استثنائيا لها رغم التحديات بأن تسعى جاهدة لتُصبح واحدة من النساء الرياديات المدافعات عن الحق في العدالة الصحية ونشر الوعي بسرطان الثدي والكشف المبّكر عنه.
وتبوأت العجلوني منصب مديرة البرنامج الأردني لسرطان الثدي في عام 2019، لتنضم إلى فريق مؤسسة ومركز الحسين للسرطان في الأردن، كمؤثرة ومنفّذة لسياسات أكثر عدالة في الرعاية الصحية.
وبدافع يجمع بين التجربة الإنسانية والشغف المهني، وضعت العجلوني وهي أم لطفلين، نصب عينيها هدف الوصول إلى كل الفئات المهمشة من النساء وتحديدا في المناطق النائية بالأردن، ضمن رؤية شاملة للبرنامج الذي تأسس في عام 2007.
وقالت العجلوني في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، إن التجربة الإيجابية التي مرّت بها بالكشف المبكّر، والعلاج، والبقاء مع أولادها وعائلتها، أرادت منها "أن تكون نموذجا لتجربة السيدات بأن لايشّكل المرض عائقا أمام حياة المرأة ومسيرتها، بل أن تستمر كل واحدة في عطائها وحياتها ، وذلك بدعم الفريق في مؤسسة ومركز الحسين للسرطان".
وبالتزامن مع شهر أكتوبر/تشرين الأول، وهو شهر التوعية بسرطان الثدي عالميا، أوضحت العجلوني أن قيادتها للبرنامج الأردني لسرطان الثدي بعد رحلة التعافي، ساهم في تعزيز قدرتها على "التمييز" بين الأنشطة التي من شأنها أن تؤثر بشكل مباشر على حياة النساء، انطلاقا من "تجربة المريض" على حد تعبيرها.
وتسعى العجلوني إلى تحقيق أهداف البرنامج الذي يعمل بالشراكة مع وزارة الصحة الأردنية، للانتقال الكامل من الكشف المبّكر في المراحل المتأخرة لسرطان الثدي ( الثالثة والرابعة) ، إلى الكشف المبّكر في المراحل الصفرية والأولى والثانية، ما يعني فرص شفاء ومعدل نجاة أعلى، وتكاليف علاج أقل.
وأكدّت: "زادت اليوم الفحوصات المبكرة بالمعنى العلمي للكشف المبكر الذي يعني أحيانا المرحلة الصفرية ونسبة شفاء قد تصل إلى 100%".
وتحدثت العجلوني عن أهمية الوحدات والعيادات المتنقلة للكشف المبّكر المخصصة لمناطق جيوب الفقر والمناطق النائية، بهدف توفير زيارات منزلية وفحوصات مجانية للفئات "الأقل حظا" من النساء، لافتة إلى ما حققته هذه الوحدات من زيادة نسب الإقبال على الفحوصات الاشعاعية والسريرية، وليس فقط تلقي الخدمات التوعوية.
وكشفت العجلوني عن ارتفاع نسبة الحالات المكتشفة في المراحل المبكرة لتتجاوز 60% ، في الوقت الذي كانت تصل نسبة اكتشاف سرطان الثدي في المرحلة الثالثة أو الرابعة لدى النساء إلى 70%.
وكانت العجلوني قد عملت في مؤسسات إقليمية ودولية لإدارة المشاريع الصحية والتنموية. كما أنها حاصلة على شهادة بكالوريوس في الصيدلة من الجامعة الأردنية، والماجستير في الاقتصاد الصحي من جامعة "ساوث ويلز" في بريطانيا.
ويحمل شهر التوعية في الأردن هذا العام شعار "خطوة نحو الحياة إفحصي"، إذ قالت العجلوني إن البرنامج يركز على ضرورة إجراء الفحوصات السريرية للنساء ممن تجاوزن الـ25 عامًا سنويًا، وإجراء الفحص الإشعاعي"الماموجرام" للسيدات ابتداء من سن الأربعين مرة كل سنة إلى سنتين، على قاعدة أن الكشف المبّكر ينقذ الحياة.
ويُعتبر سرطان الثدي المرض الأكثر شيوعا عند النساء في الأردن، ويشكل ما نسبته 40% من مجموع نسبة سرطانات النساء عموما في البلاد.