غضب ريال مدريد و"تقسيم الأصوات".. هذه تفاصيل الكرة الذهبية الأكثر جدلا في التاريخ؟
أشعل فوز رودري بجائزة الكرة الذهبية موجة من الجدل الأكبر في تاريخ هذه الجائزة، وذلك بسبب مقاطعة ريال مدريد للحفل نظراً لعدم تتويج لاعبه فينيسيوس جونيور، الذي كان المرشح الأول للجائزة، أو حتى داني كارفخال الذي كان أيضاً مرشحًا قويًا. كان ريال مدريد ينوي المشاركة في الحفل، وكان فينيسيوس مستعدًا للاحتفال، لكن في الساعات الأخيرة قبل الحفل، تغير كل شيء.
وأفادت التقارير الصحفية بأن ريال مدريد علم بفوز رودري بالجائزة، وأكدت عدة مصادر أن مانشستر سيتي لم يُخبر ريال مدريد بفوز رودري، وإنما علم ريال مدريد عبر مصادره.
وقد نفى رئيس تحرير مجلة "فرانس فوتبول"، فينسنت غارسيا، هذه الأنباء، مؤكدًا، حسب ما نقلت صحيفة "ذا أثلتيك"، أن لا ريال مدريد ولا مانشستر سيتي كان لديهم علم مسبق بهوية الفائز، بل كان لدى ريال مدريد شعور قوي بأن رودري هو الفائز.
قد يجد البعض هذا الكلام غير منطقي، لأن من المستحيل أن يحرم ريال مدريد كارلو أنشيلوتي من تسلم جائزة أفضل مدرب في العالم، ويحرم نفسه من التتويج بجائزة أفضل فريق في العالم لعام 2024، ويحرم مبابي من التتويج بجائزة الهداف فقط بسبب مجرد شعور.
وبسبب الضغط الشديد الذي تعرضت له المجلة والاتحاد الأوروبي نتيجة غياب ريال مدريد عن الحفل، اضطر غارسيا لتوضيح ما جرى.
وفي ظل تشكيك كبير في النتائج واتهامات للاتحاد الأوروبي بحرمان ريال مدريد عمدًا من الجائزة لأسباب غير رياضية، قال غارسيا إن الأصوات التي حصل عليها كل من بيلنغهام وكارفخال أثرت على أصوات فينيسيوس بسبب تقسيم النقاط بينهم.
يمكن أن يكون كلام غارسيا صحيحًا على الصعيد النقطي في ظل وجود عدد كبير من الصحفيين الذين انقسموا بين فينيسيوس وبيلنغهام وكارفخال.
ويحصل الأول في قائمة كل صحفي من 100 صحفي صوتوا، على 15 نقطة، والثاني على 12 والثالث على 10. وبالتالي، من المحتمل أن يكون هناك صحفيون رأوا أن كارفخال قدم موسمًا أفضل من موسم فينيسيوس.
هذا منطقي لأن كارفخال لعب في مراكز مختلفة الموسم الماضي وقدم أدوارًا جديدة وكان حاسمًا في دوري الأبطال وفي اليورو، محققًا ألقاب فينيسيوس ورودري.
في حين أن بعض الناس رأوا أن بيلنغهام قدم نصف موسم ممتاز وتفوق على فينيسيوس في القسم الأول من الموسم الماضي، وكان له تأثير كبير في وصول إنجلترا لنهائي اليورو، وبالتالي من الممكن أن يكونوا قد صوتوا له.
لكن منطقياً، لماذا يُمكن أن يجعل هذا الأمر رودري هو الفائز، رغم أنه من المفترض ألا يدخل في المنافسة من الأساس؟ ببساطة، الحيرة المشروعة لدى بعض الصحفيين قد تجعلهم يعتبرون رودري الأحق، لأنه تألق في اليورو وحقق ثاني أهم بطولة بعد كأس العالم على صعيد المنتخبات، وكان أفضل لاعب فيها وتألق مع مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الذي يعتبر أقوى دوريات العالم.
ولكن بصراحة، حتى بهذا المقياس، لا أفهم كيف لم يتفق الصحفيون على أن كارفخال هو الأحق نظرًا لتألقه مع النادي والمنتخب طوال الموسم الماضي، وهذا ما يفسر غضب مدريد. تأكيدًا لذلك، قال مصدر في ريال مدريد لوكالة الأنباء الفرنسية: "إذا لم تنطبق معايير الجائزة على فينيسيوس، كان يجب أن تنطبق على كارفخال".
وهنا بيت القصيد بالنسبة لمدريد. وفقًا نفس المصدر، شعر ريال مدريد بـ "عدم الاحترام"، ولذلك قاطع الحفل ولم يحضر أي ممثل عنه.
واعتبر الفريق الملكي أن الموضوع له علاقة بأبعاد غير رياضية، خصوصًا في ظل الخلافات حول موضوع "السوبر ليغ" مع الاتحاد الأوروبي وقضية مبابي التي خلقت حساسيات بين مدريد والأوساط الكروية في فرنسا.
في ظل ذلك، تعرض ريال مدريد لانتقادات، كان أبرزها من رئيس رابطة المحترفين في إسبانيا، خافيير تيباس، الذي قال في تصريحات نقلتها صحيفة "ماركا" الإسبانية وصحيفة "ليكيب" وغيرهم إن ريال مدريد "يلعب دور الضحية" ويبالغ في رد فعله على عدم تتويج فينيسيوس بالكرة الذهبية.
وانتقد بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، ريال مدريد بشكل مباشر إذ قال بعد تتويج رودري.