هذه الفلسطينية تسلط الضوء على مسلمات أمريكيات اقتحمن عالم الرياضة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- من شابة تقف بفخر بزي الكاراتيه الأبيض حيث تتدلّى من رقبتها العديد من الميداليات، إلى امرأة تتخذ وضعية القرفصاء استعدادًا لرفع الأثقال بمهارة، تُظهر هذه الصور لمحة عن نساء موهوبات وضعن بصمتهنّ الخاصة في أنواع مختلفة من الرياضة.
هذه الصور المعبرة جزء من مشروع وثقته المصورة الصحفية الفلسطينية الحائزة على جوائز، إيمان محمد، على مرّ سنوات، بهدف "تسلیط الضوء على حياة النساء المسلمات الأمريكيات اللواتي يمارسن الرياضة"، وفقًا لما ذكرته في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
ولكنها أكّدت أنّه "لیس مجرد مشروع عن ھوياتھن الثقافیة، بل ھو عن إنجازاتھن كمحترفات (أيضًا)".
بعيدًا عن الإعلانات الرياضية
وقالت محمد: "أردت إظهار قوتھن، وعزيمتھن، والتحديات الحقیقیة التي تواجههن كنساء في عالم الرياضة، وھو أمر لا يقتصر على غطاء الرأس (الحجاب) أو القضايا النمطیة المعتادة التي يُركَّز علیھا في الإعلام".
وشرحت محمد قائلة: "للأسف، التركیز الإعلامي غالبًا ما يختزل قصصھن في إعلانات لعلامات رياضية مختلفة، وھو أمر مخیب للآمال، لأنه يھمش إنجازاتھن الحقیقیة".
رحلة استغرقت سنوات
وفي صورها، وثقت محمد الجانب الرياضي من حياة النساء، وبرامج تدريبهن الصارم، سواءً في مضمار الجري، أو أثناء ممارسة تسلق الجدران، أو حتّى كرة السلة.
وتعرفت محمد إلى هؤلاء النساء من خلال سمعتهن وإنجازاتهن في المجتمع الرياضي، ووثقتهن على مدى أعوام في رحلة مليئة بالتحديات.
وأوضحت: "تطلب الأمر الكثیر من البحث والسفر للالتقاء بھن بشكلٍ شخصي، خاصةً أنّ كل واحدة منھن تمتعت بجدولٍ مزدحم بحكم رياضتھا".
كما تابعت: بدأت (المشروع) بتمويله ذاتیًا، لكن بعد توقفه بسبب جائحة كورونا، حصلت على منحة متواضعة مكنتني من استكماله".
وكان من المهم بالنسبة للمصورة التعرف على النساء بشكلٍ مباشر، فهي لم ترغب بتوثيق صورهن فحسب، بل كان الأمر يتمحور أيضًا حول فهم رحلتهن الرياضية، والعوائق التي تغلبن عليها.
ووفقًا لمحمد، يفترض الكثيرون أنّ التحديات التي تواجھھن ترتبط بالصور النمطیة حول ثقافتهن، لكن الحقیقة ھي أنّ معظمھن واجھن تحديات مشابھة لتلك التي تواجھھا الرياضیات الأخريات في مختلف أنحاء العالم، مثل قلة الموارد، أو نقص الاعتراف بإنجازاتھن.
وأكّدت المصورة الفلسطينية: "هذه القصص يجب أن تُروى لیس لإلھام الجیل القادم فقط، بل لتغییر النظرة المجتمعیة نحو ما يمكن للنساء تحقیقه في مختلف المجالات".