فنان يوثق صراعات الهوية الثقافية لشباب مسلمين في بريطانيا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قضى المصور البريطاني مهتاب حسين أعوامًا عديدة في توثيق تجارب الذكور البريطانيين من ذوي الأصول الآسيوية، بمن في ذلك أفراد مجتمعه، لتشكيل سلسلة فوتوغرافية تُدعى "You Get Me?" (هل تفهمني؟).
كان حسين وهو من أصول باكستانية قد نشأ بمدينة برمنغهام متعددة الثقافات في المملكة المتحدة، عندما لاحظ أن وسائل الإعلام كانت "غالبًا ما تشوِّه أو تبسِّط" تجارب هؤلاء الأشخاص، على حد وصفه.
وقال حسين في مقابلةٍ مع موقع CNN بالعربية: "يعيش العديد من هؤلاء الرجال مع شعور عدم الانتماء، أو النضال بين توقعات الثقافة الغربية والتراث الخاص بهم".
ماذا يعني أن تكون بريطانيًا؟
والتقط صورا لبعض الأشخاص وهم يرتدون بدلة مخططة أنيقة، بينما يظهر آخرون في أجواء أكثر عفوية سواءً في الشارع، أو في النادي الرياضي، وتتعمق هذه الصور في أوجه تعقيد الهوية، والرجولة، والانتماء في بريطانيا اليوم.
وبالنسبة للعديد من الشباب البريطانيين المسلمين، يمثل استكشاف هوياتهم متعددة الثقافات تجربة معقدة وصعبة في بعض الأحيان.
وأوضح حسين أنه كثيرًا ما يكون هناك عبء كبير ملقى على كاهل هؤلاء الأشخاص لإتمام المصالحة بين الهوية البريطانية وخلفياتهم الثقافية والدينية.
كما أنّ الأحداث والسياسات العامة، مثل تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب، دفعت البعض إلى الشعور كما لو أن مجتمعهم يخضع للتدقيق بشكل غير عادل، ما يزيد من تعقيد شعورهم بالانتماء داخل بريطانيا.
وقال حسين: "تعكس هذه الازدواجية الصعوبات التي يواجهها العديد من هؤلاء الرجال أثناء محاولتهم احتضان هويتهم المتعددة الثقافات وسط الضغوط والتوقعات المجتمعية"، موضحًا: "أردت أن تكسر صور البورتريه هذه المفاهيم الخاطئة، وتدعو المشاهدين إلى رؤية هؤلاء الأفراد خارج التصنيفات الثقافية، والنظر إليهم كأشخاص معقدين ومتعددي الأوجه بدلاً من ذلك".
وأراد المصور محاولة سد الفجوات الثقافية في صوره عبر التركيز على تعابير الرجال المميزة، والأزياء التي يرتدونها، وما يُحيط بهم.
مشاركة حياتهم
وبدلاً من العثور على هؤلاء الأشخاص عبر أسرته أو معارفه، وصل حسين إلى هؤلاء الرجال من خلال التفاعلات الاجتماعية، كما أنّه أوقفهم للحديث معهم بعفوية أثناء المشي أو ركوب دراجته عبر الشوارع.
وأشار حسين إلى أنه "أجرى الكثير من التواصل الأولي في الأماكن العامة، حيث كان من المرجح أن يجتمع الشباب المسلمون البريطانيون من الطبقة العاملة، مثل المناطق المحيطة ببرمنغهام".
وبمرور الوقت، نشأ شعور بالثقة والتفاهم بين الفنان وهؤلاء الأشخاص، وسمح ذلك لهم بالشعور بالراحة لمشاركة حياتهم ووجهات نظرهم أمام الكاميرا.