تلاحقهم الكاميرات..كيف يتعامل سكان المنازل المشهورة مع السياح؟

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أثرّ التصوير الفوتوغرافي في عصر منصات التواصل الاجتماعي على معنى العيش في مكانٍ جميل.

وعاشت الصحفية أليس جونستون في حي "نوتينغ هيل" لفترةٍ طويلة، بالعاصمة البريطانية لندن. ويشتهر الحي بمنازله المتلاصقة المطلية بألوان فاتحة، وبكونه موقع تصوير فيلم يحمل الاسم ذاته مثّلت فيه النجمة جوليا روبرتس والممثل هيو غرانت.

وتتمتع جونستون بمشاعر مختلطة تجاه حيّها الذي يتمتع بشهرةٍ بين مستخدمي موقع "إنستغرام"، إذ تقطن عند تقاطع طريق "بورتوبيللو"، وهو من أشهر شوارع العاصمة، وقد شهدت مختلف أنواع السلوكيات الجنونية التي ارتُكِبَت سعيًا للحصول على الصورة المثالية.

محتوى إعلاني
الحشود في شارع "بورتوبيللو" بلندن.Credit: Mark Kerrison/In Pictures/Getty Images

في إحدى المرات، كانت الصحفية تتنزه برفقة صديق لها، وكلبه الأليف عندما سئل سائح عمّا إذا كان بإمكانه "استعارة" الجرو لالتقاط صورة سريعة. 

ووافق صديقها على ذلك، ووقف السائح مع الكلب أمام بابٍ أزرق فاتح اللون لالتقاط صورته، ومن ثم منحهما 10 دولارات كعربون شكر.

 حياة خاصة..لكن في مكان عام

يمكن أن يكون هناك جانب أكثر سوءًا للعيش داخل ما يعتبره البعض موقعًا لتصوير الأفلام.

وشرحت جونستون قائلة: "في إحدى المرات، كنت أغير ملابسي بعد خروجي من الحمام، وكان هناك رجل مسن يلتقط صورة (لنوافذ المنزل الخاص بي) بجهاز آيباد".

رغم أنّ الستائر كانت مغلقة آنذاك، إلا أنّ جونستون كانت منزعجة للغاية من هذه التجربة.

في المناطق الريفية، يمكن للمقيمين وضع الأسوار أو غيرها من الحواجز التي تحول دون الوصول إليهم، ولكن ما العمل عندما تكون هذه المنازل الخاصة موجودة في الشوارع العامة لبعض المدن الأكثر ازدحامًا في العالم؟

وطبقت مجتمعات مختلفة أساليب متنوعة.

في هونغ كونغ، أصبحت مجموعة من خمسة مجمعات سكنية مترابطة، يُطلق عليها اسم "مبنى الوحش"، مكانًا شهيرًا لالتقاط صور الـ"سيلفي" بعد ظهورها في العديد من أفلام هوليوود، بما في ذلك "المتحولون: عصر الانقراض".

إحدى اللافتات في "مبنى الوحش" بهونغ كونغ.Credit: Lilit Marcus/CNN

ولا يستطيع السكان، وهم من الطبقة العاملة، إغلاق المبنى نظرًا لوجود شركات عامة في الطوابق الأرضية. 

ولذلك، قرر البعض التعامل مع الأمر بطريقته الخاصة، وعبر وضع لافتات تطالب احترام الزوار للمكان.

ومع ذلك، يتجاهل العديد من الزوار اللافتات، أو يعتبرونها مجرد اقتراحات.

عندما يتحول منزلك إلى قطعة من التاريخ

منزل "Fallingwater" الشهير في ولاية بنسلفانيا بأمريكا.Credit: Chris Melzer/dpa/picture alliance/Getty Images

كانت جدة تشاك هندرسون، واسمها ديلا، من محبي الهندسة المعمارية لدرجة أنّها تمكنت من تكليف المهندس المعماري الأمريكي الشهير، فرانك لويد رايت، ببناء منزل لها في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.

وتم الانتهاء من بناء "­Mrs. Clinton Walker House"، الملقب بـ "الكوخ الموجود على الصخور"، في عام 1951، وورثه هندرسون وبعض أقاربه عندما توفيت ووكر.

ولا يعيش فيه أحد بشكلٍ كامل، ولكن يتناوب أفراد الأسرة وضيوفهم في الإقامة هناك.

ويأتي معجبو رايت من جميع أنحاء العالم رغبةً في الحصول على لمحة لبعض ابتكاراته.

ورُغم تصنيف عدد من مبانيه، مثل منزل "Fallingwater" الشهير في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، من المعالم الجاذبة على مدار العام، إلا أنّ بعضها تُعتبر مساكن خاصة.

ويضطر العديد من الأشخاص الذين يمتلكون منازل مذكورة في كتب الهندسة المعمارية إلى إضافة تكلفة الإجراءات الأمنية لنفقاتهم.

وأوضح هندرسون: "ركّبنا كاميرات أمنية بعد تعرّضنا لبعض أعمال التخريب منذ 6 أو 7 أعوام تقريبًا".

العثور على حل وسط

عندما يتعلق الأمر بالعيش في مكان يتم تصويره بشكل متكرّر، يحاول البعض التعايش مع السلبيات والإيجابيات.

وتحاول جونستون مثلاً التعاطف مع المسافرين القادمين إلى مسقط رأسها.

وقالت: "أنا أحب السفر، لذا يجب أن أكون متفهمة للغاية عندما يسافر الأشخاص إلى المكان الذي أعيش فيه".

وتوصل هندرسون وأقاربه إلى حل وسط للسماح لمحبي التصميم باستكشاف المنزل والحفاظ على خصوصيتهم في الوقت ذاته. 

وسمحت العائلة بتأجير المنزل أحيانًا من أجل جلسات التصوير، كما أنّهم يفتحون أبواب المنزل للجمهور ليوم واحد في السنة لصالح منظمة "Carmel Heritage Society".

وباع هندرسون وأقاربه المنزل في عام 2023.

نشر
محتوى إعلاني