ألق نظرة داخل أحد أكبر وأقدم الحارات المهجورة بسلطنة عُمان
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُعدّ حارة البلاد واحدة من أشهر وأكبر الحارات العُمانية الأثرية وأقدمها. ورغم مرور أكثر من 9 قرون على تشييدها، إلّا أنها ما زالت تُحافظ على طابعها المعماري العُماني.
وتُقدّم عدسة مدوّن السفر الأردني، صلاح صالح، جولة بصرية ساحرة داخل الحارة المهجورة، التي تقع في ولاية منح التابعة لمحافظة الداخلية. (شاهد مقطع الفيديو أعلاه)
وقال صالح في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "نظرًا إلى أنني شخص مُحبّ للتاريخ، فكلّ شيء تحتضنه حارة البلاد يُعتبر استثنائيًا".
ماذا تعرف عنها؟
أوضح موقع البوابة الإعلامية في سلطنة عُمان أن هناك عدد من الأبواب المنتشرة في الحارة، مثل "باب الصباح"، و"باب القصاب"، و"باب النصر"، و"باب الدعجين"، و"بابا الرولة والبرج".
من داخل الحارة، يوجد ممر طويل يقسمها إلى نصفين، شرقي وغربي، مرورًا بالدهاليز، والزوايا، والممرات، والأزقة الضيقة، والشرفات، والأقواس، والمجالس العامة، مثل سبلة "أولاد راشد"، وسبلة "المطيلع"، وسبلة "البستان".
وتُحاط حارة البلاد، وهي تضم 376 بيتاً وقرابة 250 بئرًا، بسور حصين من جميع الجهات، حيث اهتّم به أهالي القرية جيّدًا لكونه الخط الدفاعي الأول من كافة الأخطار.
وتنتشر أيضًا مجموعة من الأبراج المبنية من الطين والجص في الحارة. وتتألف من عدة طوابق، وفتحات، ونوافذ تُستخدم من أجل الدفاع ومراقبة العدو.
وأوضح صالح أن حارة البلاد يبلغ عُمرها حوالي 900 عام، بحسب ما ورد على لسان أحد الأشخاص الذين ولدوا وعاشوا مرحلة طفولتهم فيها.
ورغم قدمها، إلّا أنها تحتضن نظامًا خاصًا لتصريف مياه الأمطار.
وهذه أحد الأمور التي لفتت انتباه مدون السفر الأردني، ما يُعطينا فكرة عن غزارة الأمطار التي كانت تتعرّض لها الحارة قديمًا.
واستوقفت صالح أيضًا مدرسة الحارة، أو "الكتّاب"، التي لا يتجاوز طولها الـ3 أمتار وعرضها المترين. وكان الطلاب يلتحقون بها بهدف تعلّم تلاوة القرآن، وقواعد اللغة العربية، والمعلّقات الشعرية.
وحازت المشاهد التي صوّرها صالح على إعجاب العديد من متابعيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكدّ: "يكمن جمال الحارة في أروقتها التي لا تزال تحتفظ برائحة الطين العتيق، وأيضًا استضافتها بشكل سنوي للسكان المحليين الذين يشاركون في إعداد طبق الشوا العُماني".