ولادة جديدة لشرق نهر الأردن..تدشين كنيسة معمودية المسيح الكاثوليكية اللاتينية في المغطس

عمّان، الأردن (CNN) -- في يوم تاريخي يكرّس من جديد مسيرة المسيح الأولى في رحلته إلى موقع المعمودية (المغطس) على الضفة الشرقية من نهر الأردن، يأتي تدشين كنيسة معمودية المسيح الكاثوليكية اللاتينية، بعد نحو 15 عاما من مباركة الحجر الأول للكنيسة التي تمتد بكاتدرائيتها  الرئيسية، على مساحة قرابة 1800 متر مربع، لتصبح واحدة من كبرى الكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط والعالم.

وقالت وزيرة السياحة والآثار الأردنية لينا عنّاب لموقع CNN بالعربية، إن الكنيسة تعتبر من أكبر الكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط، لافتة إلى أن هذا الحدث يكرّس رسالة الأردن للسلام والمحبة، ويؤكد على الترابط القوي في المجتمع الأردني.

ومن أهم المحطات التي شهدها "المغطس"، زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى المملكة في عام  2000 الذي شهد بدء الحج المسيحي. وفي عام 2009 أعلن البابا بندكتس السادس عشر اعتماد "المغطس" خلال زيارته، موقعا حقيقيا لعمّاد المسيح، كما بارك  أيضا حجر الأساس لتدشين الكنيسة.

في عام 2010 ، أعلن  الفاتيكان "المغطس" رسميا  موقعا للحج المسيحي، لينضم إلى 4 مواقع  حج أخرى: كنيسة سيدة الجبل في عنجرة، وتل مار الياس  شمال البلاد، و جبل نيبو، ومكاور في مدينة مادبا بالأردن.

يُعتبر المغطس، موقعا لانطلاق الدعوة المسيحية، بعد تعميد المسيح على يد يوحنا المعمدان قبل حوالي ألفي عام، كما يُعدّ أكثر المواقع قداسة بالنسبة للطوائف المسيحية في العالم.

قال سفير الفاتيكان في الأردن، جوفاني بيترو دالتوزو لموقع CNN بالعربية، إن"تدشين الكنيسة في موقع معمودية المسيح في غاية الأهمية، وهو ما أكده إرسال قداسة البابا فرنسيس لمبعوثه الشخصي، أمين سر حاضرة الفاتيكان  الكاردينال بييترو بارولين، ليترأس الاحتفال والتدشين"، متطرقا إلى الزيارات الباباوية الأربعة السابقة للمملكة.

ونوه دالتوزو أن التدشين يتزامن مع الاحتفالات بمرور 25 عاما على بدء الحج المسيحي إلى المغطس، قائلا إن ذلك بمثابة "تجديد لهذه المعمودية".

من جهته، أوضح المتحدث باسم التدشين ومدير المركز الكاثوليكي في العاصمة عمّان الأب رفعت بدر، أن"هذا شرف عظيم لنا في الأردن كمسيحيين ومسلمين أن نكون جزءا من الأرض المقدسة، ومن الشرق العظيم الذي هو مصدر للأديان السماوية التوحيدية".

وأشار المهندس أسامة مدانات من اللجنة الهندسية للمشروع أن تشييد الكنيسة تم بسواعد أردنية بالكامل، ومن مواد بناء أردنية مثل الحجر، والرخام، واللوحات الفسيفسائية، موضحًا أنها ستخدم الزوار، والحجاج المسيحيين، وطلاب اللاهوت .