تحقيق استقصائي لـCNN يكشف دور طيران إثيوبيا في نقل الأسلحة خلال صراع تيغراي
الخطوط الجوية الأثيوبية المملوكة للدولة هي الناقل الرئيسي في أفريقيا للركاب وحركة الشحن. ولكن بين الشحنات العادية، يوجد دليل على شحنات مشؤومة.
يمكن لـCNN الكشف، استنادًا على أدلة وروايات شهود عيان، أن الخطوط الجوية الإثيوبية كانت تنقل الأسلحة بين إثيوبيا وإريتريا منذ بداية الحرب في إثيوبيا، والتي قُتل فيها الآلاف. بحسب خبراء طيران، فإن هذا من شأنه أن يشكل انتهاكا لقانون الطيران.
من بين الأدلة هي هذه الصور التي تم التقاطها على متن رحلة الخطوط الجوية الإثيوبية ET 3313، وتم التحقق منها بواسطة CNN. في منتصف الليل، كان يتم تحميل طائرة شحن يدويًا. طريقة بطيئة وغير تقليدية، لكن إذا نظرت عن كثب، فإنها ليست الشحنات المعتادة. ففي داخل الصناديق توجد قذائف، يتم تحميلها إلى داخل طائرة مدنية ونقلها من إريتريا إلى إثيوبيا.
كشف الشحنات يؤكد اليوم والوقت، 8 نوفمبر 2020. التاريخ مهم. فقد مرت 4 أيام فقط على النزاع، قبل أشهر من اعتراف إريتريا رسميًا بالمشاركة. كانت إثيوبيا في حالة حرب مع حكومة تيغراي الإقليمية منذ ما يقرب من عام. وأصبحت إريتريا، التي تقع في الشمال، حليفة الحكومة الإثيوبية ضد منطقة تيغراي. تحالف غير اعتيادي، إذ كان البلدان سابقًا في حالة حرب مع بعضهما البعض، والآن لديهم عدو مشترك، تيغراي، وهم يتشاركون الأسلحة.
كانت CNN تنقل تقارير الأعمال الوحشية في إثيوبيا منذ بداية العام، وانتقل فريق شبكتنا إلى تيغراي في أبريل الماضي، ورأى قوات إريتريا يحرسون دون حساب نقاط تفتيش، بينما أنكرت حكومة أثيوبيا وجودهم على الأرض. بدأت هذه العلاقة بين إثيوبيا وإريتريا قبل ذلك بأشهر، في نوفمبر من عام 2020، تزامنًا مع زيادة في حركة الأسلحة ذهاباً وإياباً من العاصمة الإثيوبية إلى إريتريا. خلال الشهر نفسه، كانت هناك أيضًا سلسلة من المذابح في منطقة تيغراي.
وبحسب أحد موظفي الخطوط الجوية الأثيوبية، الذي تحدث إلى CNN، فإنه اضطر للتعامل مع طلب غير عادي، قائلًا "كانت الطائرة تنقل سلعًا قابلة للتلف، اضطررت للتعامل مع مدرائي لتفريغ بعض هذه السلع وتحميل الأسلحة". لكن، وفي بيانات مختلفة لها، لطالما رفضت الخطوط الجوية الإثيوبية بشدة نقل أسلحة على متن طائرات الركاب أو طائرات الشحن.
وبالإضافة إلى التحدث مع مسربي معلومات، والتحقق من كشوفات الشحنات والتحقق من صحة الصور، حصلت CNN على فواتير تُظهر 6 مناسبات على الأقل في شهر نوفمبر قامت فيها الخطوط الجوية الإثيوبية بإرسال فواتير لوزارة الدفاع الإثيوبية لشحن معدات عسكرية، بما فيها بنادق وذخائر، إلى إريتريا.
وتمكنت الخطوط الجوية الإثيوبية من بناء هيمنتها على الشحن عبر علاقة مع حكومة الولايات المتحدة وعملاق تصنيع الطائرات الأمريكية، بوينغ. لكن هذه النتائج الجديدة لشبكة CNN، جنبًا إلى جنب مع التحقيقات السابقة في الأعمال الوحشية التي ارتكبتها القوات الإثيوبية، ستظهر انتهاكات للقانون الدولي وفقًا لخبراء الطيران، وستتعارض مع شروط العلاقة مع حكومة الولايات المتحدة، ولا يزال من غير الواضح ما إن كان ذلك سيجبر الولايات المتحدة على التصرف ضد الحكومة الإثيوبية.