تصعيد على مدى 48 ساعة.. قراءة لفهم الصدام الإيراني - الباكستاني وتداعياته على الشرق الأوسط
تشترك الجمهوريتان الإسلاميتان، إيران وباكستان، حدودًا طويلة وسهلة الاختراق. في غضون 48 ساعة، نفذ جيشيهما هجمات انتقامية بطائرات بدون طيار وهجمات صاروخية على أراضي الطرف الآخر. أزمة غير متوقعة ربما بين جارين، بدا أنهما متوافقين منذ أيام فقط.
ففي يوم الثلاثاء، أجرى رئيس الوزراء الباكستاني محادثات مباشرة مع كبار الدبلوماسيين الإيرانيين في دافوس.
ولكن بعد ساعات، نفذت إيران ما أسمته "هجمات بصواريخ دقيقة وطائرات بدون طيار" على من زعمت أنهم إرهابيون إيرانيون في منطقة بلوشستان الباكستانية.
أدانت باكستان ما وصفته بانتهاك سيادتها، والذي أدى إلى مقتل طفلين على الأقل.
وفي يوم الخميس، رد الجيش الباكستاني. حيث قالت ممتاز زهرة بلوش، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الباكستانية، إن" باكستان نفذت سلسلة من الضربات العسكرية المنسقة للغاية والمحددة ضد مخابئ الإرهابيين في مقاطعتي سيستان وبلوشستان الإيرانية".
ويقول الجيش الباكستاني إنه استخدم "الطائرات بدون طيار القاتلة والصواريخ والذخائر المتسكعة”، لاستهداف المسلحين الانفصاليين من مجموعة البلوش العرقية.
تقول السلطات الإيرانية إن 10 أشخاص على الأقل لقوا حتفهم، ما دفع طهران إلى إدانة باكستان.
و في الواقع، نفذت إيران هذا الأسبوع ضربات صاروخية أيضًا ضد شمال العراق وسوريا.
عرض مميت للقوة بعد إعلان داعش مسؤوليته عن انفجارين مزدوجين في مدينة كرمان الإيرانية في الثالث من يناير، والذي أودى بحياة العشرات من المدنيين.
وبحسب علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، فقد "كان هذا في المقام الأول استعراضًا للقوة في مكان اعتقدت إيران أنه سيكون له تداعيات محدودة من حيث خطر التصعيد. أعتقد أنهم قللوا من شأن الكيفية التي قد يضع بها هذا الأمر الحكومة الباكستانية في موقف صعب".
من جانبها، يبدو أن الحكومة الباكستانية مستعدة للتهدئة. والسؤال الآن هو: هل تريد طهران الدخول في صراع مع جارتها الأكثر سكاناً والتي تمتلك أسلحة نووية؟