القاهرة، مصر (CNN)-- بعد ساعات من إعلان صندوق النقد الدولي إدراج عملة اليوان الصينية في سلة حقوق السحب الخاصة بالصندوق، ما يعني إمكانية الاستعانة به ضمن مرور السفن في قناة السويس بمصر، قال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، إن ذلك القرار "إضافة قوية، ويحمى إيرادات القناة من التقلبات في أسعار الدولار خاصة في ظل عدم الاستقرار الذي يشهده الاقتصاد العالمي"، وفقًا للتصريحات التي نقلتها عدة صحف مصرية مطلع أكتوبر الجاري.
ويقول الدكتور ناصر فؤاد، المتحدث الرسمي للهيئة الاقتصادية لقناة السويس، إن قناة السويس تقوم بتحصيل رسوم عبور السفن للقناة بنظام الوحدات، وهي مكونة من عدة عملات، بنسب تقررها الهيئة. وأضاف فؤاد، في تصريحات نقلها موقع صحيفة "أخبار اليوم" الحكومية المصرية، أن أي تيسير للخطوط الملاحية يؤثر ايجابيا في كل الاقتصاد المصري، كما أن إضافة عملة اليوان الصينية إلى سلة العملات الخاصة بقناة السويس، سينعكس إيجابا على الهيئة الاقتصادية، كونه إجراء يهدف إلى تسهيل حركة عبور السفن بالقناة، بما ينتج عنه ارتفاع نسبة التجارة البينية مستقبلا.
ويتم تحصيل رسوم عبور السفن لقناة السويس، طبقًا لما يعرف بـ"نظام الوحدات"، الذي كان يضم قبل إضافة "اليوان"، 4 عملات وهم الدولار والجنيه الإسترليني واليورو والين الياباني، بحيث يمكن للسفن دفع رسوم العبور بأي من تلك العملات بنسب مقررة، وفقا لقيمة كل عملة، حيث يحافظ هذا النظام على حصيلة قناة السويس، حال حدوث انخفاض في قيمة أي من تلك العملات.
وتعاني مصر من أزمة تتعلق في توفر "العملة الصعبة"، وخاصة سعر الدولار، الذي يقترب رسميًا من ملامسة الـ9 جنيهات، بينما وصل سعر الدولار في السوق السوداء إلى حوالي 14 جنيها. ووفقا للبنك المركزي الصيني، فإن عملة "اليوان" تشهد "مرحلة تاريخية تؤكد نجاحات الصين على صعيد التطور الاقتصادي".
وتعتبر الهيئة العامة للاستعلامات، وهي هيئة حكومية تابعة لرئاسة الجمهورية في مصر، أن الصين تسعى إلى الاستفادة من المزايا التي تتمتع بها مصر، ومن بينها السوق الضخمة التي تضم حوالي 90 مليون مستهلك، فضلاً عن أنها تعد بوابة لأكثر من مليار مستهلك يقطنون في الدول، التي تتمتع فيها السلع المنتجة في مصر بمعاملة تفضيلية، مثل دول الاتحاد الأوروبي والكوميسا والدول العربية والولايات المتحدة".
ورأى عضو مجلس النواب المصري، هيثم الحريري، أن الاستعانة بـ"اليوان" كعملة عبور في قناة السويس، لها تبعات إيجابية، خصوصًا في ظل أزمة الدولار، التي تخنق قيمة الجنيه المصري، مضيفًا، في حديثه مع CNN بالعربية، أنها "تفتح باب التعاون الاقتصادي مع الصين".
من جانبه، وصف الخبير الاقتصادي، عمر الشنيطي، مؤسس "مجموعة مالتبيلز للاستثمار"، وهي شركة لإدارة الأصول والاستشارات المالية مقرها دبي، الاستعانة بعملة اليوان الصينية كعملة مرور للسفن في قناة السويس بـ"الأمر الجيد". وقال، في تصريحات لـCNN بالعربية، إن القرار "يزيد من عمق العلاقة مع الصين، لكن إجمالي العملات الأجنبية التي تدخل مصر قليلة مقارنة بما ندفعه في الاستيراد".
وكان الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أكد أن مشروع توسعة قناة السويس، سيسهم في مبادرة نظيره الصيني، شى جين بينج، الرامية الى إحياء "طريق الحرير" القديم. ووافق السيسي على انضمام مصر لشبكة طريق الحرير، الذي تعتزم الصين إنشاءه ويربط بين قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا بتكلفة تبلغ 47 مليار دولار ويمر عبر 56 دولة، من خلال ممرات مترابطة تسلكها السفن والقوافل، ويربط بين الصين والجزء الجنوبي والغربي لآسيا الوسطى والهند.
ووفقًا لإحصاءات نقلها موقع التليفزيون المصري الرسمي، فقد بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين مصر والصين 11.16 مليار دولار في عام 2014، وذلك بزيادة بنسبة 13.8% مقارنة بعام 2013.