دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يبدو أن احتمالات بيع شركة "بوينغ" الأمريكية طائرات لإيران تتضاءل يوماً بعد يوم.
إذ تبدو العلاقات بين إيران والولايات المتحدة تنحدر من سيء إلى أسوأ. فرضت طهران عقوبات على 15 شركة أمريكية، الأحد الماضي، رداً على العقوبات الأمريكية التي أُعلن عنها الشهر الماضي.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان إن: "فرض عقوبات جديدة من قبل الولايات المتحدة يقوم على ذرائع ملفقة وغير شرعية ويُعتبر إجراءً ينتهك القوانين الدولية."
ووقعت شركة "بوينغ" صفقة بقيمة 8 مليارات دولار لبيع 80 طائرة إلى شركة إيران للطيران بعد رفع العديد من العقوبات كجزء من الصفقة الدولية حول برنامج طهران النووي.
لم تكن "بوينغ" مدرجة على قائمة العقوبات التي فرضتها طهران، والتي تشمل شركة "Raytheon" المتخصصة بأنظمة الدفاع، وشركة "Oshkosh" المتخصصة بصناعة المركبات العسكرية، وشركة "Bushmaster" الدولية للأسلحة النارية. وليس لدى أي من هذه الشركات تعاملات مع إيران.
وقال روبن ميلز، الرئيس التنفيذي لشركة "Qamar Energy" وخبير في مجال الطاقة والاستثمار في الشرق الأوسط: "إن العقوبات من الجانب الإيراني ليست لها أي أهمية عملية بالنسبة لهم." وأضاف أن "شركات الدفاع الامريكية هذه ليس لديها أي أصول أو نشاطات في إيران، إنها تحاول فقط أن تُظهر نفسها متفوقة على أمريكا سياسياً."
ولكن التوتر المتصاعد يهدد خطط "بوينغ". إذ قال ميلز إن "صفقة بوينغ تمثل نقطة ضغط رئيسية،" متابعاً: "أعتقد أنها بالطبع أحد المجالات القليلة التي سُمحت فيها بالتجارة بين أمريكا وإيران."
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ينتقد منذ وقت طويل الاتفاق النووي الإيراني الذي تم توقيعه تحت إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما. وقال ترامب، بعد توليه منصبه، إنه "يُحذر" إيران، وكان أول تحرك له ضد الدولة هو ضمها إلى قائمة الدول المشمولة في حظر السفر الذي قضى بمنع دخول مواطني 7 دول إلى أمريكا.
ثم أجرت طهران اختباراً صاروخياً أدى إلى مجموعة من العقوبات الأمريكية استهدفت 25 شخصاً وكياناً على صلة ببرنامج الصواريخ البالستية الإيراني وفيلق الحرس الثوري الإيراني.
ومن المرجح أن يأتي الاختبار الكبير المقبل لصفقة "بوينغ" في يونيو/ حزيران، عندما يحين موعد تجديد إعفاءات العقوبات التي وقعها أوباما. إنها المرة الأولى التي سيضطر فيها ترامب توقيعها.
وقالت تريتا بارسي، رئيسة المجلس القومي الإيراني الوطني: "الجولة القادمة من الإعفاءات.. حاسمة للغاية،" مضيفة: "إذا لم تجددها إدارة ترامب، سيشكل ذلك انتهاكاً مباشراً للصفقة من قبل أمريكا، وإذا حدث ذلك ستبدأ الصفقة بالانهيار وسيُلقى باللوم على الولايات المتحدة لمسؤولية انهيارها."
ولتعقيد الأمور، تم تقديم مشروع قانون في الكونغرس الأمريكي للتحقيق فيما إذا كانت شركة "إيران للطيران" تدعم الحرس الثوري الإيراني أو منظمات إرهابية أجنبية. وفي حال عُثر على مثل تلك الصلات، ستُمنع من تلقي طائرات جديدة أو قطع غيار من صنع الولايات المتحدة. ومن شأن ذلك أن يجمد بشكل فعال بيع الطائرات من "بوينغ" إلى إيران.
ويُذكر أنه من المقرر أن تصل طائرات "بوينغ" الأولى إلى طهران عام 2018.