دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لسنوات طويلة، طالبت السعوديات بإعطائهن حقّ قيادة السيارة، وتجرأ بعضهن على تحدي القوانين، والجلوس خلف المقود، ما أدى إلى توقيفهن واعتقالهن.
لكن، طويت تلك الصفحة في تاريخ السعودية الثلاثاء، بعدما أصدرت المملكة قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة، وبلا الحاجة لموافقة ولي أمر.
وستصدر توصيات مفصلة بهذا الشأن خلال فترة الـ 30 يوماً المقبلة، وسيُرفع حظر القيادة بالكامل بتاريخ 24 حزيران/يونيو العام 2018.
وتأتي هذه الخطوة المهمة ضمن مساعي إصلاح الاقتصاد السعودي، بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي أطلق رؤية المملكة 2030 بهدف خفض اعتماد الاقتصاد السعودي على مشتقات النفط. ولا شك، بأن إعطاء المرأة دوراً أكبر في سوق العمل هو من الخطوات الرئيسية ضمن تلك الخطة.
قد يهمك أيضاً: عدنان البار لـCNN: السعودية وضعت خطط تعديلات البنية التحتية لقيادة النساء
ولا تتجاوز نسبة النساء السعوديات المشاركات في سوق العمل الـ 22 في المائة. وتطمح رؤية 2030 إلى زيادة هذه النسبة لتصل إلى 30 في المائة.
وبينما تبلغ نسبة البطالة العامة في السعودية 12.7 في المائة، بلغت نسبة البطالة بين النساء 33 في المائة.
وفي شهر فبراير/شباط الماضي، تبوأت ثلاث سعوديات مناصب عليا في قطاع التمويل، بينها منصب رئيسة البورصة.
وبعدها ببضعة أشهر، أمر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بمراجعة القوانين التي تصعّب على النساء العمل والسفر والخضوع للعمليات الطبية، والانضمام إلى الجامعات بدون موافقة ولي أمر.
قد يهمك أيضاً: رغم التقدم بموضوع القيادة.. إليك ممارسات مازالت صعبة على السعوديات
زيادة عدد النساء في سوق العمل
ومع رفع الحظر على قيادة النساء، سيصبح هدف الحكومة الرامي إلى رفع الناتج الإجمالي المحلي السعودي بنسبة 65 في المائة، أمراً أكثر سهولة.
ويقول المستشار المالي الأول في مركز الخليج للأبحاث في العاصمة السعودية الرياض، جون سفاكياناكيس، إن "رفع الحظر سيؤثر على قطاعات متعددة، مثل قطاعي السيارات، والبيع بالتجزئة. كما أشار إلى أن هذا القرار سيؤدي إلى زيادة الإنتاجية، لأن "عدد أكبر من النساء سيتمتعن بالقدرة على العمل، ما قد يزيد من إمكانية ادخار الأموال."
وتعتمد الكثير من النساء العاملات على السائقين أو سيارات الأجرة أو على الأفراد الذكور في الأسرة لإيصالهن إلى العمل.
قد يهمك أيضاً: شاهد.. أبرز محاولات السعوديات للحصول على حق قيادة السيارات منذ 1990
ومن المتوقع، أن يطال القرار بتأثيراته الايجابية ليس فقط النساء، بل جهات التوظيف أيضاً، التي تتكلف الكثير من الأموال لإيصال الموظفات من وإلى أماكن العمل.
وفي مدونة نشرها الأمير السعودي الوليد بن طلال العام الماضي، ذكر أن الأسرة السعودية التي توظف سائقاً أجنبياً، ستتمكن من توفير معدل ألف دولار شهرياً، بحال السماح للنساء بالقيادة.
عوائق أخرى
ولكن، ما زال الطريق طويلاً أمام المملكة، التي تُعد من الدول الأسوأ تصنيفاً في المؤشر العالمي للمساواة بين الجنسين، بحسب تقرير أصدره منتدى الإقتصاد العالمي.
ويُطلب عادة من أي سعودية ترغب بتأسيس عمل لها، أن يشهد رجلان على هويتها قبل أن تُمنح قرضاً مالياً أو رخصة.
قد يهمك أيضاً: شاهد.. لحظة إعلان “قيادة المرأة بالسعودية” في الأمم المتحدة
وما زالت تُوجد الكثير من العوائق فيما يرتبط باختلاط النساء بأريحية مع الرجال، ما يعني أن الكثير من أماكن العالم ما زالت تخصص أماكن منفصلة للجنسين. وتتضمن بعض الحالات الاستثنائية المستشفيات، وكليات الطب، والمصارف.
وللمرة الأولى، سُمح للنساء بدخول استاد كرة القدم للاحتفال باليوم الوطني. ويشير محللون إلى أن الأسرة الحاكمة ستكون حريصة في إزالة العوائق المتبقية أمام النساء، لتجنّب ردود الفعل العنيفة من قبل السلطات الدينية المحافظة، في المملكة.