لندن، المملكة المتحدة (CNN)- تعرض الجنيه الاسترليني لتقلبات حادة منذ أن صوّت البريطانيون للانفصال عن الاتحاد الأوروبي في يونيو/حزيران 2016، ولا يزال متراجعا بنحو 14٪ أمام الدولار منذ يوم الاستفتاء.
وقال محللون إن التوصل إلى اتفاق سيعزز وضع الجنيه الإسترليني في مواجهة العملات الأخرى، إلا أنه سيواجه انتكاسة في حالة عدم تمرير البرلمان البريطاني للاتفاق، الذي ينتظر تنفيذه بنهاية مارس/آذار.
وكتبت كيت جوكس، الخبيرة الاستراتيجية ببنك سوسيتيه جنرال، في مذكرة إلى العملاء: "إذا كان الاتفاق كما هو موصوف في الصحافة سيصبح قانونًا، وسيستفيد منه كلا من الجنيه الإسترليني واليورو".
ورجح كالوم بيكرينج، الاقتصادي الأول في بنك بيرينبيرج، أن يقفز الاسترليني مرتفعا على مرحلتين، إلى جانب عائدات السندات الحكومية وأسهم الشركات التي تعمل في بريطانيا.
وتوقع بيكرينج أن تكون الزيادة الأولى بمجرد موافقة البرلمان البريطاني على صفقة الانفصال، والتي يمكن أن تحدث في ديسمبر/كانون الأول، والثانية خلال العام التالي مع حصول المستثمرين على رؤية أوضح لمستقبل المملكة المتحدة بعد مغادرتها للاتحاد الأوروبي.
وقالت كارين وارد، التي تعمل على استراتيجية السوق في جي بي مورغان لإدارة الأصول، إن المستثمرين ما زالوا "قلقين" بشأن الصفقة التي سيصوت عليها البرلمان، وإن توقعت أن تتم الموافقة عليه.
وكتبت في مذكرة بحثية: "في العام المقبل نتوقع أن تشهد استثمارات الشركات موجة انتعاش وأن يرتفع الاسترليني ليضغط على معدلات التضخم، مما سيحسن القدرة الشرائية للمستهلكين، ليتسارع الانفاق الاستهلاكي بالتبعية".
وكان الجنيه الاسترليني يتداول دون تغيير تقريبا حول 1.3 دولار الخميس الماضي، قبل أن ينخفض في تعاملات اليوم بنسبة 1٪ ليبلغ نحو 1.28 دولارًا اليوم، على خلفية استقالة وزير البريكست البريطاني دومينيك راب من منصبه اعتراضا على الاتفاق المبرم بين بلاده والاتحاد الأوروبي.
وتوقع ستاندرد آند بورز أن ينخفض سعر صرف الجنيه الاسترليني بنسبة 15٪ مقابل الدولار، إذا فشلت الصفقة وخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.
وقال جون واريث، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة في بنك UBS: "إن خطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل غير منظم يتزايد حتى الآن".