الدولار يعاود التراجع أمام الجنيه المصري.. وخبراء يكشفون سر هبوط "الأخضر"

اقتصاد
نشر
4 دقائق قراءة
الدولار يعاود التراجع أمام الجنيه المصري.. وخبراء يكشفون سر هبوط "الأخضر"
Credit: KHALED DESOUKI/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عاود الدولار رحلة الهبوط مرة أخرى أمام الجنيه المصري، خلال تعاملات نهاية الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الجاري لينخفض بقيمة 7 قروش بالبنك الأهلي المصري، أكبر البنوك العاملة بالسوق المصرية، ويصل سعره إلى 16.03 جنيه للشراء، و16.13 جنيه للبيع.

وأرجع خبراء سبب التراجع الطفيف إلى بدء تحسن موارد مصر من الدولار بعد استئناف السياحة وعودة الاستثمارات الأجنبية في أدوات الدين الحكومية، علاوة على حصول مصر على تمويل جديد من صندوق النقد الدولي بقيمة 5.2 مليار دولار.

واتخذت مصر في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني في العام 2016 قراراً بتحرير سعر صرف الجنيه، ليرتفع سعر الدولار أمام الجنيه من 8.85 إلى 17.14 جنيه، ويواصل بعدها رحلة الصعود حتى سجل أكثر من 19 جنيه في شهر ديسمبر/ كانون الأول من ذات العام، ثم تراجع إلى 17.87 جنيه مطلع العام 2018 ويواصل تحرك طفيف عند مستويات 16-17 جنيه، لمدة عامين. ثم بدأ منذ نهاية العام 2019 رحلة الهبوط ليصل إلى 15.5 جنيه حيث توقفت رحلة التراجع مع ظهور أزمة فيروس كورونا ليرتفع إلى أكثر من 16 جنيه بعد توقف موارد مصر من العملات الأجنبية إثر قرار وقف السياحة وتعليق الطيران.

وأرجع الخبير المصرفي محمد بدرة، سبب صعود الجنيه المصري أمام الدولار، إلى تراجع تداعيات "كوفيد 19" وخروج ما يعرف بالأموال الساخنة من الأسواق الناشئة، بعد بدء استقرار النشاط الاقتصاد المصري مرة أخرى ودخول استثمارات جديدة، بالإضافة إلى استئناف حركة السياحة علاوة على التقارير الإيجابية لمؤسسات التصنيف والتمويل الدولية، والتي توقعت تحقيق مصر لمعدلات نمو أعلى من دول الخليج بنسبة 2.26%.

وبحسب تصريحات وزير المالية محمد معيط لوسائل إعلام محلية، تسلمت مصر الشريحة الأولى من تمويل صندوق النقد بقيمة 2 مليار دولار، من إجمالى "اتفاق استعداد ائتمانى" قيمته 5.2 مليار دولار على مدار 12 شهراً، بهدف مساعدة مصر على التأقلم مع تبعات جائحة فيروس كورونا، ودعم الموازنة العامة للدولة وميزان المدفوعات.

وأضاف "بدرة"، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن الأسباب السابقة دفعت بعودة الاستثمارات الأجنبية مرة أخرى إلى مصر، وهو ما أدى لزيادة الطلب على الجنيه مقارنة بالدولار، متوقعاً أن يتراوح السعر صعوداً وهبوطاً ما بين 16 جنيه إلى 16.50 جنيه، متابعاً :"لا نتمنى أن يقوى الجنيه بشكل كبير أمام الدولار حتى لا يؤثر سلباً على السياحة والتصدير".

فيما أرجع علي الحريري، سكرتير شعبة الصرافة باتحاد الغرف التجارية، سبب صعود الجنيه إلى انتشار شائعات بأن سعر الدولار سيرتفع، وهو ما تسبب في انخفاض شراء الدولار خلال اليومين الماضيين مقارنة بالمعروض في مراكز الصرافة، ما أدى إلى صعود الجنيه أمام الدولار مرة أخرى.

وتوقع "الحريرى"، فى تصريحات لـCNN بالعربية، استمرار انخفاض سعر الدولار اليوم الثلاثاء، لتراجع الإقبال على شرائه، ووجود وفرة كبيرة للدولار بالسوق، مضيفاً: "من اشترى دولار الأسبوع الماضي بسعر 16.22 جنيه، حقق خسائر بعد تراجعه هذا الأسبوع، ولكن الزبون الحالي الذى يذهب إلى فروع الصرافة هو من يحتاج للدولار".

وسبق أن أعلن رامي أبو النجا، نائب محافظ البنك المركزي المصري، أن حجم الأموال الأجنبية التي خرجت من مصر بسبب أزمة فيروس كورونا بلغت نحو 17 مليار دولار خلال شهري مارس/ آذار وأبريل/ نيسان الماضيين.