مصر.. الذهب يسجل ارتفاعا تاريخيا.. وتجار يعلقون

اقتصاد
نشر
5 دقائق قراءة
صورة أرشيفية لمحل ذهب
Credit: MOHAMMED ABED/AFP via Getty Images

القاهرة، مصر (CNN)-- سجل الذهب في مصر ارتفاعا تاريخيا حيث وصل سعر غرام الذهب عيار 21 إلى 1080 جنيه (58.2 دولار)، وهو أعلى سعر وصل إليه الذهب في مصر في تاريخه، بفعل خفض سعر الجنيه أمام الدولار من مستوى 15.7 جنيه إلى أكثر من 18 جنيه، وفي ظل استمرار ارتفاع أسعار الذهب عالميا، وأكد تجار أن الزيادة السعرية أثرت سلبا على مبيعات المشغولات الذهبية، خاصة خلال فترة عيد الأم.

ويخضع سعر الذهب في مصر إلى عاملين، الأول السعر العالمي، والذي يشهد ارتفاعا ملحوظا نتيجة الاتجاه إلى الملاذات الآمنة في ظل توترات الحرب الروسية على أوكرانيا، والعامل الثاني سعر صرف الجنيه أمام الدولار، والذي شهد انخفاضا بنسبة 15% بعد قرار البنك المركزي، الاثنين.

وقال إيهاب واصف رئيس شعبة تصنيع المعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، إن أسعار الذهب في مصر شهدت تذبذبا خلال الساعات الماضية، حيث ارتفع سعر الذهب عيار 21 إلى مستوى 1080 جنيه، وهو مستوى تاريخي لم يصل إليه غرام الذهب، قبل أن يعاود التراجع إلى مستوى 1000 جنيه، مما أثر على حركة المبيعات في محلات الذهب، لأن التغير السعري يرفع من مخاطر بيع وشراء الذهب.

وأضاف واصف، في تصريحات خاصة لـCNNبالعربية، أن تذبذب أسعار الذهب أثر سلبا على مبيعات موسم عيد الأم هذا العام، والذي لم يشهد نفس المبيعات المعتادة خلال الفترة الماضية، خاصة وأن تخفيض سعر صرف الجنيه أمام الدولار تزامن مع الاحتفال بعيد الأم.

وتحتفل مصر بعيد الأم يوم 21 مارس/ آذار، ويميل مواطنين إلى شراء مشغولات ذهبية كهدايا احتفالا بهذا العيد.

ويرى إيهاب واصف أن ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه مبالغ فيه، حيث سيعاود سعر الدولار انخفاضه خلال الأيام المقبلة، مذكرا بما حدث خلال تحرير سعر صرف الجنيه عام 2016، عندما ارتفع سعر الدولار إلى مستوى 22 جنيه قبل أن يعاود التراجع تدريجيا ويستقر عند مستوى 15.7 جنيه لشهور طويلة.

وقرر البنك المركزي المصري، في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2016، تحرير سعر صرف الجنيه في إطار تنفيذ الدولة برنامجا للإصلاح الاقتصادي، بعد الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على هذا البرنامج مع التزامه بتوفير تمويل يبلغ 12 مليار دولار على مدار 3 سنوات.

وربط إيهاب واصف انخفاض سعر الذهب محليا، بتراجع سعر الدولار أمام الجنيه، أما السعر عالميا مازال يتراوح بين 1910 إلى 1940 دولار، نتيجة استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، محذرا المواطنين من شراء الذهب في الوقت الحالي في ظل تسجيل الذهب أعلى مستوى صعود سعري.

وأكد واصف أن مصانع الذهب لم ترفع أسعار المصنعية حتى الآن رغم زيادة سعر الدولار والذي يؤدي إلى ارتفاع تكلفة المصانع.

وبحسب بيانات مجلس الذهب العالمي، بلغ حجم الطلب على المشغولات الذهبية في مصر عام 2021 نحو 27.9 مليون طن بنسبة زيادة سنوية 42%.

وقال الدكتور ناجي فرج مستشار وزير التموين لشئون صناعة الذهب، إن أسعار الذهب في مصر ارتفعت من مستوى 890 جنيه إلى 1050 جنيه لغرام الذهب عيار 21، بإجمالي 60 جنيه يعادل نسبة 15% نتيجة تخفيض سعر صرف الجنيه أمام الدولار من 15.7 جنيه إلى 18.5 جنيه في البنوك، مما ساهم في رفع سعر الذهب بنفس قيمة ارتفاع سعر الدولار.

وتوقع فرج، في تصريحات خاصة لـCNNبالعربية، استقرار أسعار الذهب في الأسواق خلال الفترة المقبلة، نتيجة ثبات سعر صرف الدولار، وجود طلب متوسط على الذهب في الأسواق خلال الفترة الحالية، مؤكدا أن الاستثمار في شراء الذهب يعتبر من الأوعية الاستثمارية الناجحة، حيث أن سعر غرام الذهب ارتفع لأكثر من 1000 جنيه في عام 2022 من 85 قرش عام 1960، مما يدل على أن الاستثمار في الذهب آمن ويناسب المستثمر قصير وطويل الأجل.

وأشار ناجي فرج إلى أن غزو أوكرانيا قد يؤثر على زيادة أسعار الذهب عالميا مما ينعكس على السوق المحلي، منوها إلى أن سعر الأوقية سجل 1070 دولار في ذروة الحرب الأوكرانية، واستمرار ارتفاع أسعار النفط مما يدفع البنوك المركزية والمؤسسات إلى مزيد من الاستثمار في الملاذات الآمنة.

واتفق فرج مع انخفاض مبيعات الذهب في الأسواق بشكل كبير بعد الارتفاع القياسي للأسعار، حيث اتجه المتعاملون إلى شراء مشغولات ذهبية خفيفة الوزن تتناسب مع القوى الشرائية، مما دفع المصانع إلى إنتاج مشغولات ذهبية خفيفة تتناسب مع احتياجات العملاء.