القاهرة، مصر (CNN)-- كشف وزير التموين المصري الدكتور علي المصيلحي عن دراسة الحكومة خلط طحن البطاطا مع دقيق القمح لإنتاج رغيف الخبز بهدف توفير 10% من احتياجات مصر من القمح، والتي تواجه صعوبة في توفيره في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، ويرى مسؤولون أهمية تطبيق هذا المقترح لخفض الواردات من القمح، وإنتاج رغيف خبز قيمته الغذائية مرتفعة.
وبحسب تصريحات لوزير التموين، فإن المخزون الاستراتيجي من القمح يكفي 5.7 أشهر، وقد تم توريد 3.7 مليون طن من القمح المحلي بعدما تم زيادة سعر شراء القمح من المزارعين ليتراوح ما بين 865-885 جنيه كلف موازنة الدولة 22 مليار جنيه إضافية.
وقال الدكتور عبد المنعم الجندي، الأستاذ بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وصاحب مشروع إنتاج هجين البطاطا الصالح لإنتاج الخبز، إن المركز نجح في إنتاج تراكيب وراثية للبطاطا تتميز بانخفاض نسبة السكر وزيادة المكونات الغذائية المختلفة، وفي الوقت نفسه زيادة نسبة المادة الجافة داخل البطاطا لسهولة طحنها وخلطها مع دقيق القمح لإنتاج الخبز، مشيرًا إلى أنه تم إجراء تجربة لزراعة البطاطا الجنداوي، وهي نوعية البطاطا المعدلة وراثيًا، بمحافظة الوادي الجديد، وأعطت إنتاجية مرتفعة بمتوسط 20 طنًا للفدان.
وأضاف الجندي، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن خلط طحن البطاطا مع دقيق القمح يسهم في إنتاج رغيف خبز مرتفع القيمة الغذائية ومنخفض التكلفة، وتتميز بصفات جودة عالية، مشيرًا إلى أنه سبق تجربة إنتاج رغيف خبز من خلط طحن البطاطا مع دقيق الخبز، حيث تم إضافة 15 طن دقيق بطاطا مسلوقة مع 2 طن من الدقيق لإنتاج الخبز بمحافظة الوادي الجديد دون أن يكون هناك فارق بينه وبين الرغيف المعتاد.
ويرى عبد المنعم الجندي ضرورة تطبيق تجربته في طحن البطاطا مع دقيق القمح لإنتاج الخبز، في ظل ما يواجه العالم من أزمة نتيجة نقص السلع الأساسية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، لافتًا إلى أن زراعة 360 ألف فدان من البطاطا تمثل نسبة 10% من حجم المساحة المزروعة من القمح، ولكن ستعطي نفس كمية إنتاج القمح مما يسهم في الوفاء بالاحتياجات المحلية.
وأشار الجندي إلى الأهمية الصحية لاستخدام طحن البطاطا بجانب دقيق القمح في إنتاج رغيف الخبز، حيث يعاني 5 ملايين مواطن مصري من حساسية القمح، ومع طحن البطاطا مع مكونات أخرى يمكن إنتاج رغيف خبز يناسب هؤلاء المرضى، ولا يؤثر على صحتهم.
وقال عطية حماد رئيس شعبة المخابز بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن الهدف من دراسة الحكومة طحن البطاطا إلى جانب دقيق القمح لإنتاج رغيف الخبز، وذلك لتوفير استهلاك القمح محليًا في ظل استمرار أزمة الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت على حجم المعروض من القمح في الأسواق عالميًا، منوهًا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تضيف مصر منتجًا زراعيًا للقمح لإنتاج رغيف العيش، حيث سبق استخدام الذرة إلى جانب الدقيق في إنتاج الخبز.
وأكد حماد، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن شعبة المخابز تؤيد أية جهود حكومية لتوفير القمح في ظل أزمة الغذاء العالمي نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، مضيفًا أن الشعبة تنتظر انتهاء مركز البحوث بوزارة الزراعة من تجاربه للتعرف على نسبة ما سيتم إضافته من طحن البطاطا في إنتاج رغيف الخبز.
وأشار عطية حماد إلى الأهمية الاقتصادية والغذائية لاستخدام طحن البطاطا بجانب الدقيق في إنتاج رغيف الخبز، حيث تمثل البطاطا مكون غذائي مفيد للمواطنين مثل الذرة، بجانب ذلك توفير نسبة من استهلاك الدقيق مما يوفر على الدولة من استيراد القمح من الخارج.