"الغرافيتي" رسوم تصرخ للثورة بأحياء مصر

منوعات
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أنجبت الثورة المصرية في العام 2011 حركة إبداعية جديدة، تتمثل بفن الشارع "الغرافيتي."

ولم يعد الأمر يقتصر على عرض أعمال الفنانين في صالات العرض، إذ أن المزيد منهم يحولون الشوارع المتواضعة إلى متاحف مفتوحة واستوديوهات في الهواء الطلق. أما أقمشتهم ولوحاتهم الفنية فتتمثل بالجدران العارية والمغبرة حيث يرشون البخاخ لرسم "الغرافيتي"، والجداريات الملونة.

اقرأ أيضا..الغرافيتي تواجه الطائرات الأمريكية دون طيار

وقال الكاتب المسرحي والمدير الفني لمهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة، أحمد العطار، إن الكتابة على الجدران هي شكل من أشكال الفن، وواحدة من طرق التعبير، مضيفاً أنها "نوع من إصدار بيان، أن الفضاء العام هو للجميع، أي للسير والجلوس والتظاهر والفن."

وقد وجد فن الشارع في القاهرة قبل الثورة، وإن كان ذلك خلسة وبأسلوب غير مرئي. ورغم أن الكتابة على الجدران والملصقات كانت تطفو على السطح في بعض الشوارع، إلا أنها عادة سرعان ما تختفي، إذ تُمزق أو يُرسم فوقها. وقد طاردت الشرطة فناني الشارع، أو ألقت القبض عليهم.

اقرأ أيضا..اكتشاف السحر والمغامرة في واحة سيوة المصرية

وخلال انتفاضة العام 2011، فإن الفنانين الناشطين ابتكروا "الغرافيتي" والجداريات التي أتت على شكل الاحتجاج غير العنيف. وحالياً، في مرحلة ما بعد الثورة في القاهرة، فإن فن الشارع ينتشر. وتظهر الجداريات والإستنسل على الجدران حتى في الأحياء الراقية مثل حي الزمالك، بدلا من الأزقة المخفية.

وتتسم بعض الأعمال الفنية بالعاطفة، فيما يعرب بعضها عن الشعور بالغضب الاجتماعي، والإحباط السياسي أو دفع الجزية إلى المحتجين الذين ماتوا.

وفي انعكاس لأوضاعهم المتحسنة، يحصل فنانو الغرافيتي على عمولات من المعارض الفنية، لكن ما يزالون وأعمالهم من ضمن دائرة خطر الاستهداف، وخصوصا من قبل جيش قوي ومؤيديه.

اقرأ أيضا..فن "الغرافيتي".. هل يلون الشارع في دبي؟

وقد يعتبر فنان الشارع الأكثر شهرة في مصر، هو "جنزير" والذي اعتقل لفترة قصيرة في آيار/مايو 2011، بعد أشهر من الثورة، بسبب ملصق ينتقد القمع العسكري للحرية.

وقال العطار، الذي يدير ستوديو عماد الدين، وهو مساحة بروفة لأداء الفنانين في القاهرة إن "الفن يؤدي دورا حاسما في أوقات التغيير السياسي والاجتماعي." وأضاف: "بالنسبة إلي، يعتبر الفن واحداً من أهم العوامل التي أدت إلى تغيير."

وفي ظل نظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، فإن الشعور السائد بالخوف كان لديه التأثير الأكبر على شل حرية التعبير عن الذات.

اقرأ أيضا..سلاح الغرافيتي بمواجهة الفساد السياسي في كينيا

وأوضح العطار: "لكن، بمجرد أن أدرك هؤلاء أنه ما من شيء يدعو إلى الخوف، بدأوا بالعودة إلى الأساليب القديمة للتعبير عن أنفسهم ومن بينها الرسم على الجدران، والغناء في الشوارع، والعودة إلى الفضاء العام."

أما مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة فهو يهدف لتشجيع المزيد من التعبير الإبداعي.

وأكد العطار أن مصر "لديها تراث كبير عندما يتعلق الأمر بالفن والثقافة." لذا، برأيه أن محاولة ترويض المجتمع هو أمر لن يعود بنتيجة -- أحمد العطار، خصوصأ أن المجتمع المصري يحب الرقص والغناء وتناول الطعام، والعيش بحرية.