الرباط، المغرب (CNN) -- يُقبل المغاربة بشكل كبير على المطاعم الشعبية ومحلات الأكل العامة، إذ لا تخلو مدينة مغربية من هذه المطاعم، خاصة المدن الكبرى التي تشهد حركية اقتصادية. بيدَ أن الأكل الشعبي المغربي، وبقدر شهرته وفوائد أطباقه المتنوّعة، قد يكون سببًا لمشاكل صحية كثيرة.
وقد كشفت وزارة الصحة المغربية أن ما يصل إلى 25 في المائة من المطاعم الجماعية المراقبة من طرف المصالح الصحية تشكّل خطرًا على صحة الزبون، كما أبرزت الوزارة في لقاء يوم الثلاثاء 7 أبريل/نيسان بمناسبة اليوم العالمي للصحة، أن المغرب يشهد حالات تسمم غذائي تصل كل سنة إلى 1600 حالة.
وبالحديث عن الأكل الشعبي في المطاعم، فقد تعوّد المغاربة على طلب أطباق متعددة، منها "الكرعين" أي أقدام البقر أو الخراف، أو لحوم رؤوسها، أو السمك المقلي، أو "التقلية" أي أمعاء الخراف، أو الدجاج المشوي، أو أكلة الطاجبين المشهورة (إناء من الطين يُطبخ فيه اللحم و الخضر على نار هادئة)، أو القطاني، أو أكلة الكسكس كل يوم جمعة.
وتتحدث أسماء زريول، اختصاصية في علم التغذية، لموقع CNN بالعربية، كيف أن الأكل الشعبي المغربي بصفة عامة يحفل بالكثير من الفوائد الصحية، ويعدّ أفضل بألف مرة من وجبات الأكل السريع المستوردة من الخارج، إلّا أنها أبدت بعض الملاحظات على الأطباق الآنفة الذكر.
ففيما يخصّ أطباق أمعاء وأقدام ولحوم رؤوس بعض الذبائح، فهي غنية بالبروتينات شأنها شأن اللحوم الحمراء، كما أن طبخها لمدة طويلة على نار هادئة، يجعلها تتخلّص من الجراثيم التي تمنع بيعها في دول أخرى، إلّا أنها تعاني من قلة النظافة ومن استخدام مواد غير صحية في الطهي.
وأعطت زريول مثالًا بكون غالبية بائعي لحوم الرؤوس في الشوارع يستلمون النقود وفي الوقت نفسه يقطعون اللحم للزبائن، رغم أن النقود تحمل الكثير من الجرائم، كما أنهم يُغلّفون اللحم بالبلاستيك وسط أجواء حارة، ممّا يتسبب بتسممه.
وأضافت زريول أن الأطباق الشعبية المغربية في المطاعم العمومية تعاني من استعمال مفرط للملح وتوابل رديئة، منها ملوّنات بمكوّنات سرطانية، وكذلك من الطبخ في أواني الألومنيوم الخطيرة على الصحة، ومن عدم التشدد في المراقبة، ومن استخدام لحوم الذبائح السرية، ومن عدم خضوع مباني المطاعم الشعبية لتصميم هندسي يحترم معايير السلامة الصحية.
وتعدّ أكلة الطاجين، حسب تصريحات زريول، أفضل ما يمكن أن يتناوله الواحد منها في المطاعم الشعبية المغربية، خاصة إذا كان متكوّنا من أنواع متعددة من الخضر وليس البطاطس لوحدها، زيادة على أكلة الكسكس الشهيرة، خاصة الكسكس بالخضر.
وتردف زرويل:"إذا كانت لي من نصيحة لقراء CNN، فهي أن يبتعدوا عن وجبات الأكل السريعة المستوردة من الخارج، فهي تستخدم مكوّنات غذائية غير معروفة أو لا قيمة غذائية لها، بينما الأكل الشعبي، مثل المغربي، يتيح تناول مأكولات طبيعية حتى مع الملاحظات المذكورة".