دمشق، سوريا (CNN)-- شهدت "أوبرا دمشق"، السبت، العرض الأوّل لأحدث أفلام المخرج السوري نجدة أنزور بعنوان "داعش.. فانية وتتبدد"، الذي أنتجته مؤسسته بالشراكة مع المؤسسة العامّة للسينما، من سيناريو وحوار الكاتبة ديانا كمال الدين، عن فكرة لهالة دياب، وتدور أحداثه حول ممارسات التنظيم الإرهابي في حق سكّان بلدة سوريّة، وصولاً إلى استعادة الجيش السوري السيطرة عليها، بمساعدة أبنائها.
أنزور اعتبر في تصريحٍ لموقع CNN بالعربية أن: "الظروف مواتية اليوم لعرض الفيلم، بينما يحقق الجيش العربي السوري انتصاراتٍ على المساحة السوريّة الكاملة، بالتوازي مع الجهود التي يبذلها الوفد الحكومي في مفاوضات جنيف، وتصديّه للمؤامرات ديبلوماسياً، من أجل سيادة سوريا"، على حد قوله.
عُرِضَ فيلم "فانية وتتبدد"، وسط إجراءاتٍ أمنية مشددة، في صالتين من دار الأوبرا، اتسعتا لألفي مشاهد تقريباً، بحضورٍ رسمي تصدّرته، بثينة شعبان، المستشارة السياسية والإعلامية برئاسة الجمهورية، وسبع وزراء في الحكومة السورية بينهم وزيري الإعلام والثقافة.
وقال المخرج نجدة أنزور إن إقبال الناس لمشاهدة الفيلم: "يعبرّ عن إرادة هذا الشعب المتمسك بالحياة، ويؤكد موقفهم من مضمونه، وتتويجاً لكل الجهود المبذولة بالحفاظ على الهويّة السوريّة."
تم تصوير معظم مشاهد الفيلم ضمن مناطق سيطرة الجيش السوري، في مدينة "داريا" بغوطة دمشق، والتي لازالت تشهد اشتباكات، وأصبح جاهزاً للعرض خلال وقتٍ قياسي مقارنةً بأفلام سوريّةٍ أخرى (مدة الإنجاز قرابة الستة أشهر، بحدود الأربعين يوم تصوير)، وتجاوزت تكلفة إنتاجه المئة مليون ليرة (100 مليون ليرة=455 ألف دولار).
صنّاع "فانية وتتبدد" استبقوا العرض، بتصريحاتٍ صحفية، قالوا فيها، إنّ المشاهدين: "لن يروا بالفيلم فظائع داعش كما يصوّرونها بأنفسهم، فمهما حاولنا التقليد، لن نصل إلى تجسيد تلك الفظائع كما تبدو في الحقيقة،" لكنّهم نجحوا إلى حد كبير رغم مباشرة الطرح، في نقل الإحساس الخانق للمتلقي، من مجرد فكرة احتمال العيش تحت وطأة كل هذا السواد.
يبدأ الفيلم بمشاهد يوزّع فيها الشيخ "أبو محمد" (الممثل زيناتي قدسية) السبايا على ما وصفهم بـ"المجاهدين"، وسط طقس احتفالي، بمباركة "الأمير أبو الوليد" (الممثل فايز قزق)، فيما تحاول "ثريا" (الممثلة رنا شميسّ) الحفاظ على توازنها كمعلمّة وأم بمواجهة داعش والفكر الذي يفرضه، ممثلاً بالـ"الشيخة أم ياسين" (الممثلة هناء نصّور) التي تدرّس في المدرسة ذاتها.
لكنّ محنة "ثريا" الأبرز تتجلى في مخاوفها على طفلتها "نور" (أيمي فرح)، والتي يقع الأمير بغرامها، ويعمل على سوقها لفراشه كزوجة، وتتضاعف مأساة الأم حينما تقف وجهاً لوجه مع "أبو الوليد"، ويعتقلها التنظيم، لتشهد في سجنه أفظع ممارساته بحق النساء.
ركّزّ فيلم "فانية وتتبدد" على فكر تنظيم داعش، مؤكداً على كون المواجهة الأساسية معه فكرية، بالتوازي مع الجهود العسكرية لإنهائه، وبشّر صنّاعة بزواله عبر العنوان، كما أوحوا بأنّ النهاية ستكون على يد الجيش السوري، ورسموا لذلك سيناريو قائم على فكرة تعاون "أبو دجانة" (مجد فضّة) أحد عناصر داعش من أهل البلد، الذي اختار الانحياز لإنسانيته، وأهله، والوقوف إلى جانب الجيش.