(CNN)-- بعد فترة جفاف غير معهود من دعم المشاهير للرئيس جو بايدن، التي استمرت لعدة أشهر بينما كان يسعى لولاية ثانية، عادت هوليوود إلى الظهور بكامل قوتها وهي مستعدة لدعم المرشحة المفترضة الجديدة للحزب، نائب الرئيس كامالا هاريس، في معركتها الانتخابية ضد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقال مصدر مقرب من حملة هاريس لشبكة CNN عن التدفق المفاجئ لمكالمات هوليوود: "هاتفي ينفجر.. ليس لدي الوقت حتى للرد على هاتفي".
وصرح أحد مسؤولي الدعاية لشبكة CNN إن مديري الحملات "يتوسلون" عادةً لممثلي المواهب، لإقناع عملائهم بالمشاركة في السياسة، وكشف أنه على مدار الـ 48 ساعة الماضية منذ تنحي بايدن ودعم هاريس، يكاد يكون من المستحيل الوصول إلى البيت الأبيض.
وأوضح مسؤول دعاية شهير آخر: "عادةً ما أسأل عملائي"، لكن حاليًا "لم يكن على أحد أن يسأل، كان الناس يتساءلون: ماذا أفعل، وكيف يمكنني المساعدة؟"
لقد تحول المزاج العام خلال الأيام القليلة الماضية في هوليوود تمامًا، من فترة تعتيم طويلة حيث كان المشاهير مترددين في دعم الرئيس علنًا، مدركين أن أيًا من المرشحين – بايدن أو ترامب – لم يتمتع بشعبية خاصة، ويمكن أن يكون أثره مُنفرًا على قواعدهم الجماهيرية.
وحتى قبل أداء بايدن الكارثي في 27 يونيو/حزيران في المناظرة الرئاسية لشبكة CNN، قالت مصادر عديدة في هوليوود، وواشنطن لشبكتنا، إن حملة بايدن كانت تكافح من أجل الحصول على دعم المشاهير، في عالم مستقطب.
وقال أحد الاستراتيجيين الديمقراطيين الذين يتمتعون بعلاقات عميقة في صناعة الترفيه: "لا أعتقد أن الناس أدركوا مدى قلقهم حتى أصبح لديهم الأمل"، بالنسبة لهوليوود، هاريس هي ذلك الأمل.
أكبر لحظة سياسة في هوليوود منذ عهد أوباما
وكشف عدد من المتخصصين في مجال الترفيه، وجميعهم يشاركون في جهود جمع التبرعات أو تمثيل المواهب، لشبكة CNN إن "هاريس تحفز هوليوود، وتعتبرها مرشحة قابلة للحياة، والرسول المناسب في الوقت المناسب".
وقال مصدر إن الخطط الخاصة بأول حملة لجمع التبرعات الرئاسية لهاريس، في لوس أنجلوس جارية بالفعل، مضيفًا أن العديد من المديرين التنفيذيين للتلفزيون، والسينما والموسيقى أبدوا استعدادهم بالفعل لاستضافة حدث ما.
وصرح المنتج جريج بيرلانتي لشبكة CNN: "لم أر الكثير من الأشخاص الذين أعرفهم هنا وفي أي مكان آخر مفعمون بالحيوية بلحظة في السياسة، منذ خطاب أوباما في المؤتمر (مؤتمر الحزب الديمقراطي لاختيار مرشحه في الانتخابات)".
و بيرلانتي واحد من العديد من لاعبي هوليوود الأقوياء الذين تعرفوا بالفعل على هاريس، ودعموا مسيرتها السياسية منذ ترشحها لمجلس الشيوخ لعام 2016، وحتى ترشحها للرئاسة لعام 2020 وحتى دورها الحالي كنائب للرئيس.
وتتمتع هاريس، بعلاقات طويلة الأمد في صناعة الترفيه، وحصلت على دعم عام هذا الأسبوع من أمثال شوندا ريمز، وجيسيكا ألبا، وشير، وسبايك لي، وفيولا ديفيس، وإيمي شومر، وكيري واشنطن، وليندا كارتر، الذين نشروا صورتها أمام لوحة جدارية "المرأة المعجزة"، في إشارة على الأرجح إلى ما ستكون عليه مسيرتها التاريخية كأول امرأة من البشرة السمراء، وأول أمريكية آسيوية، تقود انتخابات حزب كبير في أمريكا.
وأيد جورج كلوني، الذي دعا بصوت عالٍ إلى خروج بايدن، هاريس، وقال لـ CNN إنه "متحمس لبذل كل ما في وسعنا لدعم نائبة الرئيس هاريس في سعيها التاريخي".
ويبدو أن هاريس تحظى أيضًا بدعم واحدة من أكبر النجوم في العالم: بيونسيه، التي حسبما أفادت CNN حصريًا، منحت هاريس الإذن باستخدام نشيدها "الحرية" كأغنية للحملة، على الرغم من أنها لم تقدم تأييدًا رسميًا لها.
وقال خبير استراتيجي سياسي يعمل مع نجوم الصف الأول في موسم الانتخابات لشبكة CNN: "لقد عدنا إلى ما كنا عليه من قبل، وهذا أمر قوي.. كان من العدل أن نقول إن هذا العنصر القوي للغاية المتمثل في تأييد المشاهير في الدورة السياسية كان على الهامش، لكنهم جميعًا ارتدوا قمصانهم ومستعدون للمضي قدمًا"، وأضاف: "أنهم يحبون الرئيس ويكنون له الكثير من الاحترام، ولكن من الواضح أن هناك طاقة مختلفة".
وقالت لورا برونشتاين، المتحدثة باسم حملة هاريس، لـ CNN: "إننا نشهد حماسًا غير مسبوق لنائب الرئيس في كل ركن من أركان بلادنا، لقد كانت صوتًا رائدًا في القضايا التي تهم جميع الأمريكيين حقًا، بما في ذلك الحاجة إلى استعادة حقوقنا الإنجابية، وحماية النقابات، ومعالجة تغير المناخ. ومن المشجع أن رسالتها يتردد صداها في هوليوود، وفي جميع أنحاء البلاد".
"سنقوم بعمل أفضل بكثير من هولك هوجان"
وفي حين خطط المؤتمر الوطني الديمقراطي الشهر المقبل لا تزال في مراحلها الأولى، وفقًا لمصدر مقرب من حملة هاريس، قال العديد من مسؤولي الدعاية، والوكلاء في هوليوود لـ CNN إن المؤتمر الوطني الديمقراطي سيكون مليئًا بالنجوم.
وقال مسؤول تنفيذي في مجال الدعاية عن اللجنة الوطنية الديمقراطية مع وجود بايدن: "لم يكن أحد سيذهب، لكن الآن؟ "ستبدو اللوحة الإعلانية في المؤتمر أكثر قوة من مجتمع الفنانين الآن.. سنفعل أفضل بكثير من هالك هوجان."
وكان هوجان أحد مؤيدي ترامب القلائل في هوليوود الذين حضروا المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الأسبوع الماضي لتأييد الرئيس السابق، إلى جانب رئيس UFC دانا وايت، الموديل أمبر روز، نجمة الواقع سافانا كريسلي، وكيد روك، الذي أحيا حفلاً في الليلة الأخيرة من المؤتمر، ونجم موسيقى الكانتري جيسون ألدين، الذي جلس إلى جانب ترامب في مقصورة كبار الشخصيات في اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري.
وإذا كان تأييد المشاهير مقياسًا للفوز بالسباق، فإن هاريس ستفوز بأغلبية ساحقة، لكن ترامب، الذي تفوقت أرقام استطلاعاته على بايدن في العديد من الولايات المتأرجحة، مما أدى جزئيًا إلى انسحاب بايدن، لم يكن محبوبًا على الإطلاق في هوليوود، وقد استخدم ذلك لصالحه، فعلى الرغم من أن ترامب ملياردير ونجم واقع سابق، إلا أن جزءًا من جاذبيته للعديد من الناخبين هو انتقاد المشاهير الأثرياء، على حد قوله، لكونهم بعيدين عن الواقع.
ومع تغير طبيعة تأثير المشاهير، يبقى أن نرى ما إذا كانت قوة النجوم ستحرك الإبرة في هذه الدورة الانتخابية، علمًا بأن ذلك لم يحدث في عام 2016، عندما تغلب ترامب على هيلاري كلينتون.
وربما تكون أهم مجموعة من الناخبين التي يجب استهدافها هذا العام هي الشباب الأمريكيين، الذين لا يهتمون كثيرًا بنجوم هوليود، مثل جورج كلوني (في سن 81 عامًا). وكافح بايدن لحشد دعم الجيل Z، لكن هاريس جذبت انتباه جيل تيك توك بسرعة.
ومن غير الواضح ما إذا كان الانبهار بهاريس على تيك توك سيترجم إلى ظهور الناخبين لأول مرة في صناديق الاقتراع، لكن حتى الآن، يُعد الدعم الذي تقدمه Young Hollywood واعدًا، حيث قام بعض النجوم الأكثر تأثيرًا على هذا الكوكب، بما في ذلك أريانا غراندي، وديمي لوفاتو، بنشر صور لهاريس إلى جانب رابط لتشجيع مئات الملايين من متابعيهم على التسجيل للتصويت، ولم تقل لوفاتو، التي غنت في حفل تنصيب بايدن عام 2021، أي شيء عنه في هذه الدورة، ولكن سرعان ما عبرت المغنية عن تأييدها لهاريس على إنستغرام.
هوليوود تستعد لسباق صعب أمامها
وفي أول 24 ساعة بعد انسحاب بايدن، حطمت هاريس الأرقام القياسية لجمع التبرعات، حيث جمعت 81 مليون دولار في يوم واحد، وفقًا لحملتها.
لكن المال، وتيك توك ليسا أصواتًا، وحتى مع الدعم الساحق من قادة الحزب الديمقراطي والمنظمات الشعبية وهوليوود، أقر كل فرد تحدث مع CNN بأن السباق ضد ترامب لن يكون سهلا.
وقال خبير استراتيجي ديمقراطي: "يدرك الجميع أن هذه ستكون معركة حقيقية، ولكن حتى لو خسرت كامالا – وهو احتمال واضح – فسوف يساعد ذلك مرشحينا الذين حصلوا على أصوات أقل، سيكون هناك حماس متزايد لمجلسي النواب والشيوخ بسبب كامالا".
كان هذا الحماس واضحًا، الأحد، بعد ساعات فقط من تنحي بايدن وتأييده لهاريس عندما نظمت مجموعة Win With Black Women مكالمة مرتجلة جمعت ما يقرب من 45000 امرأة من ذوات البشرة السمراء، وجمعت 1.5 مليون دولار في 3 ساعات.
وقالت قالت بيفي سميث، التي حضرت المكالمة: "النساء ذوات البشرة السمراء في مجال الترفيه، وفي وسائل الإعلام، وفي مجال التكنولوجيا سوف يخرجن كما لم يحدث من قبل"، وأضافت: "النساء ذوات البشرة السمراء حولن جورجيا إلى اللون الأزرق، الآن، بعد أن أصبح لدينا ممثلة خاصة بنا، لدينا مهمة واحدة لنقوم بها، وهي انتخاب كامالا هاريس".
ويعتقد الاستراتيجيون السياسيون الذين تحدثوا إلى CNN أن الحملة ستقوم بتسويق هاريس من خلال التركيز على اختلافاتها الصارخة عن ترامب، بدلاً من الاعتماد على الطبيعة التاريخية لخوضها الانتخابات، باعتبارها امرأة ملونة يمكنها كسر الحواجز.
وقال أحد الاستراتيجيين: "الناس متحمسون جدًا لرؤيتها هناك، ويحبون رواية المدعي العام ضد المجرم".