دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كلنا نذكر علا عبد الصبور، التي كانت تبحث قبل نحو 14 عاما عن الزواج والاستقرار وتكوين عائلة، من خلال مسلسل "عايزة اتجوز"، الذي قدم في حلقاته نماذج متعددة لأزواج محتملين، ولتصرفات متعددة مرتبطة بالزواج والخطبة وتكوين أسرة.
علا عادت منذ عامين بشكل جديد ومختلف، وكانت تبحث حينها عن أمر آخر، فبعد أن اختار زوجها الانفصال عنها، بدأت هي رحلة البحث عن نفسها وذاتها، فشهدنا سعيها لإطلاق شركتها الخاصة، ومحاولتها البحث عن فرصة جديدة في الحب.
والآن، تعود علا عبد الصبور للمرة الثالثة في جزء ثان من مسلسل "البحث عن علا"، الذي يعرض على منصة نتفليكس، فعن تبحث هذه المرة؟
تقول غادة عبد العال، كاتبة المسلسل إلى جانب مجموعة من الكتاب والكاتبات، وهي مؤلفة المسلسل الأساسي الذي عرض عام 2010: "هذا الجزء لا يقدم فقط رحلة علا، وإنما رحلة جميع من حولها، والذين يسعون لتحقيق خيارات مختلفة في حيواتهم، فكل واحد منهم يرغب في البحث عن إجابات من وجهة نظرهم. علا على سبيل المثال تبحث عن هذا التوازن ما بين العمل والعائلة، وللأسف النساء في مجتمعاتنا دائما ما يضطررن إلى التركيز على أمر واحد بين البيت والعمل لأن هذا هو الخيار الوحيد أمامهن. ولكن في هذا المسلسل، حاولنا استكشاف إمكانية أن تجمع علا ما بين كل هذه الأمور: العمل، العائلة والحب".
وتضيف غادة: "في هذا الجزء، تخوض كل الشخصيات رحلات جديدة. لكن ما يميز علا في هذا الجزء أنها تعرف ما تريد، وحياتها ليست بتلك الفوضى التي لربما كانت عليها سابقا. كما أن وجود شخص واحد في حياتها، وهو كريم، ساعد في أن يكون هناك تركيز على تطوير هذه العلاقة في حياتها".
ولعل أكثر الجوانب لفتا للانتباه في هذا الجزء هو الحضور القوي والواضح للجيل الأصغر، أو ما يعرف بـGenZ، والذي ساهم وجود تنوع كبير في غرفة الكتابة للمسلسل في تقديمه بهذا الشكل العادل، فهو جيل يتحدث عن فيديوهات تيكتوك، وتدخل الإنجليزية في الكثير من مفرداته، ولا يخجل من التعبير عن رأيه، والحديث في موضوعات مسكوت عنها في الماضي.
تقول غادة: "فريق الكتابة في المسلسل متنوع جدا، ولكل منا تجربته الخاصة مع هذا الجيل، فهشام حمزة على سبيل المثال لديه أربع أبناء، وزيزيت لديها ولدان، أما هنا محمود فهي صغيرة ولم تتزوج، وسيف أيضا لم يتزوج، وأنا أيضا لم أتزوج ولكن لدي أبناء، فكل ما نكتبه هو يستند على تجارب وأمور وقعت معنا في منازلنا ومع عائلاتنا".
هذا الجزء شهد عودة شخصيات من المسلسل الأساسي، كشخصية حازم، شقيق علا، وهي الشخصية التي أضافت على المسلسل جانبا مختلفا وجدلياً في نفس الوقت، فحازم يعود ليعيش مع علا وأبنائها ووالدته، بعقلية قد تكون قديمة وتقليدية، وبالتالي نشهد الصراع بين الأجيال في إثبات من الأقوى ومن الأقدر على التعبير عن رأيه.
وحول هذا القرار تقول غادة: "في الجزء السابق، القصة كانت تدور حول علا وقدرتها على اتخاذ القرارات من دون أن تستند إلى أب أو أخ، ولهذا شعرنا أن وجود حازم لن يكون ذي فائدة، ولكن في هذا الجزء، لأننا نتناول موضوع التربية والعلاقات بشكل كبير، شعرنا أن وجوده مهم، خصوصا وأن طريقة علا في تربية أولادها تطورت، بخلاف ما تربى عليه حازم، الذي يعتبر تقليديا".
وعن أي انتقادات يمكن أن تواجه المسلسل حول ما يعرف بـ "الانسلاخ عن الواقع"، وعدم تصويره لما يجري على الأرض بصورة حقيقية تقول غادة: "لكل منا واقعه في النهاية، وأنا لا أتفق مع فكرة أن هذا المسلسل منسلخ عن الواقع، فهو يتناول كثيرا من الموضوعات في حياتنا، مثل التربية الحديثة، وعلاقة الأهل وأبنائهم، وارتباط الأبناء الوثيق بالتكنولوجيا والسوشال ميديا، إضافة إلى تناول موضوعات مهمة ولا يتم نقاشها عادة مثل الطلاق بين الأهل، والعلاقة الطيبة بين الطليقين، فحتى لو لم تكن هذه النماذج موجودة في واقع أي منا، هذا لا يعني على الإطلاق أنها غير موجودة أبدا".
وفي هذا الجزء، لم تكن هند صبري الممثلة الرئيسة في العمل وإنما لعبت دورا كبيرا فيما يعرف بـShowrunner، أو الشخص المسؤول عن الإشراف على كل ما يتعلق بالمسلسل والتأكد أن عمليات الإنتاج والتصوير وما بعد الإنتاج تتم على أكمل وجه. وحول هذه المشاركة تقول غادة: "كانت لهند أدوار متعددة، منها أيضا إشرافها على غرفة الكتابة، وملاحظاتها على النص والنابعة من كونها زوجة وأم لبنتين".
المسلسل المكون من ست حلقات، من إخراج هادي الباجوري، ويشارك في التمثيل ظافر عابدين، وسون بدر، وهاني عادل، وندى موسى، ومحمود الليثي.