هل السعادة "مفيدة" لجنسيات معينة أكثر من أخرى؟

علوم وصحة
نشر
4 دقائق قراءة
هل السعادة "مفيدة" لجنسيات معينة أكثر من أخرى؟
Credit: Fred Morley/Fox Photos/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تركّز الثقافة العامة في الولايات المتحدة على النظرة الإيجابية والشعور بها، ويتم الترويج على أهميتها في الإعلام والإعلانات والأفلام وغيرها. 

وعلى سبيل المثال، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مؤخراً مقالة ذكرت فيها أن "الدراسات قد أوضحت رابطاً غير قابل للشك بين التمتع بنظرة إيجابية والفوائد على الصحة، مثل خفض ضغط الدم، وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والسيطرة على الوزن، وجعل مستويات السكر في الدم صحية أكثر." 

وهذه واحدة من مئات أو حتى آلاف القصص التي تتحدث عن ارتباط التفاؤل بالحياة الطويلة. 

قد يهمك أيضاً: خبراء: تحرك كل 30 دقيقة حتى لا تخسر حياتك

لكن، الأمور قد لا تكون بهذه البساطة. وعلى سبيل المثال، في عام 2016، فشلت دراسة شملت 700 ألف سيدة بريطانية في إيجاد رابط ما بين السعادة والعمر الطويل. ما يرفع تساؤلات عما إذا كان السبب هو اختلاف تأثير السعادة مع اختلاف الثقافات. فهل هذا يعني أن البريطانيين أكثر تحملاً لفكرة التعايش مع الكآبة؟

وأظهرت دراسة حديثة أن تفاوت نظرة الثقافات المختلفة تجاه السعادة كحالة الذهنية قادر على تخفيف وقعها على الفرد. 

وتنص الدراسة التي نشرت في مجلة "Psychological Science" أن السعادة مثلاً ارتبطت بتحسين صحة الأمريكيين، لكن لم يكن لها تأثير شبيه لدى اليابانيين على سبيل المثال. 

وشملت الدراسة أكثر من ألف شخص أمريكي وأكثر من 370 شخصا يابانيا. وبلّغ المشاركون عن تكرار شعورهم بعشر مشاعر إيجابية مختلفة في ثلاثين يوماً، إلى جانب إخضاعهم لتحاليل دم لقياس مستويات الدهون في الدم، والتي تعتبر مؤشراً يدل على صحة القلب. 

وبعد وضع بعض المتغيرات في الحسبان، مثل السن والجنس والوضع الاجتماعي والتاريخ الصحي لكل شخص شارك في الدراسة، برز أختلاف واضح بين المجموعتين، فالأمريكيون البالغون الذين يعيشون مستويات عالية من المشاعر الإيجابية، مثل الشعور بالبهجة أو السعادة القصوى، كانوا أكثر عرضة لأن يتمتعوا بمستويات صحية للدهون في الدم، لكن هذه لم تكن النتيجة لدى اليابانيين البالغين. 

قد يهمك أيضاً: ما يجب أن تعرفه عن الهواء في قطارات الأنفاق

وبحسب الكاتبة الرئيسية للبحث، جياه يو، تدل هذه النتائج على أن آثار المشاعر الإيجابية على الصحة قد لا تكون بالكامل ناتجة عن الشعور بالمشاعر الإيجابية فحسب، بل لأنها أيضاً قد تشكّلت في سياق الثقافة الأمريكية.

وتشير يو قائلة: "في الثقافات الأمريكية، يُنظر إلى عيش مشاعر إيجابية كأمر مرغوب، وتحثّ عليه عن طريق التفاعل مع المجتمع... لكن في الثقافات الشرق آسيوية، ينظر الناس عادة إلى المشاعر الإيجابية على أنها ذات جانب مظلم، فهي سريعة الزوال، وقد تجلب اهتماماً غير محبّذ من الآخرين، وقد تلهي عن التركيز عن الأمور المهمة." 

وظهرت نتائج مشابهة لدراسة سابقة أجرتها جامعة "ستانفورد" الأمريكية، قارنت فيها ما بين الصينيين والأمريكيين، ما قد يعني أن الإيجابة قد تفيد شخصاً لأنه يؤمن بأن الإيجابية تفيد الصحة، ليس إلّا. 

ومن جهة ثانية، اختبار كافة المشاعر الإيجابية أو السلبية أمر صحي، بحسب ما أوضحت دراسة سابقة على أن لتقبّل المشاعر السلبية فوائد. وبحسب يو، من الممكن أن تتحسن صحة الأمريكيين البدنية والنفسية إذا تعودوا على النظر إلى المشاعر السلبية بتقبّل أكبر.