ملاحظة المحرر: راند بول هو سيناتور أمريكي من كينتاكي، وهو عضو بلجنة العلاقات الخارجية والأمن القومي والشؤون الحكومية التابعة لمجلس الشيوخ، الآراء الواردة في هذا المقال تعكس وجهة نظره ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر لـ CNN.
اتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- خلال ما يزيد من أسبوعين فقط، وخلال احتفال بأوهايو، كرر الرئيس ترامب اعتقاده طويل الأمد بوجوب خروج الولايات المتحدة من الحرب الأهلية السورية، وأنها لا تعتبر من مصلحتنا الوطنية، وأنه يجب علينا أن نعيد قواتنا إلى الوطن "حيث تنتمي"، وفقاً لتصريحاته الواضحة.
هذا لم يكن مفاجئاً، بالاخص مع وجود تصريحات مسجّلة من الرئيس خلال السنوات السابقة بالإطار ذاته، بالإضافة إلى منحه النصيحة ذاتها للرئيس السابق باراك اوباما.
اتفقتُ مع الرئيس ترامب عام 2013، واتفقتُ معه قبل أسبوعين، وفي الواقع، قدتُ المعركة عام 2013 لإيقاف الرئيس أوباما من إدخالنا أكثر بسوريا، وواصلتُ القول منذ ذلك الوقت، إننا لا نملك مهمة هناك.
لكن، الأسبوع الماضي، أدخلنا أنفسنا بشكل أعمق، بقصف عدة أهداف ضد حكومة سوريا، ولم يكن هناك تصريح بالضربات الجوية من الكونغرس، أو أي تصريح للتدخل بالحرب الأهلية، أو آخر بتحقيق مهمة عسكرية طويلة الأمد، وهذه الحقائق تثبت صحتها بتزايد في سياستنا الخارجية حول العالم، وهو امر يجب علينا جميعاً أن نوليه المزيد من الاهتمام.
ترامب يدافع عن تغريدة "المهمّة أُنجزت" حول الغارة ضد سوريا
في ليبيا، قام الرئيس أوباما بقصف جانب الثوار الذين أرادوا التخلص من ديكتاتور، وقام بفعل ذلك دون موافقة من الكونغرس ودون مهمة عسكرية واضحة، ليبيا الآن في فوضى، بالوعة من التشدد والإسلام المتطرّف.
في افغانستان، توجهنا بعد 11 أيلول/سبتمبر في مهمة دعمتُها شخصياً، لكن تلك المهمة انتهت قبل عقد، ولا زلنا هناك، المرشح لتسلم وزارة الخارجية مايك بومبيو، في تصريحات لي الأسبوع الماضي، كرّر بأن الإدارة لا "ترى حلاً عسكرياً للحرب في أفغانستان،" فبدلاً من تكرار تعليقات الرئيس السابقة بأن "القوة العسكرية وحدها لن تجلب السلام لأفغانستان،" بل يجب استخدامها للمساعدة بجلب حل سياسي، لكن موافقتنا على الوجود هناك قد انتهت صلاحيته، بل بلغ عمرها ما يماثل أعمار الشباب والشابات الذين أرسلوا هناك.
سياستنا الخارجية تعمّها الفوضى وتحتاج لأن تكون اذكى وأفضل، وبسرعة.
إحدى الأمور التي أفضّلها لدى الرئيس ترامب عند ترشحه للرئاسة بأنه عبّر بوضوح عن سياسة خارجية مغايرة، عارض حرب العراق وعارض التدخل في ليبيا وسوريا وأراد العودة للوطن من أفغانستان.
لكن وخلال عام فقط، يعيّن الآن مستشارين للسياسات الخارجية يتسمون بقصر النظر، ممن يرفضون التعلم من دروس قدمتها هذه الحروب ومن تاريخنا الحديث، جون بولتون ومايك بومبيو ليسا المستشارين الضروريين لرئيس يحتاج حروباً أقل.
الرئيس ترامب ينصت أكثر من اللزوم لمستنقع السياسة الخارجية الذي حارب ضده، سياستنا التي تتسم بضراوتها وعدم تحفّظها، والحروب خلال ما مضى من 17 عام جلبت لنا مديونية بتريليونات الدولارات وأشعرتنا بأنّا أقل أماناً، نحتاج لإعادة التعمير هنا، وليس هناك، نحتاج لإعادة تعمير جيشنا، وأن لا نفرط باستخدامها بحراسة العالم وتأسيس الدول.
ماي تدافع عن مشاركة بريطانيا بالضربة الجوية ضد سوريا أمام البرلمان البريطاني.. فماذا قالت؟
الرئيس ترامب أدرك هذا عند ترشحه للرئاسة، وأدرك ذلك أيضاً قبل أسبوعين عندما أرشد فريقه للسياسة الخارجية بالخروج من سوريا، لكنه استمع أيضاً لنائح رديئة من الأشخاص ذاتهم الذين خلقوا العديد من أسس الفوضى بالمقام الأول.
سيدي الرئيس، ثق بحدسك، تصرف بما تدرك صحته، حرب أفغانستان يجب أن تنتهي، قواتنا عليها المغادرة، الحرب الأهلية السورية لم يكن من المفرتض أن تكون نزاعنا، لننهِ تدخلنا.
يمكننا وعلينا محاربة الإرهاب عندما يدير بوجهه الشنيع، لكن يمكننا أن نقوم بذلك بأسلوب أذكى وأقرب للدستورية، ويمكن للرئيس ترامب قيادة دولتنا بمسار جديد، بالشكل الذي يبدو وأنه يرغب بحصوله، لكن سيتوجب عليه التوقف عن الإنصات لأشخصا تسببوا بالعديد من المشاكل وبالكثير من الموت والدمار خلال الأعوام الـ 17 الماضية إن أراد تحقيق أهدافه لواقع ملموس.