رأي.. کاملیا انتخابی فرد تكتب لـCNN: إيران أم إسرائيل.. أيهما عدو المنطقة؟

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

كثيراً ما كان دونالد ترامب يردد خلال حملة الانتخابات الرئاسية أن "الاتفاق الإيراني اتفاق سيء" ومع ذلك، عندما أصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، لم ينسحب من الاتفاق النووي مع إيران على الفور. في الواقع، استغرق الأمر حوالي عام قبل أن يقرر ترامب الانسحاب رسميا من الاتفاق، لكنه كان يطلق تحذيرات كل 3 أشهر إلى طهران ويحدد لها موعدا لتنفيذ مطالبه وإلا فإنه سينسحب من الاتفاق.

وفي هذه الأثناء، أصبح العيش بأسعار معقولة أكثر صعوبة بالنسبة للإيرانيين العاديين، وأصبح غضبهم وإحباطهم باتجاه النظام الحاكم يتزايد مع ارتفاع نفقاتهم يوماً بعد يوم. الرئيس ترامب وإدارته يخبرون الإيرانيين العاديين بنشاط في وسائل الإعلام الاجتماعية كيف أنفقت حكومتهم أموالهم في النزاعات الإقليمية لدعم الميليشيات الخاصة.

02:42
كيف ستؤثر العقوبات الأمريكية فعلاً على إيران؟

إيران هي واحدة من أقدم حضارات في هذه المنطقة وهي مؤثرة وقوية تاريخياً، وهي دون شك تريد أن تكون اللاعب الرئيسي في المنطقة. لكن المشكلة هي أن النظام لا يزال يتصرف مثل طائر غاضب منذ ثورة 1979 ولا يمكنه أن يتصرف بشكل عصري وحضاري لتلبية المطالب الإقليمية أو حتى متطلبات مواطنيه. لذلك يجب أن يكون هناك سبب في أن يركز الرئيس ترامب وإدارته على الأنشطة الإقليمية الإيرانية. العقوبات، كما قالت إدارة ترامب، تهدف لخفض الموارد المالية التي يمكن أن ينفقها النظام لدعم نشاطاته في المنطقة.

وبسبب الغضب الذي تشعر به غالبية الشعوب العربية في المنطقة تجاه النظام الحاكم في إيران، لم يتعاطف الكثيرون مع الشعب الإيراني في مواجهة العقوبات القاسية التي فرضتها الولايات المتحدة على طهران مؤخراً.

ولعل من المدهش أن هناك موجة تجتاح المنطقة العربية حالياً تعتبر الجمهورية الإسلامية أكبر عدو للدول العربية المسلمة في المنطقة. منذ وقت ليس ببعيد، كانت إسرائيل العدو الرئيسي للدول العربية، ولكن في الآونة الأخيرة، عندما قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة سلطنة عمان، لم يُصدم أحد ولم تعبر أي جهة معارضتها لهذه الزيارة المفاجئة.

قد يهمك أيضا: لأول مرة منذ 1996.. لقاء نتنياهو والسلطان قابوس في مسقط

ولكن في المقابل، أحرق متظاهرون عراقيون القنصلية الإيرانية في البصرة بسبب نقص المياه والطاقة وألقوا باللوم على إيران على الأخطاء والمشاكل التي يعاني منها العراق.

ربما يكون هذا التحول في الرأي العام تجاه الجمهورية الإسلامية في المنطقة أكثر خطورة على طهران من عقوبات ترامب.

هدف ترامب الرئيسي هو تسوية الملف الطويل الأمد للصراعات الفلسطينية - الإسرائيلية خلال فترة رئاسته. الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما اتبع سياسة مختلفة لحل هذه القضية الشرق أوسطية الرئيسية دون جدوى. خطة سلام ترامب قد لا تناسب الفلسطينيين، وهم تجاهلوها ولم يعطوها أي فرصة. لكن الرئيس الأمريكي يحتاج أولاً أن يقلّص النفوذ الإيراني في المنطقة قبل أن يتمكن من الدخول في مبادرات السلام الإقليمية.

كذلك.. مسؤول إيراني عن زيارة نتنياهو لعُمان: بعيدة عن حكمة السلطان قابوس

من الواضح أنه طالما أن الإيرانيين يستطيعون تشكيل تهديد لإسرائيل عن طريق ميليشياتهم بالقرب من الحدود الإسرائيلية، فإن هدف إدارة ترامب لا يمكن تحقيقه. إسرائيل تحتاج إلى صنع السلام مع الفلسطينيين وتطبيع علاقاتها مع دول المنطقة، لكن هذا لا يمكن أن يكون ممكناً طالما أن طهران تقدم الدعم لهذه المليشيات.

سيكون للعقوبات الأمريكية تأثير مروع على الإيرانيين العاديين، لكن يصعب القول ما إذا كان هدف الرئيس ترامب يمكن أن يتحقق في المدى القصير؛ سواء كان يهدف في الواقع إلى تغيير النظام الإيراني أم تغيير سلوكه فقط.