دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- حذر الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، من دخول البلاد في حالة من الفراغ السياسي بعد استقالة حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري، معتبرًا أن هناك جهات تدفع في طريق الاقتتال الداخلي في لبنان.
وقال نصرالله، على هامش تأبين رجل الدين الشيعي والمؤرخ جعفر مرتضى العاملي، الجمعة: "إذا طالت مرحلة تصريف الأعمال يعني أننا دخلنا بالفراغ، ما يعني أن كل المطالب ستضيع، لذا مسؤولية اللبنانيين أن يدفعوا باتجاه تشكيل حكومة جديدة بأقرب وقت ممكن".
وأضاف نصرالله أنه "يجب أن تكون أولى مهام الحكومة الجديدة استعادة الثقة من خلال الوضوح والشفافية والجدية والعمل الدؤوب".
وتابع نصرالله: "لم تكن هناك حكومة في تاريخ لبنان هي حكومة حزب الله، ولكن الهدف من إطلاق هذه التسمية هي لجلب استعداء الخارج عليها ولتحميلنا مسؤولية الفشل أو الفساد".
وقال الأمين العام لحزب الله إن الحزب "أخذ على عاتقه مسؤولية منع انهيار البلد، وطبعا ليس لوحدنا، بل بفضل تعاون كثيرين في البلد والحراك.. همنا في الفترة الماضية كان عدم إسقاط البلد بالفراغ والفوضى، خصوصًا أمام من أراد ركوب الموجة".
وأكد نصرالله أن رفضه "إسقاط الحكومة ليس لأنها حكومة حزب الله، نحن لسنا قلقين على أنفسنا أو على المقاومة لأننا أقوياء جدًا جدًا"، مُعتبرًا أن "حزب الله لم يتصرف بأي ورقة قوة من أوراقه، نحن إذا أبدينا خشية أو قلق إنما أبديناها على بلدنا".
ورأى نصرالله أن الحديث عن مشاركة مليون شخص في الاحتجاجات الدائرة في لبنان غير صحيح: "100 ألف و 200 ألف (متظاهر)، لكن الملايين كانوا في المنازل وأرادوا الذهاب إلى المدرسة والعمل"، حسب قوله.
ورفض الأمين العام لحزب الله اللبناني، توجيه المتظاهرين للسباب خلال الاحتجاجات، موضحًا: "البعض سيدعي أني أهدد، أنا أقول من يريد التعبير عن رأيه فهذا حق لكن يجب التنزه عن إهانة الناس والشتم وعدم التحريض عليه، أليس من يسب له أهل وأنصار يستفزون من جراء ذلك؟ أنا أقول أن هناك من أراد استدعاء الشارع المقابل للاقتتال الداخلي لأن الجميع لديه السلاح الفردي وكان المطلوب أن يحتدم هذا الشارع".
وقال حسن نصر الله: "من شتم هو مدان وأيضًا، كل من فتح الهواء لهذا الأمر، بل إن بعض الإعلام كان محرضًا على ذلك، وخصوصًا عندما يتركز الشتم والإهانة والتعرض للأعراض".
واعتبر أمين حزب الله أن "كل من يريد الفوضى والصدام بالشارع وبين القوى السياسية يجب أن نواجهه بالصبر، وأن لا نحقق له رغبته أيا كانت الضغوط النفسية".
وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول، قدم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته، استجابة لمطالب المتظاهرين، وتلى ذلك تكليف الرئيس اللبناني ميشال عون له بتولي قيادة حكومة تصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة، فيما تتواصل الاحتجاجات في البلاد للأسبوع الثاني على التوالي.