واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أرسلت أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر، الخميس، خطابا إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، يطالبونه بعدم تجاهل محاسبة السعودية على ما وصفوه بـ"دورها في صعود تنظيم القاعدة وهجمات 11 سبتمبر"، وسط انخراط إدارته مع المسؤولين السعوديين، بما في ذلك زيارته المحتملة للمملكة.
وذكرت أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر أنه "منذ توقيع بايدن لأمر تنفيذي في الخريف الماضي برفع السرية عن وثائق مرتبطة بهجمات، تم نشر آلاف الصفحات من الأدلة ضد السعودية بعدما ظلت محجوبة من قبل الحكومة الأمريكية على مدار سنوات، وأغلبيتها لم تكن متاحة للجنة الوطنية للتحقيق في الهجمات الإرهابية".
وقالت أسر ضحايا هجمات سبتمبر، في خطابها إلى بايدن: "نكتب لك اليوم عطفا على رسالتنا في 11 مارس 2022 بشأن جهودنا المستمرة لتحقيق العدالة في دور المملكة العربية السعودية في صعود القاعدة وهجمات 11 سبتمبر الإرهابية. تشير التقارير الإخبارية إلى أنه يجري بحث زيارة للمملكة الشهر المقبل، والتي قد تشمل لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. من الضروري أن تعطي الأولوية للمحاسبة عن أحداث 11 سبتمبر في أي محادثات بين أعضاء إدارتك والمسؤولين السعوديين بما في ذلك محادثاتك مع ولي العهد أو أي أعضاء آخرين من العائلة الملكية السعودية".
وأضاف الخطاب أن منظمة أسر ضحايا 11 سبتمبر "تشيد بالأمر التنفيذي التاريخي الذي وقعته ويطلب من وكالات الاستخبارات الأمريكية إجراء مراجعة رفع السرية عن آلاف من وثائق التحقيق المتعلقة بالدعم السعودي للقاعدة وهجمات 11 سبتمبر. وقد أدى ذلك إلى ظهور وثائق للرأي العام لأول مرة تكشف أن مسؤولين سعوديين وعملاء المخابرات السعودية كانوا على اتصال مع الخاطفين وقدموا الدعم المادي لهم".
وتابعت أسر ضحايا 11 سبتمبر بالقول: "علاوة على ذلك، أكدت وثائق الاستخبارات التي رُفعت عنها السرية نتيجة لأمركم التنفيذي أن الحكومة السعودية أنشأت منصة واسعة وسرية لوزارة الشؤون الإسلامية للعمل تحت غطاء رسمي وغير رسمي داخل الولايات المتحدة، ورجال دين الذين أرسلتهم الحكومة السعودية إلى الولايات المتحدة كجزء من هذه المبادرة غير القانونية كانت لديهم روابط واسعة ومباشرة بإرهابيين وجهاديين، مما يدل على تورطهم الأيديولوجي والعملي في حملة القاعدة لمهاجمة أمريكا".
واعتبرت أسر ضحايا 11 سبتمبر أن "الأدلة الجديدة تؤكد من جديد معتقداتنا الراسخة فيما يتعلق بالتورط العميق للسعودية في جرائم قتل أحبائنا، وتؤكد ضرورة عدم مكافأة المملكة وولي العهد بزيارة رئاسية تسمح لها بمواصلة الهروب من المسؤولية عن دورها في أفظع هجوم على بلادنا بالتاريخ، ويجب أن تكون المحاسبة هي حجر الزاوية في أي انخراط".
وقالت أسر ضحايا 11 سبتمبر لبايدن: "إذا حذفت ملف أحداث 11 سبتمبر من مناقشاتك مع القادة السعوديين، فإن ذلك سيكون بمثابة إشارة للعالم على أنك مستعد للانغماس في سنوات أخرى من التشويش والعرقلة السعودية، وأن أمريكا تعطي الأولوية لمصالح القوى الأجنبية والاقتصاد أكثر من حياة مواطنيها. لقد شاهدنا الرؤساء يتجنبون المحادثات الجادة المطلوبة مع المملكة لأكثر من 20 عامًا، وما زلنا نأمل أن تكون مختلفا".
وأضافت: "إن الإخفاق التاريخي في محاسبة المملكة على مساعدة وتحريض القاعدة وخاطفي الطائرات في 11 سبتمبر هي الخطيئة الأصلية في العلاقة الأمريكية السعودية ومصدر عداء الشعب الأمريكي لتلك الأمة".
وتابعت أسر ضحايا 11 سبتمبر بالقول إن "الشعب الأمريكي يعرف أن المملكة تتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية عن أحداث 11 سبتمبر وأن المذنبين السعوديين لم تتم محاسبتهم أبدا. ونظرة الأمريكيين للحكومة السعودية، على أنها بغيضة ورجعية، ازدادت بأفعال المملكة القاسية والمتهورة الأكثر حداثة، لكن أحداث 11 سبتمبر تلوح في الأفق فوقهم جميعًا".
وأكدت أسر ضحايا 11 سبتمبر أن "لا يمكن ولا يجب إعادة ضبط العلاقات مع السعودية دون تسوية مناسبة لملف هجمات 11 سبتمبر". وطالبت الأسر الرئيس الأمريكي "بالوقوف حيث لم يقف أي رئيس آخر منذ 11 سبتمبر 2001، مع مجتمع 11 سبتمبر في سعينا لتحقيق تلك العدالة، وإعطاء الأولوية لمناقشة كاملة وشاملة حول إنكار السعوديين المستمر لتورطهم في الهجمات".