"شريان حياة" خلال جائحة "كوفيد-19".. كيف يمكن للتكنولوجيا السحابية إحداث "ثورة" في دول الخليج؟

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "شريان حياة" هكذا اعتُبرت التكنولوجيا السحابية للحكومات خلال جائحة "كوفيد-19"، سواءً عند تقديم الخدمات الطارئة، أو تطبيق التدريس عن بُعد، بحسب ما ذكره الموقع الرسمي للمنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) عبر الإنترنت.

ورغم أنّ اللجوء إلى التكنولجيا السحابية كان نتيجة حالة طارئة أثّرت على العالم، وفقًا لما أوضحه المنتدى الاقتصادي العالمي، إلا أنّ هذا القطاع  لديه القدرة على إحداث تغيير دائم وإيجابي يذهب لمدى أبعد من الكوارث والأزمات.

ويعتقد الخبراء أن دول مجلس التعاون الخليجي، تُعد من الوجهات الجاذبة للاستثمارات من شركات التكنولوجيا السحابية العالمية.

تبنّي الحلول السحابية بشكلٍ متزايد

كانت "شريان الحياة" خلال الجائحة.. ما فرص وتحديات التكنولوجيا السحابية في الشرق الأوسط؟
تجذب دول الخليج شركات الخدمات السحابية العالمية.Credit: Patrick Lux / Stringer

وتستثمر دول مجلس التعاون الخليجي بنشاط في التكنولوجيا السحابية ومبادرات التحول الرقمي لتنويع الاقتصاد، وتعزيز الخدمات الحكومية، وتحسين العمليات التجارية.

ويتجسّد دعم المنطقة لهذا القطاع التكنولوجي في مبادرات مثل إطلاق دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية "سياسة السحابة أولاً" لتشجيع الجهات الحكومية على استخدام الخدمات السحابية، بحسب ما ذكره الأستاذ المشارك في علوم وهندسة الحاسوب بالجامعة الأمريكية في إمارة الشارقة بدولة الإمارات، الدكتور رأفت أبو ركبة، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.

ولكن الدعم لا يأتي من الجهات الحكومية فقط، إذ أصبح القطاع الخاص في دول مجلس التعاون الخليجي أيضًا يتبنى وبشكلٍ متزايد الحلول السحابية لأهداف مختلفة، بما في ذلك تخزين البيانات، وتطبيقها على النطاق التجاري، وغيرها.

وأشار أبو ركبة، إلى أنّ "الحوسبة السحابية توفّر العديد من الفوائد التي يمكن أن تعزّز الكفاءة، وتقلّل من التكاليف، وتحسن الأمن، وتعزّز الابتكار عبر مختلف الصناعات والقطاعات".

وأشار أبو ركبة إلى أنه عندما يأتي الأمر إلى العوامل المؤثرة لتطوّر هذه التكنولوجيا في المنطقة، فإنها تتضمن الاستثمار في البنى التحتية المادية والرقمية، ما مهّد الطريق لتطوير المدن الذكية، ومشاريع التحضر، وشبكات النقل المدعومة بالبنى التحتية الرقمية، مثل الإنترنت عالي السرعة، ومراكز البيانات.

صيحة جديدة

كانت "شريان الحياة" خلال الجائحة.. ما فرص وتحديات التكنولوجيا السحابية في الشرق الأوسط؟
تُعد إدارة البيانات وأمنها من بعض المخاوف المتعلقة بالتكنولوجيا السحابية.Credit: Kevin Frayer / Stringer

وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، أوضح رئيس "هواوي كلاود" في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، فرانك داي، أنّه وفقًا لما ذكرته بيانات شركة "جارتنر" في عام 2022، فإنه من المتوقّع أن ينمو الإنفاق العالمي على الخدمات السحابيّة العامّة بنسبة تتجاوز 20% سنويًا، ليعادل 495 مليار دولار.

وتجذب دول الخليج شركات الخدمات السحابية العالمية لتسريع توزيع مراكز البيانات.

كما أوضح داي، أنّه بحسب تقرير "نمو السحابة ومراكز البيانات في الشرق الأوسط" الصادر عن شركة "Research And Markets"، بدأت دول مجلس التعاون الستة من دون استثناء باستخدام الخدمات السحابية باعتبارها صيحة جديدة في مجال التنمية الاقتصادية.

وقام العديد من موردي الخدمات السحابية بتوزيع مراكز البيانات بأعدادٍ كبيرة، مع شغلها 130 ألف متر مربع تقريبًا بحلول نهاية عام 2020.

وسيستمر عددها في النمو بمعدل 25% على مدى الأعوام الأربعة المقبلة.

ومن بين هذه الدول، تَعتَبر "هواوي" المملكة العربية السعودية منطقتها السحابية (cloud region) الأساسية لخدمة الشرق الأوسط، وآسيا الوسطى، وشمال إفريقيا.

وتهدف "هواوي" للارتقاء بالقطاع من مختلف النواحي، إذ أنّها أطلقت خلال قمة "هواوي كلاود السعودية" لعام 2023 على سبيل المثال "نموذج بانغو 3.0"، وشبّهته الشركة عبر موقعها الرسمي بـ"مساعِد ذكي" يساهم في تحقيق الإنتاجيّة والكفاءة.

ورغم أنّ التقنيات السحابية "مغيّرة لقواعد اللعبة في مجال الأعمال التجارية"، وفقًا لما أوضحه داي، إلا أنّها تواجه عددًا من التحديات، إذ قال: "أعتقد أنّ إدارة البيانات وأمنها هي من بعض المخاوف المتعلقة بالتكنولوجيا السحابية التي لا تزال هناك حاجة إلى معالجتها".

ويوافق أبو ركبة على ذلك، إذ أوضح: "تهتم المنظمات بحماية البيانات الحساسة المخزنة في السحابة، وهناك حاجة لاتخاذ تدابير قوية في مجال الأمن السيبراني، والالتزام بالمعايير الدولية".