القاهرة، مصر (CNN) -- أثرت الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وفصائل فلسطينية، منذ السبت الماضي، على إمدادات الغاز الإسرائيلي المصدر لمصر، إذ قررت شركة "شيفرون" الأمريكية، تحويل توجيه شحنات الغاز الطبيعي المنتج من حقل "ليفياثان" الإسرائيلي إلى مصر عبر خط الغاز العربي بدلا من خط أنابيب غاز شرق المتوسط، كما أوقفت الإنتاج بحقل "تمارا" بناء على طلب من السلطات الإسرائيلية.
وأكد خبير ومسؤول سابق عدم انقطاع الغاز المورد لمصر بـ"شكل كامل"، وكذلك عدم تأثر السوق المحلي بانخفاض الإنتاج، وقال إنه قد يتم تعويضه في وقت لاحق.
وتستورد مصر الغاز الإسرائيلي لتسييله بمحطات الإسالة على البحر المتوسط لتصديره لأوروبا، وسجلت القاهرة رقم قياسي في حجم صادرات الغاز بلغ 8 ملايين طن بقيمة 8.3 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 7 ملايين طن بقيمة 3.5 مليار دولار خلال عام 2021، بنسبة زيادة سنوية 171% بقيمة صادرات الغاز، وفقا لبيانات حكومية.
وقال مصدر بقطاع البترول، في تصريح خاص لـCNN بالعربية ، إن "شركة شيفرون تدير حقلي تمارا وليفياثان في إسرائيل، وقررت السلطات هناك وقف العمل بالحقل الأول، وتوجيه إنتاج الحقل الثاني إلى خط الغاز العربي عبر الأردن بدلا من خط أنابيب غاز شرق المتوسط"، مضيفا أنه "ليس لديه معلومات واضحة بشأن تأثير هذه القرارات على مصر".
وبلغ متوسط إنتاج مصر من الغاز الطبيعي 6.2 مليار قدم مكعب يوميا خلال العام المالي الماضي، في حين بلغ متوسط الاستهلاك المحلي اليومي من الغاز الطبيعي نحو 5.9 مليار قدم مكعب، توزع بين 57% لقطاع الكهرباء، و25% لقطاع الصناعة و10% لقطاع البترول ومشتقات الغاز، و6% لقطاع المنازل و2% لتموين السيارات، وفقا لبيانات حكومية.
فيما رفض مصدران بالشركة القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)- وهي المسؤولة عن تصدير الغاز الطبيعي- التعليق على قرارات وقف الغاز الإسرائيلي، مؤكدين أن الشركة "تعمل جاهدة على زيادة حجم الإنتاج المحلي من الغاز، وهو يغطي الطلب المحلي بشكل كبير".
وطرحت "إيجاس" مزايدة عالمية، العام الماضي، للبحث عن الغاز الطبيعي في 12 قطاعا منها 6 قطاعات بالبحر المتوسط و6 قطاعات بدلتا النيل، كما تم تنفيذ 6 مشروعات لتنمية وإنتاج الغاز من الحقول المكتشفة ووضعهم على خريطة الإنتاج، علاوة على وضع 36 بئرا على الإنتاج بإجمالي إنتاج أولي 666 مليون قدم مكعب غاز يوميا، وحوالي 17 ألف برميل متكثفات يوميا، بإجمالي تكلفة استثمارية للمشروعات والآبار التنموية تقدر بحوالي 738 مليون دولار، وفقا لبيانات حكومية.
وأكد المهندس محمد شعيب، الخبير البترولي، ورئيس شركة غاز "الشرق" سابقا، عدم انقطاع الغاز الطبيعي المورد من إسرائيل لمصر، إذ توقف إنتاج حقل "تمارا"، في حين ينتظم المورد من حقل "ليفياثان" عبر خط الغاز العربي.
وقال شعيب، في تصريح خاص لـCNN بالعربية ، إن انخفاض حجم الغاز الإسرائيلي المورد لمصر "لن يؤثر على الاستهلاك المحلي، والذي يغطيه حجم الإنتاج من الآبار والحقول المصرية، في حين سيتأثر حجم المصدر من مصر للخارج نسبيا في الوقت الحالي، وقد يتم تعويضه في فترة لاحقة التزاما بالعقود الموقعة".