(CNN)-- أكد رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، أن الجوع والمرض أصبحا قضية رئيسية في غزة بشكل سريعة، وأن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من المساعدات في القطاع.
وقال لازاريني، إن مستويات المساعدات الحالية للقطاع هي فقط من أجل "الاستعراض"، و"ليست أكثر من فتات"، الأمر الذي لن يحدث فرقا كبيرا لأكثر من مليوني شخص يعيشون في غزة.
وأكد لازاريني: "خلال الأسبوع الماضي، تابعت عن كثب التركيز على عدد الشاحنات التي تدخل غزة. لقد رأى الكثير منا في هذه الشاحنات بصيص أمل".
وأردف لازاريني خلال مؤتمر صحفي في القدس الجمعة: "لكن هذا أصبح مصدر إلهاء، فشاحنات الاستعراض هذه ليست أكثر من مجرد فتات لن يحدث فرقا لمليوني شخص (في غزة)".
وبالإضافة إلى العيش في خوف من الغارات الجوية الإسرائيلية، قال لازاريني، إن سكان غزة يواجهون حاليا التهديد المتزايد المتمثل في الجوع والمرض.
وأوضح: "الغذاء والماء ينفدان، بدأت شوارع غزة تمتلئ بمياه الصرف الصحي".
وقال إن "غزة على شفا خطر صحي كبير، حيث إن مخاطر الأمراض تلوح في الأفق، آخر الخدمات العامة المتبقية تنهار، وعمليات المساعدة التي نقوم بها تنهار، وللمرة الأولى على الإطلاق، أفاد (موظفونا) بأن الناس الآن جائعون".
وأردف لازاريني أن جهود المساعدة حتى الآن غير كافية على الإطلاق. وأضاف: "علينا أن نتجنب إيصال رسالة مفادها أن عدد قليلا من الشاحنات يوميا، يعني رفع الحصار عن المساعدات الإنسانية، فهذا غير صحيح، النظام الحالي يتجه للفشل، والمطلوب هو تدفق المساعدات بشكل ذي مغزى، ودون انقطاع".
وأضاف أن "الحصار يعني أن الغذاء والماء والوقود- وهي سلع أساسية- تُستخدم في عقاب جماعي لأكثر من مليوني شخص، غالبيتهم من الأطفال والنساء".
وانتقد رئيس (الأونروا) أيضا التساؤل حول أين ستنتهي المساعدات إذا سُمح بدخولها إلى القطاع.
وقال: "يؤلمني أن المساعدات الإنسانية، وهي حق أساسي للغاية للناس، يتم التشكيك فيها باستمرار، وفي نفس الوقت يتم بث اليأس على الهواء مباشرة تحت أعيننا"، موضحا أن ’الأونروا‘ لديها آليات صارمة للغاية، حيث يتم فحص جميع البائعين والشركاء لدينا وفقا لقائمة العقوبات، ونحن نقدم المساعدة لمن هم في أمس الحاجة إليها".
وتعهد بأن "(الأونروا) لن تحول أي مساعدات إنسانية إلى الأيدي الخطأ"، مشيرا إلى شكاوى إسرائيل من أن عمليات نقل المساعدات إلى غزة، غالبا ما يتم تحويلها من قبل حماس واستخدامها عسكريا.
وكرر لازاريني دعوته للسماح بدخول الوقود إلى غزة حتى تتمكن الخدمات الأساسية - المخابز ومحطة المياه والمستشفيات- من الاستمرار في العمل، ولكي تتمكن (الأونروا) من مواصلة عملها.
وأضاف: "قبل بضعة أيام، حذرت من أننا لن نتمكن من مواصلة عملياتنا الإنسانية إذا لم نحصل على إمدادات الوقود، وتحذيري لا يزال قائما".
كما أعرب لازاريني عن أسفه لحالات الوفاة بين موظفي (الأونروا)، وبحسب المفوض العام لـ(للأونروا)، فقد تُوفي 57 من العاملين بالمنظمة في غزة، منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال: "إنهم أمهات وآباء، أناس رائعون يكرسون حياتهم لمجتمعاتهم. لو لم يكونوا في غزة لكانوا جيرانكم". وأضاف: "توفي أحد الزملاء وهو في طريقه لإحضار الخبز من المخبز، وترك وراءه ستة أطفال".