هونغ كونغ تريد مزيدًا من الأعمال مع المملكة العربية السعودية.. إليكم السبب

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة

(CNN)-- رحب رئيس هونغ كونغ بالنخب السعودية في المدينة لحضور مؤتمر استثماري للمرة الأولى، في مثال على كيفية احتضانها لشركاء تجاريين محتملين جدد في الوقت الذي تواجه فيه اقتصادا متراجعا وعدم يقين جيوسياسي.

وفي تصريحاته الافتتاحية، الخميس، وصف الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ، جون لي، التجمع بأنه "خطوة مهمة أخرى إلى الأمام، في تعميق العلاقات بين هونغ كونغ والشرق الأوسط، وخاصة المملكة العربية السعودية."

تم تنظيم هذا الحدث الذي استمر يومين من قبل حكومة هونغ كونغ وبورصة الأوراق المالية ومعهد مبادرة الاستثمار المستقبلي (FII) وهي منظمة غير ربحية أسسها صندوق الاستثمارات العامة (PIF)، صندوق الثروة السيادية في المملكة العربية السعودية. ويستضيف المعهد حدثا سنويا في الرياض يطلق عليه اسم "دافوس الصحراء".

وقال محافظ صندوق الاستثمارات العامة ورئيس معهد مستقبل الاستثمار، ياسر الرميان على خشبة المسرح، الخميس، إن المعهد يتطلع إلى التوسع في آسيا. وأضاف أنه تم افتتاح مكتب في هونغ كونغ في عام 2020، و"نأمل أن نفتح مكتبًا في الصين والهند قريبًا جدًا".

وقال الرميان إنه تم اختيار هونغ كونغ كشريك لأحدث حدث لمبادرة مستقبل الاستثمار ويرجع ذلك جزئيًا إلى دور المدينة كمركز مالي رئيسي وقربها من البر الرئيسي للصين.

قال ويلي لام، كبير مسؤولي الصين والزميل الأول في مؤسسة "جيمستاون"، وهي مؤسسة بحثية أمريكية، إن هونغ كونغ تتودد بشدة إلى المملكة العربية السعودية لمزيد من الأعمال هذا العام، حيث تعمل على التحوط ضد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، والتي أدت إلى زيادة خطر قيام الشركات الغربية بتقليص أعمالها في المدينة الصينية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.

وأضاف: "يمكن أن تكون المملكة العربية السعودية جائزة كبيرة لهونغ كونغ"، بالنظر إلى حجم اقتصادها والتحالف الموثوق به مع الصين. في العام الماضي، وقع البلدان على اتفاقية شراكة استراتيجية.

وقال جورج تشان، قائد الاكتتاب العام العالمي لـ EY ومقرها شنغهاي، إن القمة كانت وسيلة لهونغ كونغ لتعزيز هدفها المتمثل في "تنويع" شراكاتها الاقتصادية وسط تحديات عالمية معقدة.

وقال لشبكة CNN: "بالإضافة إلى ذلك، بما أن الجغرافيا السياسية تدفع دول الشرق الأوسط إلى تنويع استثماراتها، فإن هونغ كونغ تعد وجهة مثالية نظراً لقوتها في ربط البر الرئيسي للصين وآسيا وتدفقات رأس المال العالمية."

تراجع السوق

هناك أسباب وجيهة لدى المسؤولين في هونغ كونغ تجعلهم يوسعون نطاقهم. وفي مواجهة التباطؤ العالمي، تعاني المدينة من جفاف العروض العامة الأولية (IPOs).

يمر سوق الاكتتابات العامة الأولية حاليًا بأسوأ عام له منذ عام 2003، وفقًا لمزود البيانات "ديالوجيك"، حيث تم جمع ما يقل قليلاً عن 4.6 مليار دولار من العائدات اعتبارًا من أوائل ديسمبر.

وتعمل الحكومة على تغيير ذلك. وكان لي قد سافر إلى الرياض في سبتمبر، حيث التقى بالرئيس التنفيذي لشركة النفط المملوكة للدولة أرامكو السعودية، ثالث أكبر شركة في العالم من حيث القيمة، وطرح فكرة الإدراج في هونغ كونغ، وفقًا لبيان حكومي.

تم طرح أرامكو للاكتتاب العام في الرياض في العام 2019، فيما كان آنذاك أكبر طرح عام أولي على الإطلاق. وقال تشان إن "طرح أرامكو الرائج يمكن أن يؤدي إلى نهضة الاكتتاب العام الأولي في هونغ كونغ، مما يضع المدينة كبوابة اختيار تربط بين عمالقة الشرق الأوسط والطموحات الآسيوية على المدى الطويل".

ولم يذكر محافظ صندوق الاستثمارات العامة ورئيس معهد الاستثمار الأجنبي ياسر الرميان، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس مجلس إدارة أرامكو، احتمال الإدراج الثانوي يوم الخميس.

سهلت بورصة هونغ كونغ حدوث مثل هذا الإدراج. وكانت قد أضافت البورصة السعودية في سبتمبر إلى قائمة البورصات المعترف بها، مما سمح للشركات المدرجة في السعودية بالتقدم بطلب إدراج ثانوي في المدينة.

طرحت هونغ كونغ في الأسبوع الماضي أيضًا ما وصفته بأنه أول صندوق متداول في البورصة في آسيا (ETF) لتتبع الأسهم السعودية، مما يسمح للمستثمرين بشراء الأسهم بسهولة في أكبر الشركات المدرجة في الدولة الخليجية.