(CNN)-- تُوفي أب مصري يبلغ من العمر 81 عامًا، بشكل مأساوي عندما لجأ لشركة سياحة غير مرخصة لأداء فريضة الحج، حسبما قال ابنه لشبكة CNN.
كان عبدالظاهر عبده سالم، المتقاعد ولديه زوجة وستة من الأبناء ويعيش في جنوب القاهرة، يريد أداء فريضة الحج، أحد أركان الإسلام الخمسة، بعد زواج ابنه الأصغر محمود في عام 2022.
وقال محمود: "لم يتمكن من أداء فريضة الحج قبل ذلك بسبب نقص المال، ولأنني كنت سأتزوج، وكانت هناك الكثير من النفقات. لقد حقق مهمته، وكانت هذه أمنيته الأخيرة".
وبسبب ارتفاع تكلفة الحج الرسمي- 150 ألف جنيه مصري (3091 دولارا أمريكيا)، بالإضافة إلى تذاكر الطيران- لجأ والده إلى ممثل لشركة سفر غير مرخصة لتنظيم الرحلة، بتكلفة أقل بنحو 100 ألف جنيه مصري (2061 دولارا أمريكيا).
وقد تحقق ذلك بتأشيرة زيارة شخصية بدلا من تأشيرة الحج. وتمنح تأشيرة الحج حاملها الحق في دخول مكة المكرمة بالسعودية، والاستفادة من التسهيلات التي تقدمها السعودية للحجاج، بما في ذلك الأماكن المكيفة والخدمات الطبية.
ومن ناحية أخرى، تمنع تأشيرة الزيارة الشخصية حامليها من دخول مكة المكرمة، وهو ما يتم التحايل عليه غالبا بالذهاب إلى مدينة مكة المكرمة عبر مسارات صحراوية سيرا على الأقدام.
وقال ابنه محمود إن والده تلقى وعدا من ممثل شركة السفر بتوفير حافلة لنقل المجموعة، لكن لم تكن هناك حافلة تنتظر لتقلهم من وإلى جبل عرفات، الذي يبعد حوالي 14 ميلا سيرا على الأقدام من مكة المكرمة.
وبينما وجد عبدالظاهر، الذي كان مسافرا مع زوجته، حافلة في الطريق نقلتهما إلى جبل عرفات، لم تكن هناك حافلة موجودة في طريق العودة، فاضطرا إلى السير نحو المزدلفة، التي تبعد نحو 5 أميال سيرا على الأقدام، لإكمال مناسك الحج برمي الجمرات.
وأوضح محمود أنه بينما كانت والدته منهكة وجلست لتستريح، واصل عبدالظاهر السير، حيث كان عازما على إتمام مناسك الحج، وأخبر زوجته أنه سيعود.
وبعد ذلك، انقطع الاتصال مع عبدالظاهر، وبحثت عنه زوجته لمدة 5 أيام حتى وجدت اسمه ضمن قائمة المتوفين في مستشفى المعيصم بمكة.
وقال محمود: "أبلغتنا والدتنا بالخبر عبر رسالة صوتية على (واتس آب)، وكان الخبر مأساة بالنسبة لنا، كنا نبحث منذ 5 أيام وكنا قلقين، والدتنا هناك مُحطمة ولا يوجد أحد يواسيها".
ودُفن عبدالظاهر في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة بالسعودية، وفقا لتقاليد دفن الحجاج في الأراضي المقدسة إذا ماتوا خلال الحج. وستعود زوجته إلى القاهرة، الجمعة، بعد إتمام مناسك الحج. ولحين عودتها، قال محمود إن الأسرة "تحاول الاتصال بها لتهدئتها وطمأنتها، وحثها على الاهتمام بنفسها لأنها هناك بمفردها".
