تحليل من إعداد أليكس ماركوارت من شبكة CNN
(CNN)-- ألقت نائب الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، الخميس، أقوى خطاب سمعناه من البيت الأبيض حول الوضع في غزة منذ بدء الحرب قبل ما يقرب من 10 أشهر.
فبعد لحظات من انتهاء اجتماعها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خرجت إلى الصحفيين وقالت: "لا يمكننا أن نغض الطرف عن هذه المآسي، ولن أصمت".
ومع انضمام هاريس إلى السباق الرئاسي في نفس الأسبوع الذي ألقى فيه نتنياهو خطابه الرابع أمام الكونغرس، طرحت على الفور أسئلة حول مدى قوتها مع نتنياهو وما إذا كانت ستذهب إلى أبعد من - أو تنفصل عن – الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وكررت هاريس تصريحات بايدن المتكررة حول "الدعم القوي" و "الالتزام الثابت" تجاه إسرائيل، وقالت إن إسرائيل "لها الحق في الدفاع عن نفسها"، مشيرة إلى أن "كيفية القيام بذلك مهمة".
ولكن التعاطف الذي استخدمته لوصف محنة الفلسطينيين ومعاناتهم هو ما يجعلنا نرى الفرق بين بايدن وبينها كما كان الحال مع الطريقة التي وصفت بها اتفاق وقف إطلاق النار لقد ذكرت مرتين "القلق الجاد" الذي عبرت عنه لنتنياهو، وكذلك بالنسبة إلى الوفيات بين المدنيين في غزة، والوضع الإنساني والدمار الذي وصفته بأنه "كارثي" و"مدمر"، ثم تابعت وصفها لـ"صور الأطفال القتلى والجوعى اليائسين الذين يفرون بحثا عن الأمان، وأحيانًا ينزحون للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة".
وأكدت هاريس على الحاجة إلى استعادة الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة "حماس"، وذكرت أسماء الرهائن الإسرائيليين الأمريكيين الثمانية (3 منهم قُتلوا).
ولكن عند وصف اتفاق وقف إطلاق النار قيد الإعداد، لم تسلط الضوء على تبادل الرهائن بالفلسطينيين في سجون إسرائيل، أو السماح بدخول المساعدات إلى غزة.
وبدلا من ذلك، أشارت إلى أن الاتفاق ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان في المرحلة الأولى قبل الانسحاب "بالكامل" من غزة قبل "إنهاء دائم للأعمال العدائية".
وهذا يتناقض بشكل صارخ مع خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، فهو لم يذكر عبارة "وقف إطلاق النار" أو "الصفقة"، وبدلا من ذلك، هناك حاجة إلى "السيطرة الأمنية الشاملة" في غزة في "المستقبل المنظور".
ويبقى أن نرى ما إذا كان البيت الأبيض قد حقق هدفه المتمثل في دفع نتنياهو إلى مكان يوافق فيه على وقف إطلاق النار.
من ناحية أخرى، لم تترك هاريس مجالا للشك في موقفها: "كما قلت للتو لرئيس الوزراء نتنياهو، فقد حان الوقت لإتمام هذه الصفقة".