(CNN)-- قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، الاثنين، إن المفاوضين في العاصمة المصرية القاهرة يواصلون العمل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، وذلك بعد تبادل إطلاق نار كثيف بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ووفقا لمسؤول أمريكي كبير مطلع على المفاوضات، فقد أحرزت تقدما خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث ناقش الوسطاء "التفاصيل النهائية" لاتفاق محتمل بما في ذلك أسماء الفلسطينيين في سجون إسرائيل الذين سيتم تبادلهم كجزء من الاتفاق.
وقال المسؤول إنه في حين لا يضمن مثل هذا التقدم التوصل إلى اتفاق نهائي في أي وقت قريب، فإن المفاوضين في العاصمة المصرية يناقشون الآن "التفاصيل الدقيقة" للاتفاق.
وكان كيربي أشار إلى أن جميع الأطراف، بما في ذلك حركة "حماس"، ممثلة في المفاوضات التي تمضي قدما، وفي المقابل، قال العضو في المكتب السياسي لـ"حماس" باسم نعيم إن الحركة غير مشاركة في المفاوضات.
وفي حديثه لقناة "العربي" التلفزيونية، كرر موقف "حماس" بأنها "مستعدة للتفاوض على ما تم الاتفاق عليه" في مقترح 2 يوليو/تموز لكنها "لن تقبل الشروط التي أضافها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وعمل المفاوضون لأشهر على سد الفجوة بين مطالب نتنياهو و"حماس"، وقال المسؤول الأمريكي إن نقاط الخلاف المتبقية، على الرغم من أهميتها، يُنظر إليها على أنها قابلة للتجاوز، ومن هذه القضايا هي الوجود العسكري الإسرائيلي على جانب غزة من الحدود مع مصر، وهي المنطقة المعروفة باسم ممر فيلادلفيا.
وتعارض "حماس" رغبة إسرائيل في الاستمرار في نشر قوات هناك في المرحلة المبكرة من اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال المسؤول الأمريكي إن المقترح الحالي يدعو إلى انسحاب عسكري إسرائيلي من "مناطق مكتظة بالسكان" في غزة، وأن النقاش الحالي يركز على الأجزاء من ممر فيلادلفيا التي تعتبر مكتظة بالسكان مقابل غير مأهولة بالسكان، حيث سيحتفظ الجيش الإسرائيلي بوجود في المرحلة الأولى من الاتفاق.
ومع ذلك، غادر وفد "حماس" المفاوض القاهرة، الأحد، مكررًا علنا مطلب الحركة بأن يتضمن أي اتفاق "وقف إطلاق نار دائم، وانسحاب كامل من قطاع غزة، وحرية عودة السكان إلى مناطقهم، والإغاثة وإعادة الإعمار، وصفقة تبادل جادة".
وقال المسؤول الأمريكي إنه على الرغم من التصريحات العلنية من جانب "حماس"، فإن "المفاوضين يعتقدون أنها قد تكون أكثر مرونة بشأن الوجود الإسرائيلي خلال المرحلة الأولى من الاتفاق".
وأضاف أن الاتفاق المقترح يتضمن "زيادة هائلة في المساعدات الإنسانية"، فضلا عن الالتزام بإزالة الأنقاض والبدء في إعادة الإعمار، والتي تهدف إلى جلب "إغاثة هائلة لسكان غزة".
ويتوقع المفاوضون الأمريكيون أن يتلقى زعيم "حماس" يحيى السنوار نسخة من المقترح الأخير في الأيام المقبلة، رغم أن التوقيت غير واضح نظرا لصعوبة الاتصالات معه.
وقال مسؤول أمريكي ثان إن المفاوضات في القاهرة كانت "بناءة وأجريت بروح من جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق نهائي وقابل للتنفيذ"، وأن محادثات مجموعة العمل على المستوى الأدنى ستستمر في الأيام المقبلة "لمعالجة القضايا والتفاصيل المتبقية بشكل أكبر".
وذكر مصدر مطلع على الأمر أن الولايات المتحدة ومصر حاولتا مع إسرائيل لتضييق الفجوات المتبقية وتوضيح القضايا في نص المقترح، وناقشت الولايات المتحدة ومصر بشكل ثنائي، الجمعة، الاستعدادات للمحادثات رفيعة المستوى في نهاية الأسبوع الماضي.
وقال المصدر إن مسؤولين من قطر ومصر التقوا، السبت، مع كبار ممثلي "حماس" وراجعوا كل فقرة من المقترح بالتفصيل لتحديد أي قضايا أو أسئلة متبقية لتوضيحها.
قلق إقليمي
ومنح استمرار المفاوضات في القاهرة، الأحد، على الرغم من تبادل إطلاق النار المكثف بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني خلال عطلة نهاية الأسبوع بعض الشعور بالارتياح.
ويعتقد بعض المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين أن ضربة "حزب الله"، التي تم تحييدها إلى حد كبير من قبل القوات الإسرائيلية، تزيل النفوذ الذي كانت "حماس" تأمل أن يضغط على إسرائيل لتقديم المزيد من التنازلات.
وتتزايد الضغوط لإبرام صفقة على خلفية المجاعة الشديدة ونقص المياه الشديد والنزوح الجماعي والأمراض في غزة، بسبب حرب إسرائيل على "حماس" في القطاع.