(CNN)—ألقى مدير التواصل الاستراتيجي والزميل في معهد الشرق الأوسط، فراس مقصد، الضوء على التطورات المتسارعة في سوريا ووصول الفصائل المسلحة إلى سدة الحكم وكيف يمكن لزعيمها، أحمد الشرع الملقب بـ"أبو محمد الجولاني" الحكم بطريقة ناجحة في هذا البلد الذي شهد ويلات خلال الأعوام الـ13 الماضية.
وأوضح مقصد في مقابلة مع CNN: "بالنسبة لسوريا والمنطقة، فإن انهيار نظام الأسد يمثل فرصة عظيمة ولكنه يمثل أيضًا خطرًا كبيرًا، لدى الولايات المتحدة هنا فرصة للظهور كقوة كبرى في الشرق الأوسط في وقت تتنافس فيه القوى العظمى، هناك سلام أميركي قيد الإعداد هنا، نظراً لأن منافسيه، روسيا، ولكن أيضاً القوة الإقليمية لإيران – أصبحتا الآن في موقف دفاعي، فالمحور الإيراني في المنطقة، من حزب الله في لبنان إلى نظام الأسد في سوريا، يتعثر أساساً، لكن الجزء الصعب في كل هذا هو أن حلفاء أميركا ليسوا متحدين".
وتابع: "للعرب مصلحة خاصة بهم، الأتراك لديهم أجندة مختلفة، فالأتراك، على سبيل المثال، يتبنون بشدة إيديولوجية الإخوان المسلمين، في حين أن ذلك يشكل تهديداً لحلفاء الولايات المتحدة في الأردن، أي العائلة المالكة الهاشمية، ومن ثم، بالتأكيد، داخل سوريا، الأكراد مقابل العرب، والحركات والاتجاهات المختلفة داخل تلك القوى المتمردة.."
وأضاف: "حسنًا، ما نعرفه عن هيئة تحرير الشام، هو حقيقة أنها كانت جزءًا لا يتجزأ من تنظيم القاعدة، تم تغيير علامتها التجارية، لقد بذلت جهودًا كبيرة لإبعاد نفسها عن ماضيها، وزعيمها، المعروف باسم الجولاني، أحمد الشرع، يقول كل الأشياء الصحيحة حول الرغبة في الاعتدال، والرغبة في بناء سوريا شاملة، مع الاعتراف بالنسيج الغني للمجموعات الطائفية المختلفة التي تشكل سوريا، ولذا، يجب علينا أن نضع ذلك على المحك، وقد أصدرت الدبلوماسية الأمريكية، والوزير بلينكن، إلى حد كبير قائمة مرجعية بالقضايا التي يجب على الفصائل محاولة الالتزام بها، بدءاً بالتخلي عن الأسلحة الكيميائية السورية، وهو ما قالوا إنهم مستعدون للقيام به، والحكم بطريقة شاملة؛ وكذلك التأكد من أن الولايات المتحدة والقوات المختلفة على الأرض تظل ملتزمة بمحاربة فلول تنظيم الدولة الإسلامية".
وعن الطريقة الصحيحة لحكم سوريا، قال مقصد: "أعتقد أن الطريقة الوحيدة لإقامة نظام حكم قابل للحياة في سوريا هو أن يكون شاملا، هذا بلد يضم طوائف مختلفة: الدروز في الجنوب، والأكراد في الشمال الشرقي، وحتى داخل النواة العربية السنية، هناك اختلافات، الدمشقيون، الحلبيون، أكثر عالمية ودنيوية وليبرالية؛ في حين أن قلب البلاد، في العديد من البلدان، أكثر تحفظاً وربما يتماشى مع أيديولوجية الفصائل، إذن، يجب أن تكون حكومة ائتلافية من نوع ما، وعملية سياسية قائمة تم توضيحها من خلال قرار صادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهذا هو بالضبط ما ستجتمع به الدبلوماسية الأمريكية وحلفاء الولايات المتحدة في حوله لمحاولة دفع العملية الانتقالية التي تقودها الأمم المتحدة إلى الأمام".