الغنوشي يهنئ قايد السبسي ومساعدوه يؤكدون رغم تراجع النهضة أن الحرية "باقية وتتمدد" في تونس

الشرق الأوسط
نشر
7 دقائق قراءة
الغنوشي يهنئ قايد السبسي ومساعدوه يؤكدون رغم تراجع النهضة أن الحرية "باقية وتتمدد" في تونس
Credit: getty images

تونس (CNN)—قالت مصادر حزبية في تونس إنّ حزب "نداء تونس" المعارض للترويكا الحاكمة، قد حقق تقدما "واضحا" في الانتخابات البرلمانية، في الوقت الذي دعت فيه الهيئة العليا المشرفة على عمليات الاقتراع جميع الأطراف إلى انتظار إعلانها الرسمي عن النتائج.

وحصلت CNNبالعربية على وثيقة من مصدر من حزب رفض الكشف عن هويته تظهر حصول حركة نداء تونس على ما لا يقل عن 82 مقعدا مقابل 69 لحركة النهضة و17 لحزب الاتحاد الوطني الحر و12 للجبهة الشعبية اليسارية. وبدأت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الإعلان عن الانتخابات الجزئية والتي جاءت متطابقة حتى الساعة مع ما تم تداوله رغم أنّ الهيئة اكتفت بالإعلان عن النتائج في ثلاث دوائر هي زغوان وفرنسا الأولى وتوزر. وأظهرت تلك النتائج فوز النهضة في توزر وفوز نداء تونس في الدائرتين الأخريين.

ووفقا لمصادر متطابقة من عدة أحزاب، فإنّ نسبة التجديد في البرلمان الجديد لم تقل عن 75 بالمائة، كما سيشهد غياب الكثر من الشخصيات السياسية التي عرفت خلال الفترة الانتقالية وأبرزها من الشريكين في الائتلاف الحاكم حزبي المؤتمر والتكتل.

وأقرت حركة النهضة بهزيمتها في الانتخابات التشريعية التونسية. ونظمت أمام مقرها الرئيسي بالعاصمة التونسية، ليلة الاثنين احتفالية شعبية، دعت إليها أنصارها وسائر التونسيين، وذلك للاحتفال بـ"العرس الانتخابي." وتداول عدد من قيادييها على منصة الاحتفال مؤكدين أنّ الحركة "انتصرت هذه المرة أيضا" لأنها ضربت مثلا جديدا في كيفية تسليم السلطة والاعتراف بنتائج الصناديق. وقال عضو مكتبها التنفيذي، الوزير السابق، سمير ديلو إنّ "الحرية في تونس باقية."

وقال ناشطون من الحركة على شبكات التواصل الاجتماعي إنّ النهضة "هي التي فازت مع تونس" وأنّ الضامن لاستمرار الحركة أنّ "الحرية باقية وتمدد" في البلاد.

وقد حصلت النهضة على المركز الثاني في الانتخابات البرلمانية التي نظمت يوم الأحد، والتي فاز فيها حزب "نداء تونس". وقال زعيم الحركة راشد الغنوشي، في أول تصريح له على النتائج الأولية للانتخابات، إن حركته على ثقة كاملة في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، مشيرا إلى أنه تم رفع تقارير بشأن المخالفات والمؤاخذات على سير الانتخابات، مؤكداً أن النتائج التي أُعلن عنها لا تمثل بأي حال النتائج النهائية. وأضاف الغنوشي، خلال مداخلة تليفزيونية على قناة "حنبعل"، ليلة الأحد: "إننا في عملية ديمقراطية قد تشوبها خروقات.. ونحن نؤمن بالقانون."

وعلمت CNN أن الغنوشي هنّا زعيم حركة نداء تونس باجي قايد السبسي بتقدم لوائحه في الانتخابات. وفي برنامج آخر، على إذاعة موزاييك، هنّأ المتحدث باسم حركة النهضة زياد العذاري حركة "نداء تونس" بتقدمها في الانتخابات، قائلا إنّ تونس هي التي فازت في النهاية بغض الطرف عن الحزب الذي حصل النصيب الأكبر من التمثيلية.

وتعني النتائج غير الرسمية التي تم تداولها حتى اللحظة  مما أنّ كلا من حركة النهضة وحركة نداء تونس قد ضمنتا الثلث المعطل أو الضامن، علما أنّ البرلمان المقبل الذي يطلق عليه "مجلس نواب الشعب" سيضم 217 نائبا.

وفي حال تأكدت تلك الأرقام فإنّ ذلك يعني أنّ هزيمة كل حزبي التكتل (الذي يتزعمه رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر) حيث لم يحصل سوى على مقعد وحيد والمؤتمر (الذي أسسه الرئيس المؤقت منصف المرزوقي) حيث لم يحصل سوى على خمسة مقاعد، وفقا لنتائج أولية غير رسمية، كانت مدوية بحيث قد يتراجعان إلى فئة الأحزاب ضئيلة التمثيلية، مقابل صعود أحزاب أخرى قد تشارك في الائتلاف الحاكم المقبل ومن ضمنها الجبهة الشعبية اليسارية والاتحاد الوطني الحر و"آفاق" الليبيراليين. لكنّ محللين يتوقعون أن يتشكل الائتلاف المقبل أساسا من حزبي "نداء تونس" و"النهضة."

وأعلنت الهيئة العليا عن وصول نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية إلى 61.8 في المائة بعد إغلاق الصناديق، وقال رئيسها  شفيق صرصار، إنه يستحيل إعلان النتائج الأولية للانتخابات، الأحد، باعتبار أن آخر صندوق اقتراع يصل الساعة العاشرة من صباح الاثنين، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء التونسية الرسمية.

لكن الأهم من ذلك، ومع مرورها من دون أحداث أمنية أو توترات، فإنه يمكن القول إنّ تلك الانتخابات لا تتعلق بتونس قدرما تتعلق بغالبية دول المنطقة. فالتونسيون على وشك قطع خطوة عملاقة صوب الديمقراطية. وبدأت الانتخابات في تونس الأحد داخل البلاد. شاهدها بالصور.

وقال أنطوني دووركين، من مجلس العلاقات الخارجية الأوروبي "إذا استمر انتقال البلاد نحو الديمقراطية قدما فسيكون هناك علامة قوية على أن الديمقراطية يمكن أن تتجذّر في العالم العربي. وفي الوقت الذي يبدو فيه أي أمل للإصلاح السياسي قد تلقى انتكاسة في غيرها من دول المنطقة، تبدو تونس الدولة الوحيدة القادرة على تلبية الآمال في نهضة العرب في مستقبل قريب--أنطوني دووركين-مجلس العلاقات الخارجية الأوروبي ."

وأضاف "حتى لو تم تجاهل المثال التونسي في المدى المنظور، بما لا يجعله قادرا على أن يلهم الغير مثلما كانت ملهمة الربيع العربي، فإنّ تجذير ديمقراطية ناجحة في البلاد، سيكون دافعا قويا للبقية ودلالة واضحة وقوية على أنّ الإصلاح والتعددية السياسية ليس مقدرا لها الفشل في العالم العربي."

وهنا جميع التفاصيل عن الانتخابات في تونس التي تتوج مسار ثلاث سنوات وتسعة شهور من الإصلاحات. شاهدها هنا في 50 صورة.

وأبرز المتنافسين في الانتخابات هما حركة النهضة الإسلامية وحركة نداء تونس التي أسسها رئيس الوزراء السابق باجي قايد السبسي. تعرف هنا على اللاعبين الرئيسيين في هذه الانتخابات.