الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN) -- قال أحمد بن عثمان المزيد، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود، إن تعظيم وتأصيل وتعزيز "الرحمة في الإسلام،" يعدُّ من أهم الأولويات، وخصوصًا مع تصاعد "الأساليب الوحشية والاعتداءات الإرهابية على الأنفس والأموال بالتفجير والقتل"، مضيفا أن النبي محمد قدّم بسيرته نماذج للبشر يستفيدون منها لنشر الرحمة، وذلك بتعليق له قبل انطلاق مؤتمر خاص بالقضية في المملكة.
وفي تعليق خص به المزيد CNN بالعربية، مع الاستعداد لانطلاق "المؤتمر الدولي عن الرحمة في الإسلام"، الأحد، الذي ينظمه قسم الدراسات الإسلامية في كلية التربية بجامعة الملك سعود ويستمر يومين، بمشاركة مختصين في مجالات الدراسات الإسلامية والإنسانية من 27 دولة، قال إن هناك "حاجة للمجتمعات الإنسانية لخلق الرحمة وبيان هدي رسول الله" في ذلك.
ورأى المزيد أن المتابع لأحوال المجتمعات الإنسانية "يلاحظ ما أصاب كثيراً منها من البغي والظلم"، في حين أن سيرة النبي محمد تقدم الكثير من الدروس التي بينها "رحمته للعالمين"، إذ أنها شملت "الكبار والصغار، والرجال والنساء، والقريب والبعيد، بل الصديق والعدوَّ وهي ليست محدودة بزمان أو مكان."
وفي الشق الأمني، قال المزيد إن النبي أظهر رحمته للمجتمعات بتأكيد حفظ الأمن بأن "بشَّر القائمين على حفظ الأمن والساهرين عليه داخل البلاد وعلى حدودها بعظيم ثواب الأجر والمنزلة" إلى جانب رحمته بكبار السن والأطفال وكذلك بالنساء، مذكرا بالحديث المعروف "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا".
بحوار أدارته CNN.. مفتي مصر مع رجل دين شيعي وكبير أساقفة كانتربري يناقشون الإرهاب والتطرف
ولفت المزيد أيضا إلى "رحمة النبي بالخدم" مذكرا بطريقة تعامله مع الصحابي أنس بن مالك الذي كان يخدمه، وموقفه من "أصحاب الهموم والأزمات" كالمرضى والمدينين والأسرى، الذين قد يتعرضون عادة للانتقام، مستعرضا موقفه مع ابنة حاتم الطائي التي أُسِرت في حرب مع قبيلة طيِّئ، مضيفا لـCNN: "بل إن رحمة رسول الله تجاوزت البشر لتصل إلى الحيوان، من الدوابِّ والأنعام، والطير والحشرات.. حيث يقول: "مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا عَبَثًا عَجَّ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنَّ فُلاَنًا قَتَلَنِي عَبَثًا، وَلَمْ يَقْتُلْنِي لِمَنْفَعَةٍ."
وحول غير المسلمين بيّن المزيد أن النبي محمد كان "رحمةٌ للعالمين وليس لفئة ولا لطائفة محدودة من البشر"، مضيفا:"من رحمته بغير المسلمين أنه لم يجبر أحدًا على الدخول في الإسلام؛ قال الله تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ).. ولم يكن اختلاف الملَّة دافعاً للغلظة والإساءة،" كما ذكّر الأكاديمي السعودي بتحذير النبي من مغبة ظلْم غير المسلمين أو انتقاصهم حقوقهم.
يذكر أن المؤتمر الذي تنظمه الجامعة السعودية سيكون الأكبر من نوعه، وسيشهد تقديم مئات الدراسات والبحوث عن "الرحمة في الإسلام" وقد لفت الأمير سعود بن سلمان بن محمد رئيس لجنة المؤتمر، إلى أهمية توقيت عقده بالتزامن مع "تكالب الأعداء على الأمة الإسلامية وعلى المملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين، ويصورون الإسلام والمسلمين بأبشع الصور" على حد تعبيره.