القاهرة، مصر (CNN) -- تعمل الحكومة المصرية على إحياء مسار خروج بني إسرائيل بهدف تنظيم رحلات سياحية لهذا المسار لزيادة العائد منه، وذلك بالتزامن مع قرب الانتهاء من مشروع التجلي الأعظم بمدينة سانت كاترين، وهي إحدى المواقع الأثرية المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وأكد عضو مجلس الأعلى للثقافة أهمية مشروع "في جذب السياح، من خلال تطوير المزارات الدينية بالمنطقة".
وبدأت مصر منذ 3 أعوام تنفيذ مشروع تطوير موقع التجلي الأعظم بسانت كاترين- أكثر من 450 كيلو شرق العاصمة القاهرة - لإنشاء مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المقدس، وكذلك فنادق ونزل سياحية، وساحة السلام لإقامة الاحتفالات والأنشطة والعروض المتنوعة، وذلك بهدف الاستفادة من المقومات السياحية بالمنطقة لجذب السياح- وفق بيان رسمي.
ومع قرب الانتهاء من تطوير المشروع، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بإحياء مسار خروج بني إسرائيل، بحسب بيان صادر عن رئاسة الوزراء.
وقال عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، والخبير الأثري عبد الرحيم ريحان، إن "الحكومة بدأت تنفيذ مشروع التجلي الأعظم بمدينة سانت كاترين بجنوب سيناء، والذي يشمل تطوير 14 مشروعا متكامل أهمها إحياء مسار خروج بني إسرائيل من خلال تمهيد الطريق من منطقة وادي الراحة حتى جبل موسى، وطريق حبران من مدينة الطور حتى مدينة سانت كاترين، وكذلك مزار جبل موسى، الذي التقى به ربه واستلم عنده ألواح الشريعة".
وأضاف ريحان، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية: "المشروع يشمل تطوير وترميم مكتبة سانت كاترين، المكتبة الثانية بعد مكتبة الفاتيكان من حيث أهمية مخطوطاتها، وتطوير محمية سانت كاترين، وإنشاء نزل وفنادق بيئية ومطار سانت كاترين لاستقبال السياح، إضافة إلى إنشاء بازارات لبيع المنتجات السيناوية والأعشاب؛ لإحياء السياحة العلاجية".
وتابع أن "هناك دلائل أثرية ودينية كافية تؤكد دخول النبي يوسف وأخوته إلى مصر، والعيش بمنطقة جوشن أو جاسان وهي الممتدة من شرق مدينة الزقازيق حتى غرب مدينة الإسماعيلية، وهناك صوامع غلال اكتشفت في هذه المنطقة تعود لعصر سيدنا يوسف، ومن نسل أحد أخوته ولد النبي موسى الذي عاش وتربى في بلاط أحد ملوك مصر القديمة - وليس هناك أدلة أي ملك بالتحديد- قبل أن يخرج لأول مرة إلى سيناء بعدما قتل رجل مصري دفاعا عن أحد العبرانيين، وعاش هناك بمدينة نبق، وذلك وفق أدلة أثرية عديدة أبرزها أن هذه المدينة بها شجر الأيك، وتحدثه باللغة المصرية مع فتيات شعيب عند بئر موسى، والواقع عند خليج العقبة، ومنه يشرب الأبل والأغنام حتى الآن".
وأضاف أن "النبي موسى عاش في مدين بسيناء لمدة 10 سنوات قبل أن يعود مرة ثانية إلى وطنه، وفي منتصف الرحلة أقام مع أسرته بمنطقة وادي الراحة بمدينة سانت كاترين، وهي أكثر الأماكن برودة في مصر لأنها ترتفع عن سطح البحر 1500 متر، وعند شجرة العليقة في دير سانت كاترين رأى عندها النبي موسى نارا، وهي من ضمن الأثرية التي تؤكد رحلة موسى فهي شجرة خضراء طوال العام، وما يؤكد قدسيتها أنها لا تنمو في أي مكان في العالم، كما فشلت جميع محاولات زراعتها في تربة أخرى".
وتابع أنه "بعد عودة موسى لوطنه مصر نشبت مناوشات بينه وبين أحد الملوك، وصدرت مؤلفات تنفي كل الاعتقادات عن ملوك الخروج سواء رمسيس الثاني أو مرنبتاح أو حتشبسوت، ونتيجة هذه المناوشات خرج موسى وقومه مرة ثانية من نقطة الشط عند رأس خليج السويس متجهين إلى منطقة جنوب سيناء بعيدا عن المواقع الحربية في شمال سيناء، ومروا بعيون موسى الموجودة حتى الآن، وعددها 7 عيون، وهناك 5 عيون أخرى لم تكتشف، وكذلك مروا بمنطقة سرابيط الخادم، وهو المعبد الوحيد التابع لعصر مصر القديمة بجنوب سيناء، ثم اتجهوا إلى منطقة طور سيناء وهناك أمره الله بالصوم لمدة 40 يوما لكي يستلم ألواح الشريعة، كما عاش قومه بمنطقة أخرى تسمى وادي الراحة، ثم اتجه مع قومه إلى وادي حبران ليعتذر إلى ربه عن عبادة العجل، وأخيرا ساروا بمحاذاة خليج العقبة ليستقروا عند وادي بران، وصعد موسى على جبل نيبو ودفن عند سفح الجبل".