دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تقترح دراسة جديدة في المملكة المتحدة أن لقاح "فايزر - بيونتيك" يوفر حماية أقل لمرضى السرطان مقارنةً بالأفراد الأصحاء بعد تلقي الجرعة الأولى من اللقاح، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت استراتيجية المملكة المتحدة لتأخير الجرعات الثانية يجب أن تنطبق على هؤلاء المرضى.
ومع ذلك، فإن جرعة ثانية من اللقاح، في غضون ثلاثة أسابيع، عززت الحماية بشكل كبير، حيث دعا الباحثون إلى حصول هذه المجموعة في المملكة المتحدة على تعزيزات مبكرة.
وتتضمن استراتيجية اللقاح في المملكة المتحدة حالياً فجوة مدتها 12 أسبوعاً بين جرعتي لقاحات فيروس كورونا، بينما توصي شركة "فايزر" بفترة مدتها 21 يوماً بين الجرعتين.
وحللت الدراسة تأثير لقاح "فايزر - بيو إن تك" على 205 مشاركاً، منهم 54 متطوع من الأصحاء و151 من المرضى المسنين المصابين بالسرطانات الصلبة مثل سرطان الثدي أو البروستاتا، وسرطان الدم مثل اللوكيميا. ولم تتم مراجعة دراسة ما قبل الطباعة من قبل الأقران أو نشرها بعد.
ونظر الباحثون إلى مستويات الأجسام المضادة والخلايا التائية في دم المشاركين لتحديد مستوى الاستجابة المناعية الناتجة ضد فيروس كورونا.
وبعد ثلاثة أسابيع من تلقي جرعة واحدة من اللقاح، عثر الباحثون على استجابة الأجسام المضادة في نسبة 39% من مرضى السرطان الصلب و 13% فقط من المصابين بسرطان الدم. بينما كانت الاستجابة المناعية لدى المتطوعين الأصحاء نسبتها 97%.
وبالنسبة إلى مرضى السرطان الصلب الذين تلقوا الجرعة الثانية بعد ثلاثة أسابيع من الأولى، ارتفعت استجابة الأجسام المضادة لديهم إلى نسبة 95% في غضون أسبوعين من تلقي الجرعة المعززة. ولم يتم إعطاء لقاحات معززة كافية لمرضى سرطان الدم لتحديد الاستجابة في تلك المجموعة.
تم إثبات المزيد من الأدلة على الحاجة إلى الجرعة المعززة من خلال حقيقة أن مستويات الأجسام المضادة زادت فقط بنسبة 43% لدى الأشخاص المصابين بالسرطانات الصلبة وبنسبة 8% لدى المصابين بسرطان الدم بعد خمسة أسابيع من تلقي الجرعة الأولى من اللقاح. بينما زادت بنسبة 100% لدى المتطوعين الأصحاء.
وقالت الدكتورة شيبا إرشاد، وهي محاضرة إكلينيكية أولية من كلية السرطان والعلوم الصيدلانية، والتي قادت البحث: "توفر بياناتنا أول دليل حقيقي على الفعالية المناعية بعد جرعة واحدة من لقاح فايزر في مجموعات المرضى الذين يعانون من نقص المناعة".
وتابعت إرشاد في بيان: "أظهرنا أنه بعد الجرعة الأولى، ظل معظم المرضى المصابين بسرطان الأورام الصلبة وسرطان الدم دون حماية من الناحية المناعية حتى خمسة أسابيع على الأقل بعد تلقي الجرعة الأولى، ولكن يمكن إنقاذ هذه الفعالية السيئة للجرعة الأولى من خلال جرعة معززة مبكرة بعد 21 يوماً".
وأضافت: "استناداً إلى النتائج التي توصلنا إليها، نوصي بإجراء مراجعة عاجلة لاستراتيجية اللقاح للفئات المعرضة للخطر سريرياً. وحتى ذلك الحين، من المهم أن يستمر مرضى السرطان في التقيد بجميع تدابير الصحة العامة المعمول بها مثل التباعد الاجتماعي والحماية عند الذهاب إلى المستشفيات، حتى بعد الحصول على التطعيم".
وأكد ستيفن إيفانز، أستاذ علم الوبائيات الدوائية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، أن هناك قيوداً معينة يجب أن تؤخذ في الاعتبار.
وقال إيفانز في تصريح لمركز الإعلام العلمي في المملكة المتحدة إن "التغيير في سياسة المملكة المتحدة بشأن تأخير موعد الجرعة الثانية من اللقاح سمح لمؤلفي الدراسة بإجراء بعض المقارنات بين أولئك الذين تلقوا الجرعة الثانية في غضون 21 يوماً وأولئك الذين لم يفعلوا. ولم يقدموا حتى الآن بيانات عن أولئك الذين تلقوا الجرعة الثانية بعد تأخير لمدة 12 أسبوعاً".
وقالت شوبا أمارناث، زميلة أبحاث في مركز السرطان بجامعة نيوكاسل إن "هذه النتائج تتفق مع فهمنا لوظيفة الجهاز المناعي لدى مرضى السرطان."
وأوضحت أمارناث: "نحن نعلم أن جهاز المناعة لدى مرضى السرطان معرض للخطر مقارنةً بالأصحاء. لذلك، فإن جرعة معززة ثانية من اللقاح يهيئ الجهاز المناعي غير المنتظم للعمل بذات كفاءة الأصحاء.
وأضافت أمارناث: "تدعم البيانات الواردة في الدراسة الفكرة القائلة بأن التأخير الكبير في الجرعة الثانية بالنسبة لمرضى السرطان الصلب سوف يطيل الفترة التي يكون فيها مرضى السرطان معرضين لخطر الإصابة بعدوى سارس- كوف-2."