دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--سيحتاج العالم إلى المزيد من الغذاء بنسبة 60% بحلول عام 2050 لإطعام السكان الذين سيبلغ عددهم 9.3 مليار نسمة، وفقاً لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة (FAO).
وسيؤدي القيام بذلك باستخدام نهج الزراعة المعتاد إلى خسائر فادحة في مواردنا الطبيعية، بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة عبر الإنترنت. إذا، كيف يمكن للطحالب أن تكون جزءاً من الحل؟
وما لم تحدث تغييرات كبيرة في الممارسات الزراعية المتعلقة بمصادر الغذاء البروتينية والبحرية، فستؤدي تحديات مثل النمو السكاني، وعدم وجود ما يكفي من الأراضي الصالحة للزراعة، والطلب المتزايد على العناصر الغذائية إلى حدوث أزمات غذائية، وتدهور كوكب الأرض.
وقد تكمن إحدى الحلول لتجنب هذه الأزمة العالمية في الطحالب، بحسب ما تعتقده شركة "Has Algae" الناشئة في أستراليا، والتي تهدف لإدخال الطحالب في أنظمتنا الغذائية.
طعام المستقبل؟
وأكد الشريك المؤسس لشركة "Has Algae" الناشئة، بير شينك، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "يجب إدخال مصادر تغذية جديدة في التيار الرئيسي، وإدماجها بسلاسة في السلسلة الغذائية".
ولا يمكن أن يتواجد 9 مليار شخص يعتمدون على نظام غذائي غني بالبروتين الحيواني، وفقاً لما ذكره موقع منظمة الأمم المتحدة، وتستطيع الأنظمة الغذائية الصحية تقليل الضغط على مواردنا الطبيعية.
وينظر شينك، وهو أستاذ في كلية الزراعة وعلوم الأغذية في جامعة كوينزلاند بأستراليا، إلى الطحالب كحل للتحديات التي قد تواجهنا.
وتتطور الطحالب الدقيقة عادةً في بيئات قاسية تؤدي إلى تطوير أنظمة حماية طبيعية يمكنها أن توفر فوائد صحية لمن يستهلكها.
ويمكن للطحالب المستدامة للشركة استبدال المكونات الغذائية الموجودة، وتخفيف نقص التغذية الشائع، والمرتبط بالأنظمة الغذائية النباتية.
وقال شينك: "لا يتطلب الأمر سوى 9 جرامات من الطحالب الدقيقة لدينا لتلبية الحد الأدنى من المتطلبات الغذائية لأحماض أوميغا 3 الدهنية".
وتطور الشركة سلسلة من المنتجات لإثبات قيمة للطحالب الدقيقة كمكون بحد ذاته، أو كمصدر جديد للتقوية، وذلك من خلال مستخلصات البروتين، و"أوميغا 3" الدهنية.
وحققت الشركة ذلك عبر مجموعة واسعة من الأطعمة، مثل الخبز، والمعكرونة، والحلويات، والصلصات، والمثلجات.
مستدامة بشكل أكبر
وإلى جانب كونها ذات فوائد غذائية عالية، تُعتبر الطحالب حلاً أكثر استدامة أيضاً.
ويمكن حصاد الطحالب الدقيقة مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع لأنها تنمو بسرعة كبيرة.
وهناك تنوع في كمية المحاصيل التي يُنتجها القمح على سبيل المثال، ولكن، يمكن إنتاج متوسط يبلغ 5.4 طن فقط لكل هكتار، وذلك مقارنة بـ60 إلى 70 طناً للهكتار الواحد سنوياً باستخدام الطحالب الدقيقة.
وأكد شينك أيضاً أنه "يتم استخدام كمية أقل من المياه في زراعة الطحالب، ومن الممكن استخدام مياه البحر لزراعة المحاصيل".
وكانت الشركة مؤخراً من ضمن الشركات الفائزة الأربعة في مسابقة "تحدي تكنولوجيا الغذاء"، وحصل كل منها على حصة من مجموع جوائز تبلغ قيمتها مليون دولار.
وتقوم الشركة بعملياتها في كوينزلاند بأستراليا في الوقت الحالي، وهي تخطط لاستخدام الجائزة لاستكشاف السوق في الشرق الأوسط.