ملاحظة المحرر: الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكتّاب فقط. تعرض CNN أعمال The Conversation، وهي عبارة عن تعاون بين الصحفيين والأكاديميين لتحليل الأخبار والتعليق. تم إنتاج المحتوى فقط بواسطة The Conversation.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لا يوجد شيء يضاهي الزحف إلى سريرك ولف نفسك بالبطانية ووضع رأسك على وسادتك. ولكن قبل أن تشعر بالراحة الشديدة، قد ترغب في معرفة أن سريرك ليس مختلفًا تمامًا عن طبق مخبري مليء بعينات البكتيريا.
ويعد مزيج العرق واللعاب والقشرة وخلايا الجلد الميتة وحتى جزيئات الطعام بيئة مثالية لنمو مجموعة كاملة من الجراثيم، كالبكتيريا والفطريات والفيروسات وحتى الحشرات الصغيرة.
وفيما يلي بعض الأشياء التي تختبئ داخل أغطيتنا.
سريرك قد يستضيف البكتيريا
يمكن لأسرّتنا أن تلعب دور المضيف لمجموعة كبيرة ومتنوعة من الأنواع البكتيرية.
وعلى سبيل المثال، وجدت الأبحاث التي تسلط تركيزها على أغطية أسرّة المستشفيات أن بكتيريا Staphylococcus، أي المكورات العنقودية، هي شائعة.
وعادة ما تكون هذه البكتيريا غير ضارة، ولكنها يمكن أن تسبب مرضًا خطيرًا عندما تدخل الجسم من خلال جرح مفتوح، ويمكن أن تسبب أنواع معينة من المكورات العنقودية ضررًا أكثر من غيرها.
خذ المكورات العنقودية الذهبية كمثال، وهي معدية إلى حد ما ويمكن أن تسبب التهابات الجلد والالتهاب الرئوي وتفاقم حب الشباب.
ولم يتم العثور على بكتيريا S. aureus على أغطية الوسائد فحسب، بل أظهرت الأبحاث أيضًا أن بعض السلالات تكون مقاومة للمضادات الحيوية.
وإلى جانب المكورات العنقودية، أظهرت الأبحاث أن الإشريكية القولونية (E. coli)، والمعروفة أيضًا باسم بكتيريا سلبية الغرام، شائعة أيضًا في أسرّة المستشفيات.
وتسبب بكتيريا سلبية الغرام مشكلة صحية خطيرة لأنها شديدة المقاومة للمضادات الحيوية ويمكن أن تسبب التهابات بشرية خطيرة في حال دخولها الجسم، بما في ذلك التهابات المسالك البولية والالتهاب الرئوي والإسهال والتهاب السحايا والإنتان.
وبالطبع، تختلف بيئة المستشفيات اختلافًا كبيرًا عن بيئتنا في المنزل. لكن هذا لا يعني أنه لا يزال من غير الممكن لهذه البكتيريا أن تدخل أسرّتنا.
وفي الواقع، يحمل حوالي ثلث الأشخاص المكورات العنقودية الذهبية في أجسامهم. ويمكن للأشخاص الذين يحملون المكورات العنقودية الذهبية طرد الكائن الحي بأعداد كبيرة، ما يعني أنه سيكون من السهل جدًا نقل بكتيريا Staphylococcus إلى سريرك في المنزل.
يمكن للأسرة أن تجذب الحشرات
لقد تخلصت من حوالي 500 مليون خلية من خلايا الجلد يوميًا أثناء النوم على السرير. هذه الخلايا يمكن أن تجذب ويتم تناولها من قبل عث الغبار المجهري. وبالتالي، قد يؤدي العث وفضلاته إلى الحساسية وحتى الربو.
ويمكن أن يكون بق الفراش خطرًا أيضًا. ورغم أن هذه الحشرات الصغيرة (التي يبلغ طولها حوالي 5 مليمترًا) لم تظهر أنها تنقل المرض، إلا أنها يمكن أن تسبب علامات لدغة حمراء مثيرة للحكة، جنبًا إلى جنب مع مجموعة متنوعة من آثار الصحة العقلية، بما في ذلك القلق والأرق والحساسية.
ويمكن حمل بق الفراش إلى المنازل على الأسطح الناعمة، مثل الملابس أو حقائب الظهر، أو من خلال أفراد الأسرة الآخرين.
ويذكر أن غسل وتجفيف بياضات الأسرة على درجة حرارة عالية (حوالي 55 درجة مئوية) سيقتل عث الغبار، ولكن ربما تحتاج القضاء على بق الفراش بشكل احترافي.
الجراثيم المنزلية
يمكنك أيضًا نقل الجراثيم إلى سريرك من خلال الأدوات المنزلية الملوثة، مثل الملابس، أو المناشف، أو المرحاض، أو أسطح المطبخ، أو حتى الحيوانات الأليفة.
وتحتضن مناشف الحمام والمطبخ مجموعة متنوعة من الأنواع البكتيرية، بما في ذلك S. aureus وE. coli. ويمكن أن يؤدي الغسيل غير السليم أيضًا إلى نشر هذه الجراثيم إلى عناصر أخرى، بما في ذلك ملاءات السرير الخاصة بنا.
ويمكن أن تنتقل الأمراض، مثل السيلان، من خلال المناشف الملوثة أو الفراش.
وتعيش الأنواع الميكروبية المختلفة على الأقمشة لفترات زمنية مختلفة.
على سبيل المثال، يمكن أن تعيش المكورات العنقودية الذهبية لمدة أسبوع على القطن وأسبوعين على قماش تيري.
ويمكن للأنواع الفطرية، (مثل المبيضة البيضاء، التي يمكن أن تسبب مرض القلاع الفموي والتهابات المسالك البولية وعدوى الخميرة التناسلية) أن تعيش على الأقمشة لمدة تصل إلى شهر.
ويمكن أن تعيش فيروسات الإنفلونزا أيضًا على الأقمشة والأنسجة لمدة 8-12 ساعة. وبالنسبة إلى بعض أنواع الفيروسات الأخرى، مثل فيروس Vaccinia، فيمكن أن تعيش على الصوف والقطن لمدة تصل إلى 14 أسبوعًا.
نظافة السرير
يعد الغسيل السليم والمنتظم هو المفتاح لضمان عدم تطور الجراثيم إلى تهديد صحي حقيقي. ولكن كم مرة يجب عليك تغيير بياضات السرير؟
نظرًا إلى أنه لا يمكننا غسل ملاءاتنا كل يوم، فإن أحد الأشياء التي يمكنك القيام بها يوميًا هو تهوية الملاءة كل صباح. ونظرًا إلى أن الرطوبة تتراكم فيها أثناء النوم، فإن سحب اللحاف للخلف حتى تتمكن ملاءات السرير من التنفس قبل ترتيبه يساعد على جعل المكان أقل جاذبية للبكتيريا والعث.
ويمكن أن يكون الفراش أيضًا مصدرًا كبيرًا للبكتيريا والميكروبات بسبب تراكم قشور الجلد وجزيئات الطعام والفطريات على مر السنين.
ونظرًا إلى صعوبة غسل الفراش، فإن استخدام غطاء قابل للغسل، وغسله كل أسبوع أو أسبوعين، يمكن أن يساعد في تقليل عدد الميكروبات التي تعيش هناك.
ويمكن أن يساعد تنظيف فراشك وقاعدة سريرك بالمكنسة الكهربائية كل شهر في إزالة المواد المسببة للحساسية والغبار.
احرص على قلب فراشك كثيرًا، أو احصل على فراش جديد إذا كان أقدم من عشر سنوات.
ويُنصح بغسل الفراش كل أسبوع (أو أكثر إن أمكن)، خاصةً إذا كنت تقضي وقتًا طويلاً في السرير، أو تنام عاريًا، أو تتعرق كثيرًا في الليل.
ويُنصح أيضًا بتغيير أغطية الوسائد كل يومين إلى ثلاثة أيام.
ويجب غسل جميع بياضات الأسرة في درجات حرارة تتراوح من دافئة إلى عالية (حوالي 40 درجة مئوية إلى 60 درجة مئوية) من أجل قتل الجراثيم بشكل فعّال.
وتجنب وضع الملابس الكثيرة في الغسالة، واستخدم كمية كافية من الصابون، وتأكد من جفاف بياضات الأسرة تمامًا قبل الاستخدام.
ويمكن أن يساعد الاستحمام قبل النوم، وتجنب أخذ قيلولة، أو النوم أثناء التعرق، وإزالة المكياج وتجنب المستحضرات والكريمات والزيوت قبل النوم مباشرة، في الحفاظ على نظافة بياضات السرير بين فترات الغسيل.
وسيساعدك أيضًا عدم تناول الطعام أو الشرب في السرير، وإبعاد الحيوانات الأليفة عن ملاءاتك، وإزالة الجوارب المتسخة.
منال محمد محاضرة في علم الأحياء الدقيقة الطبية في جامعة وستمنستر.
أعيد نشرها بموجب ترخيص Creative Commons من The Conversation.