دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- توصلت دراسة جديدة إلى أن شرب ما يصل إلى 3 أكواب من القهوة يوميًا قد يحمي قلبك.
ومن بين الأشخاص الذين لم يتم تشخيص إصابتهم بأمراض القلب، ارتبط استهلاك القهوة المنتظم من نصف إلى 3 أكواب من القهوة يوميًا بانخفاض خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والسكتة الدماغية والوفاة المبكرة لأي سبب مقارنة بمن لا يستهلكون القهوة.
وفحصت الدراسة، التي عُرضت الجمعة خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب، سلوك شرب القهوة لأكثر من 468 ألف شخص شاركوا في دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، والتي تضم معلومات وراثية وصحية متعمقة لأكثر من نصف مليون بريطاني.
تضيف إلى البحث السابق
ووجدت الدراسات السابقة أن شرب كميات معتدلة من القهوة يمكن أن يحمي البالغين من داء السكري من النوع 2، ومرض باركنسون، وأمراض الكبد، وسرطان البروستاتا، والزهايمر، وآلام ظهر من الجلوس أمام الحاسوب وغير ذلك.
وعندما يتعلق الأمر بأمراض القلب، وجد تحليل كبير لبيانات من ثلاث دراسات رئيسية نُشرت في أبريل/ نيسان الماضي أن شرب فنجان واحد أو أكثر من القهوة العادية المحتوية على الكافيين يوميًا كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بفشل القلب على المدى الطويل.
وبالمقارنة مع الأشخاص الذين لم يشربوا القهوة، وجد تحليل دراستين أن خطر الإصابة بفشل القلب مع مرور الوقت انخفض بنسبة تتراوح بين 5% و12% لكل فنجان قهوة يتم تناوله يوميًا.
وبقي خطر الإصابة بفشل القلب كما هو عند عدم شرب القهوة أو شرب فنجان واحد يوميًا في الدراسة الثالثة. ولكن عندما يتناول الأشخاص فنجانين أو أكثر من القهوة السوداء في اليوم، انخفض الخطر بنحو 30%، وفقًا لما وجده التحليل.
وقال كبير المؤلفين الدكتور ديفيد كاو، المدير الطبي لمركز كولورادو للطب الشخصي في كلية الطب بجامعة كولورادو في مدينة أورورا، في أبريل/نيسان الماضي: "كان الارتباط بين الكافيين والحد من مخاطر قصور القلب مفاجئًا".
وأوضح كاو في بيان أنه "غالبًا ما يعتبر عامة الناس أن القهوة والكافيين مضران بالقلب لأن الناس يربطونهما بخفقان القلب وارتفاع ضغط الدم وما إلى ذلك"، لافتًا إلى أن العلاقة الثابتة بين زيادة استهلاك الكافيين وتقليل مخاطر الإصابة بفشل القلب تقلب هذا الافتراض رأساً على عقب".
وفي الدراسة التي نشرت أبريل/نيسان الماضي، لم تمتد الفائدة لتشمل القهوة منزوعة الكافيين. وبدلاً من ذلك، وجد التحليل ارتباطًا بين القهوة منزوعة الكافيين وزيادة خطر الإصابة بفشل القلب.
ويحدث فشل القلب عندما يفشل القلب الضعيف في إمداد خلايا الجسم بالدم الكافي للحصول على الأكسجين اللازم للحفاظ على عمل الجسم بشكل صحيح. يعاني الأشخاص المصابون بقصور القلب من التعب وضيق التنفس ويواجهون صعوبة في المشي أو صعود السلالم أو الأنشطة اليومية الأخرى.
ومن جانبها، قالت اختصاصية التغذية المسجلة بيني كريس-إثيرتون، التي لم تشارك في البحث ، في بيان في أبريل/نيسان الماضي: "على الرغم من عدم قدرتنا على إثبات العلاقة السببية، فمن المثير للاهتمام أن هذه الدراسات الثلاث تشير إلى أن شرب القهوة يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بفشل القلب وأن القهوة يمكن أن تكون جزءًا من نمط غذائي صحي إذا استهلكت بدون سكر مضاف ومنتجات ألبان غنية بالدهون مثل الكريم".
القليل من الحذر
ويتم إجراء العديد من الدراسات المتعلقة بالقهوة باستهلاك القهوة السوداء فقط. ومع ذلك، فإن إضافة منتجات الألبان، أو المُحليات، أو المنكهات، أو مقشدات غير الألبان يمكن أن تضيف الكثير من السعرات الحرارية والسكر والدهون، مما قد يبطل فوائد القهوة الصحية.
تحذير إضافي: في معظم الدراسات، يبلغ حجم فنجان القهوة 8 أونصات فقط، ولكن كوب "غراندي" القياسي في المقهى يعادل 16 أونصة.
ويمكن أن تؤثر طريقة تحضير قهوتك أيضًا على فوائد القهوة لصحتك.
وتلتقط القهوة المفلترة مركبًا يسمى الكافيستول الموجود في الجزء الدهني من القهوة، ويمكن أن يزيد الكافيستول من الكوليسترول السيئ أو البروتين الدهني منخفض الكثافة.
ومع ذلك، إذا كنت تستخدم آلة ضغط فرنسية، أو آلة صنع القهوة التركية، أو تغلي قهوتك (كما يحدث غالبًا في الدول الاسكندنافية)، فلن تتم إزالة الكافستول.
وأظهرت الأبحاث أن بعض الناس بحاجة إلى توخي الحذر بشأن استهلاك القهوة، إذ وجدت دراسة أجريت عام 2017 أن شرب أكثر من 4 أكواب يوميًا أثناء الحمل مرتبط بانخفاض الوزن عند الولادة والولادة المبكرة والإملاص.
ويقول الخبراء إن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في النوم أو مرض السكري غير المنضبط يجب عليهم مراجعة الطبيب قبل إضافة الكافيين إلى وجباتهم الغذائية.
وتزيد القهوة أيضًا من احتمالية الإصابة بكسور العظام لدى النساء المعرضات للخطر، أما بالنسبة للرجال، لم يكن للقهوة مثل هذا التأثير.
وأخيرًا، لا تنطبق فوائد القهوة على الأطفال، حتى المراهقين يجب ألا يتناولوا القهوة أو مشروبات الطاقة أو غيرها من المشروبات بأي كمية من الكافيين، وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.
